التنظيمات الإرهابية تناور من جديد.. جبهة النصرة تنسلخ عن القاعدة.. وتغير اسمها لفتح الشام.. وخبراء: من أجل مصالحها والتقرب إلى أمريكا.. والانفصال لن يغير الفكر والتوجهات
تشهد التنظيمات الإرهابية العديد من التغيرات بداية من الانفصالات وتكوين كيانات جديدة وتغيير للمسميات، كان آخرها ما أعلنته جبهة النصرة في سوريا عن انفصالها رسميًا عن تنظيم القاعدة، وإعلان اسم جديد لها وهو "جبهة فتح الشام".
وتعد "جبهة النصرة" من أكبر التنظيمات الإرهابية في سوريا بعد تنظيم داعش الإرهابي، والتي ظهرت في عام 2012، كما أنها أعلنت قبل ذلك عدم ارتباطها بتنظيم داعش، ورفضت مبايعة داعش في 2013.
"العربية نيوز" استطلعت آراء الخبراء حول ما وراء قرار جبهة النصرة في ارتباطها عن تنظيم القاعدة، وما هو مستقبل جبهة النصرة بعد هذا الإعلان؟ ولماذا هذا التغيير فى الوقت الراهن؟
جبهة النصرة تسعى للاستقلالفى البداية، قال طارق أبوالسعد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، إن انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وإطلاق اسم جبهة فتح الشام، كان في مضمون الشكل وليس في الموضوع وعبارة عن مسلك جديد تلبسه جبهة النصرة للهروب من أي أعمال إرهابية قامت به قديمًا، فاختيار الاسم فتح الشام يدل على أنه سيقف ضد داعش وينصر المظلومين، وأن المنظمة هدفها فقط فتح سوريا ونصرتها.
وأكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جبهة النصرة تسعى إلى الاستقلال بنفسها، لأن لديها أرضًا مسيطرة عليها كما لديها رجال وقوى عسكرية ولديه جنود، وبالتالي لديها مقومات الحياة فهي ليست في حاجة إلى تنظيم القاعدة.
الانفصال
لن يغير الفكر وأوضح الدكتور مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي لـ"العربية نيوز"، أن انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة هو انفصال إداري فقط، لكن ستظل الأفكار والتوجهات كما هي لن تتغير.
وأضاف مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، أن هذا الانفصال لن يغير من واقع العمليات التي تتبناها جبهة النصرة، فـكل ما هي عليها اليوم تدين به إلى القاعدة، والنظام الذي اتبعته الجبهة تكتيكيًا، كل ذلك محاولة لتوحيد النظام ضد بشار الأسد.
قطر
وراء انفصال جبهة النصرة عن القاعدة
وأكد
نبيل نعيم، الجهادي السابق لـ"العربية نيوز"، أن انفصال جبهة النصرة عن
القاعدة له أسباب كثيرة، أولها مطالبة من قطر بانفصال جيش النصرة عن تنظيم القاعدة
على أساس دخوله من ضمن المفاوضات السورية مع المعارضة التي تفاوض بشار الأسد، وذلك
لعدم إمكانية داعش والقاعدة من دخول في أي مفاوضات وكان ذلك باتفاق لجميع الأطراف.
وأضاف
الجهادي السابق، أن الدعم الخاص بهم من قطر وتركيا كان يتم اقتسامه بينهما وبين
القاعدة، كما أن معظم القيادات على خلاف مع "أيمن الظواهري لأنه قام بتأييد
الإخوان في مصر، وإن الإخوان يعتبر فصيلاً ديمقراطيًا وليس فصيلاً إسلاميًا، خاصة أن جبهة
النصرة غير قادرة على عمل أي تنظيمات إرهابية خارج سوريا.
