أغسطس شهر بمثابة عام.. يرمز إلى النار.. وأساسه غيرة الابن من الأب
استقبل المصريون شهر أغسطس أو "سنة أغسطس" كما يسخرون داعين المولى أن يخلصهم من هذا الشهر على أحسن الأحوال متمنين أن يعبر سريعا وألا يكن ضيفا ثقيلا كعادته، يعد أغسطس الشهر الثامن حسب التقويم الميلادي أحد شهور الصيف والمسمى بـ"آب" في بلاد الشام والعراق و"آوت" في تونس.
*أغسطس شهر النار
يعد الشهر موافق لبرج الأسد ويمثل البرج في رمزين هما القوة والنار، فلا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المصادفة فيعد أغسطس رمز للقوة لأننا دائما في حالة حركة مستمرة وتنقل دائم وتتسم الميادين بالاكتظاظ كما هو حال لشهور الصيف، أما عن رمزية النار، فالنار يشعر بصهدها العامة في الشوارع نتيجة لكونه أكثر الشهور حرارة كما أن النهار يطول به.
*لماذا سمي أغسطس
ويرجع تسميته وطول الشهر إلى عصر الحكم الروماني في مصر ولم يعد الأمر متعلقا بأغسطس فقط بل بداياته من يوليو، عندما جاء الملك يوليوس قيصر إلى مصر واستعان بعلماء الفلك وجعل السنة العادية 365 يوما والكبيسة 366 يوما وتكون سنة كبيسة كل أربع سنوات، وجعل عدد أيام الأشهر الفردية 31 يومًا والزوجية 30 يومًا عدا شهر فبراير فيكون في السنة العادية 29 وفي الكبيسة 30، وسمي الشهر السابع باسم يوليوس قيصر فصار اسمه مع التداول شهر يوليو.
قام القيصر أكتافيوس "أغسطس" ابن يوليوس قيصر بالتبني بتسمية الشهر الثامن باسمه، كما فعل أبوه، كما أن أضاف يوم ليصبح 31 يوما منقصا شهر فبراير يوم ليكون 28، ويرجع ذلك لرفضه أن يكون عدد أيام شهر أبيه "يوليو" أكبر من عدد أيام شهره الثامن، وبناء عليه عدلوا عدد أيام الشهور بعد أغسطس حتى لا تكون ثلاثة بنفس الطول، وجلعوها اثنين فقط، وأصبح سبتمبر 30 وأكتوبر 31 ونوفمبر 30 وديسمبر 31.
*سخرية المصريين
من المعروف أن الفكاهة لا تغادر فم المصريين وأن كان الحال يضيق على أصحابه، فلم يفوت المصريون الفرصة ناعتين أغسطس بأنهم سيدخلون أطول شهر في التاريخ وهناك من يعتبر أغسطس عام مختص بذاته متنكر على هيئه شهر هناك من يهيأ نفسه لاستقبال القرن وليس 31 يومًا متمنيا أن تكون تحمل أيامه خيرا.
وما زال الشعب ينظر للشهر نظرة مختلفة دون غيره على الرغم من تساويه مع شهور أخرى في السنة من حيث العدد، فهل لكونه حاملا اسم ابن أغار من ابيه أم لكونه يرمز للقوة والنار التي تسلط فوق رؤوس المواطنين في طقس منهك للقدرات.