بعد نجاة "جمعة".. علماء الدين في مرمى الاغتيال.. "القرني" تعرض للقتل بسبب مواقفه ضد الشيعة.. و"التكفير والهجرة" أنهت حياة "الذهبي".. وأحمد ياسين يُستشهد بصاروخ الاحتلال
الاغتيال مبدأ ثابت عند الجماعات التكفيرية والإرهابية القائمة على تصفية الخصوم، فالاغتيال هو عقوبة كل شيخ جليل أو عالم واجه هذه الجماعات وفضح أمرهم، كان التاريخ شاهد على اغتيال العديد من علماء ورجال الدين، كان آخرهم ما تعرض له الدكتور علي جمعة مفتي الديار الأسبق.
لم تكن محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، التي حدثت أمس قبل صلاة الجمعة الأولى فيما يخص تعرّض الأئمة والعلماء للاغتيال على أيدي الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فقد سبقه عدد من الشيوخ إلى هذا الطريق، بعضهم استُشهد بالفعل، والبعض الآخر أنقذتهم العناية الإلهية في اللحظات الأخيرة.
علي جمعة
أطلق مسلحان النار على الشيخ علي جمعة، أثناء دخوله أحد المساجد بالسادس من أكتوبر لإلقاء خطبة الجمعة، ما أدى لإصابة الحرس الخاص به، فيما لم يتعرض الدكتور علي جمعة لأي إصابات، فأفراد الحراسة تمكنوا من إدخال الشيخ إلى المسجد دون أن يصيبه مكروه، وألقى "جمعة" الخطبة وأدى الصلاة في المسجد ذاته.
الدكتور علي جمعة عرف عنه معارضته لجماعة الإخوان، وتفسيرة لكل أفعالهم الإجرامية وخباياهم التي لم يعرفها الكثير، ورفض انتخاب المعزول محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، وانتقد سياسة الجماعة في الحكم وأيد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة كما وصف الجماعة وعناصرها بخوارج العصر وكلاب أهل النار، الأمر الذي جعل الجماعات الإرهابية تحاول التخلص منه لاستمراره في مهاجماتهم.
محمد مختار جمعة
تعرض منزل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ببني سويف، لهجوم من مجهولين بزجاجات مولوتوف، في مارس من العام الماضي، لكن وزير الأوقاف أكد فى تصريحات صحفية، أن الحرائق تسببت في خسائر قليلة وأن كل من كانوا في المنزل لم يتعرضوا لأي إصابات.
الشيخ عائض القرني
يعد الشيخ عائض القرني أحد أشهر المشايخ في العالم العربى والإسلامي، لكنه تعرض في شهر مارس الماضي إلى محاولة اغتيال عن طريق طلق ناري أثناء إلقائه للمحاضرة التي ألقها في دولة الفلبين والذي هاجم فيها أفعال الشيعة.
ويعتبر الشيخ القرني من أبرز مشايخ المملكة العربية السعودية الذين يهاجمون سياسة إيران حيث أطلق قصيدة تحت اسم "لبيك سلمان" قبل محاولة اغتياله بوقت قصير احتفى فيها بمعركة "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة بتحالف 10 دول في اليمن، بعد سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة اليمنية صنعاء.
الذهبي دفع ثمن رفض الفكر الإرهابي
اغتالت يد إرهاب جماعة التكفير والهجرة عام 1977 من القرن الماضي الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف السابق، فتم اختطاف الدكتور الذهبي في 3 يوليو 1977 على يد عناصر من جماعة التكفير والهجرة من منزله في ضاحية حلوان بالقاهرة، ليأتي اليوم التالي على إعلان اختطافه وإعلان الجماعة مسؤوليتها عن قتله.
وبعد أيام تم القبض على أمير الجماعة شكري أحمد مصطفى، ووجهت تهمة قتل الشيخ الذهبي إلى مصطفي عبدالمقصود غازي لكن قرار الاتهام الذي أصدره المدعي العام العسكري محمد عبدالعليم مخلوف في الحادي عشر من أغسطس من العام نفسه، وجه تهمة قتل الشيخ الذهبي إلى ضابط الشرطة المفصول أحمد طارق عبدالعليم الذي شارك في عملية الاختطاف أيضا.
وكان اغتيال الذهبي بسب كتاب أصدرته وزارة الأوقاف يهاجم الجماعات المتطرف الموجودة في إفريقيا والتي تعمل عكس سماحة الدين الإسلامي وتعليمات الأزهر الشريف.
السديسي
يعتبر الشيخ عبدالرحمن السديس، إمام المسجد الحرام، من أكثر المشايخ الذين تعرضوا لمحاولات اعتداء، ففي عام 2008 أثناء صلاته في المسجد الحرام توجه إليه رجل كان يريد أن يعتدى عليه لكن قوات الأمن منعته من الوصول إليه وتمكنوا من الوصول إليه في ثواني وتم القبض عليه.
كما في عام 2014 كشفت شرطة الحرم المكي، أن السديس تعرض لمحاولة اعتداء، لكن يقظة رجال الأمن أخمدت المحاولة وسيطرت على الموقف بالقبض على الشخص وإحالته فيما بعد إلى جهات التحقيق.
الشيخ أحمد ياسين
الاحتلال الإسرائيلى لم يفوت فرصة اغتيال الدعاة إلى الإسلام ففي مارس عام 2004 اغتال الجيش الإسرائيلي بأوامر آرييل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها، الشيخ أحمد ياسين، أحد أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين ومؤسس حركة حماس، حيث أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ استهدفت الشيخ أثناء عودته من صلاة الفجر، ما أدى إلى تناثر جسده في الأرجاء.