حضور"نتنياهو" احتفال السفارة المصرية بـ"ثورة يوليو" يشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. وخبراء: جزء من التطبيع.. وأمر مرفوض شعبيًا.. وآخرون: متطلبات العصر تحكم علاقتنا مع تل أبيب
أثار حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحفل الذي استضافه السفير المصري في إسرائيل حازم خيرت، الخميس الماضي، بمناسبة حلول ذكرى 23 يوليو 1952، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يدفعنا إلى الوقوف وإعادة النظر لأسباب ذلك الحضور المبني في الأساس على دعوة من السفارة المصرية، لـ"ريفلين" رئيس إسرائيل، ورئيس وزراءه بنيامين نتنياهو، وعدد آخر من مسئولي إسرائيل.
"جزء من التطبيع"
فيقول الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستيراتيجية، لـ"العربية نيوز"، إن دعوة ريفلين الرئيس الإسرائيلي، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في احتفال السفارة المصرية بإسرائيل، بذكرى ثورة يوليو، جزء من رغبة السياسة المصرية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الدعوة تمثل الواقع الحالي للمشهد من عدم الرغبة في إشعال المنطقة، في بالأساس حدث بروتوكولي، لتوثيق العلاقات نحو واقع يرتضي ذلك.
وتابع اللاوندي أن إسرائيل الآن حليفا لمصر، ويسعى الممثلون الدبلوماسيون على إظهار ذلك في أي فرصة ممكنة، حتى يتم تجاوز مراحل سابقة أعاقت التحرك السياسي بين البلدين.
مرفوضة شعبيًا
وأوضح الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتفالات ثورة يوليو التي أجراها السفير المصري حازم خيرت بإسرائيل، هو تحرك دبلوماسي يرفضه الشعب المصري.
وأوضح أستاذ التفاوض الدولي أن هذه التصرفات تعتبر جزءًا من مسار دبلوماسي تخضع له سياسات المنطقة وتطلعات الدولتين وأهدافهم، ولكن بكل تأكيد فإن مثل هذه الأمور لا يرضى عنها الشعب المصري، ويصنفها كجزء من محاولة إلى تعميق للعلاقات مع خصم تاريخي.
وأشار وجيه إلى أنه مادامت هناك روابط واتفاقات تحمي العلاقات فإن الشعب قد يرضى بأي تحركات لا تتخطى حاجز التحرك الارتباطي بالمعاهدات، ولكن أن يكون التحرك بدون داع حقيقي أومبرر واضح فإنه لا يلق قبولا شعبيا، فنحن لسنا بحاجة إلى دعوة الرئيس الإسرائيلي أو رئيس وزراءه، ولم تكن السلطة الإسرائيلية لتنزعج بالأساس لعدم دعوتهم إلى حضور احتفالات السفارة بثورة يوليو.
متطلبات العصر تحكم علاقتنا مع إسرائيل
وأكد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتفالات ثورة يوليو التي أجراها السفير المصري حازم خيرت بإسرائيل، أمر لا يمكن أخذه في ظل العداء التاريخي ومشكلات الماضي، وننسى أهداف ومتطلبات عصرنا الحالي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حضور نتنياهو لحفل يمثل عيدا وطنيا بمصر، أمر تقم به العديد من السفارات في الخارج حتى توثق علاقاتها السياسية بالخارج وتزيد من مكانتها وقدراتها المستقبلية.
وأوضح كمال أن دعوة رموز ووزراء من الدول التي تقبع بها السفارات أمر عادي، ولكن الشيء المتطور في الحدث هو حضور "نتنياهو" للحفل، وهذا يدل على قوة العلاقات بتلك المرحلة، خصوصا وأن مجال التعاون في مكافحة الإرهاب، وبالتحديد في سيناء، بالإضافة إلى طرح مصر لمبادرة إحياء عملية السلام، وكلها أمور تهم إسرائيل كطرف رئيسي بها.