عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

وزير الأوقاف: الخطبة المكتوبة ليست صراعًا مع أحد وتطبيقها للمصلحة الوطنية.. واعتدنا رفض ما يكسر المألوف.. والجماعة الإرهابية اختطفت الخطاب الديني

 الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

منذ أن أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن عزم الوزارة تطبيق الخطبة الموحدة المكتوبة فى كل مساجد الجمهورية، والإثارة والجدل لم يتوقف أبدا، هذه الفكرة التى باتت أن تقسم المؤسسات الدينية، خاصة بعد أن رفضت هيئة كبار العلماء تطبيق الخطبة المكتوبة، حتى بات الأمر صراعا بين الأزهر والأوقاف حول تطبيق الخطبة المكتوبة، فوزارة الاوقاف تصر على تطبيقها لكن الأزهر يرفضها بشدة. 

الخطبة المكتوبة ليست صراعا 
فقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن تعميم الخطبة المكتوبة التي تسعى وزارة الأوقاف إلى تطبيقها ليس صراعًا مع أحد ولا ينبغي أن يكون، إذ يجب علينا جميعًا أن نعطي الأنموذج والمثل في الألفة والتعاون على البر والتقوى والمصلحة الوطنية، وأن نعليها فوق كل اعتبار، وأن يحسن بعضنا الظن ببعض.

وأكد وزير الأوقاف، أنه يستحيل أن يجمع الناس على أي جديد يكسر المألوف والمعتاد، فكل ما يخص الأمور التنظيمية بما لا يصادم إجماعًا ولا نصًّا شرعيًّا قطعيّ الثبوت والدلالة فهو مما يحتمل الخلاف والرأي والرأي الآخر، إذ لا يستطيع عالم أن يحتكر الصواب فيما يحتمل الخلاف، فمن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد.

وأضاف "جمعة" فى تصريحات صحفية أن القطاع الديني بوزارة الأوقاف رأى في إطار اختصاصه في تنظيم الشأن الدعوي والإداري بوزارة الأوقاف أن الخطبة المكتوبة تحقق مصلحة شرعية ووطنية معتبرة في إطار خطة ومنهجية شاملة لنشر الفكر الإسلامي المستنير وكبح جماح الفكر المتطرف وحرمانه من أي محاولة لاختطاف الخطاب الديني مرة أخرى، بل العمل وبقوة وسرعة وحسم على استرداد ما اختطف منه في عام الإخوان الأسود وما سبقه من سنوات عجاف شداد على الخطاب الديني. 

استراتيجيتنا الحوار والإقناع وليس القهر 
وأشار الى أن تأييد هذا الأمر تجاوز قيادات وأئمة الأوقاف إلى عشرات العلماء الذين لا يقل حماس بعضهم للخطبة المكتوبة عن علماء وقيادات وأئمة الأوقاف لما يرونه فيها من مصالح معتبرة.

وتابع: أجمع قيادات الوزارة وأجمعنا معهم على أن المصلحة الشرعية والوطنية من وجهة نظرنا على أقل تقدير تقتضي منا المضي قدما وبعزيمة قوية في تطبيق الخطبة المكتوبة الموحدة، عبر الحوار والإقناع دون قهر أو إكراه، مؤكدين أن زمن القهر قد ولى دون رجعة، وأن سبيلنا التواصل ثم التواصل والحوار ثم الحوار، على أنه لا يوجد نص شرعي أو قانوني يمنع الخطيب من أداء خطبته مقروءة طالما أن هذه هي قناعاته، وأنه يرى فيها ما يعينه على توصيل رسالته على الوجه الأفضل، مع أننا ما زلنا في مرحلة نشر خطبة استرشادية التي يمكن للخطيب أن يلتزم بها أو بجوهرها.

وأوضح وزير الأوقاف: أن الوزارة ستظل نتواصل مع أئمتنا تباعًا حتى يجني المجتمع كله ثمرة هذه التجربة التى نتفاءل بأنها ستكون أحد أهم وسائل نشر الفكر الإسلامي المستنير في إطار استراتيجية الأوقاف لنشر صحيح الإسلام، داخل مصر وخارجها وبما يحقق ما نصبو إليه جميعًا من قيادة مصر لنشر الفكر المستنير فى العالم كله.

تجار الدين
وأكد وزير الأوقاف: "عندما تاجرت بعض الجماعات وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية وما انشق عنها أو انبثق منها أو نسّق معها من جماعات إرهابية تاجرت بالدين، رأينا فكرًا شاذًّا غريبًا على ديننا وأخلاقنا وقيمنا وحضارتنا، رأينا كذبًا واختلاقًا وافتراءً لا يحتمله عقل ولا بشر ولا مجتمع، وعادت الجماعة إلى سيرتها الأولى من العنف والقتل والاغتيال وإهلاك الحرث والنسل، وتخريب العامر، وهدم البنيان، وترويع الآمنين أو استهدافهم، دون وازع من دين أو ضمير إنساني حي".

واستطرد: أنه الجماعة الإرهابية انبثق عنها وتفرع منها وخرج منها من انضم أو نسق مع داعش، والقاعدة، وجماعات الخزلان، وأعداء بيت المقدس، وجند الشيطان، ممن عاثوا في الأرض فسادًا، واستحلوا ما حرم الله من ذبح البشر وحرقهم والتنكيل بهم في موجات عنف لا تمت للإنسانية بصلة حتى رأينا من يذبح أخاه أو والده حجة أنهم لا يصلون، ورأينا من يدهس المواطنين الأبرياء الآمنين، لا ندري بأي ذنب قتلوا أو دهسوا ؟ وأي دين هذا الذي استباح دماءهم ؟ وأي مجرم هذا الذي أفتى بجواز ذلك ؟، بل أي إنسان هذا الذي خطط ودبر ونفذ؟.

"الإخوان" حاولت خطف الخطاب الديني 
وأشار جمعة إلى أن بعض الشباب قد ينجرون أو يساقون إلى هذه التنظيمات أو ينساقون إليها دون فهم أو وعي وبلا إدراك لطبيعة هذه الجماعات الضالة المضلة المجرمة المخربة المفسدة، حتى إذا ما دخلوا إليها دخلوا من الباب الذي لا خروج منه ولا رجوع إليه، فإذا ما فكر الملتحق بهذه الجماعات مجرد تفكير في تغيير وجهته عن هذه الجماعات الضالة الآثمة، لاقى من العنت والتنكيل أضعاف ما يلقاه أعداء هذه الجماعات، ليجعلوا منه عبرة لكل من تسول له نفسه الخروج عليها أو الانصراف عنها.

وأضاف وزير الأوقاف، أنه بدرجة أو بأخرى سعت جماعات كثيرة إلى اختطاف الخطاب الديني من علمائه المدققين وأهله المتخصصين، وعملت على توظيفه لتحقيق مكاسب حزبية أو شخصية أو أيدلوجية ولو على حساب دينها ووطنها معًا، لأن بعضها لا يؤمن بوطن ولا بدولة وطنية، وبعضها الآخر ولاؤه لتنظيمه فوق كل ولاء، وانتماؤه له فوق كل انتماء.