عاجل
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الرئيس والبابا يقطعان الطريق على الفتن.. "لقاء الاتحادية" علاقة تحكمها المحبة ومصلحة الوطن.. "زاخر": يحمل رسالة كبرى.. و"ناصيف": دليل على الثقة بين السيسي والكنيسة

الرئيس السيسي والبابا
الرئيس السيسي والبابا تواضروس وعددًا من رجال الكنيسة

منذ أن جاء الإعلان عن اختيار الأنبا تواضروس في القرعة الهيكلية التي قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية، ضمن مراسم القداس الإلهي خلفًا للراحل البابا شنودة الثالث عام 2012، سجلت لحظة فارقة في تاريخ الكنيسة المصرية، التي كانت تعاني فى ذلك الوقت من بعض المشاكل والأزمات، خاصة بعد إسقاط نظام مبارك، وسيطرة الإخوان على مقاليد الحكم في الدولة.

وعلى مدار السنوات السابقة، كانت هناك علاقة قوية وروابط وثيقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني، حيث اتفقا على إعلاء مصلحة الوطن وتوثيق الروابط بين عنصري الدولة، بعيدًا عن الفتن والخلافات التي كادت أن تشعل الوطن.

ومنذ أن قام الرئيس السيسي، بزيارة الكنيسة الكاتدرائية خلال قداس عيد ميلاد 2015، قدم العزاء في قتل 21 قبطيًا على يد تنظيم داعش الإرهابي، واكتسب مكانه خاصة عند الأقباط في مصر، حيث جعلهم ذلك الاهتمام يشعرون بأنهم في وطنهم الحقيقي، عكس ما كان يروج في سنوات ما قبل الرئيس السيسي.

وطوال السنوات الماضية، كانت هناك لقاءات متعددة بين الرئيس السيسي والبابا تواضروس، كان آخرها اليوم عندما التقى الرئيس السيسي، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بقصر الاتحادية، والذي جاء بناء على طلب من رئاسة الجمهورية، حيث أكد الرئيس للبابا خلال اللقاء، أن الوطن يقابله تحديات كثيرة، والرهان على وحدة المصريين، وكذلك تحدث عن رؤيته لمستقبل البلاد، وأن مؤسسات الدولة لن تعمل لوحدها بدون تضافر جهود كافة المصريين.

قطع الطريق على الفتن
ويؤكد كمال زاخر، الكاتب والمؤرخ القبطي، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن العلاقة بين الكنيسة والدولة في مصر كانت دائمًا طيبة في مجملها العام، وذلك بدءًا بعهد محمد علي مرورًا بعصور الخديوية والملوك والرؤساء، حيث دائمًا ما تسعى الدولة أن تكون هناك قنوات اتصال شعبي مع الأقباط، باعتبارهم القوة الثانية عددًا بعد المسلمين.

وأضاف "زاخر"، أن العلاقة لم تشهد أي توتر إلا في بعض مراحل الرئيس السادات، متمثلة في أزمات مع البابا شنودة، مؤكدًا أنه دون ذلك فإن توجه الكنيسة بالأساس يحفظ تواجد العلاقة الطيبة بين الرئيس والكنيسة بوجه عام، فجزء من الطقس الكنسي، يعتمد على الصلاة من أجل الرئيس، وإن أمر عقيدة المسيحية، يجعل طيب العلاقة متسقًا مع مساعي المسلمين والرئيس والمصريين بوجه عام.

وأوضح "المفكر القبطي" أن من كرم حسن المقادير، أن يتزامن تولي البابا تواضروس في نوفمبر 2012، مع ظهور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمشهد آنذاك، وزادت أسهمهما أكثر من خلال دورهما الحيوي الكبير بثورة الـ"30" من يونيو، وتحملهم ما لقوه من أذى الإخوان والسلفيين من حرق كنائسهم وتعديات على ممتلكاتهم.

وأشار إلى أن لقاء اليوم بين البابا تواضروس والرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الإتحادية، يعد ردًا واستباقًا من الرئيس، بنظر مطالب الأقباط الأخير، بعد حالات التعدي المتكررة في الآونة الأخيرة، من خلال عدم الانتهاء من قانون دور العبادة الموحد، ويقطع الطريق لنشوب أي توتر ممكن له أن يحدث، موضحًا أنه من المؤسف أن تكون دولة كمصر بحجمها وقيمتها لا تحل بها المشكلات الكبرى إلا بتدخل من الرئيس، ولكن أظن أن تدخله وعقده لقاء اليوم، يحمل رسالة كبرى، لكل متخاذل عن دوره في حفظ الأمن والسلام بين المواطنين.

لقاء السيسى بالبابا يعكس اهتمام الدولة
ومن جانبه، أوضح أمير ناصيف، الحقوقي ومنسق ائتلاف أقباط مصر، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع البابا تواضروس وبعض من رجال الكنسية، اليوم، يعد لقاءً مثمرًا بالنسبة للأقباط، حيث تم فيه مناقشة الحقوق المشروعة لهم.

وأكد "ناصيف"، على ثقة الكنيسة في الرئيس السيسي، لكن المسئولين بالدولة يتعمدون إحراجه، مشيرًا إلى أن الأقباط تلقوا وعودًا، بإعادة بناء الكنائس التي هدمها وأحرقها الإخوان، ولكن هذه الوعود لم تُنفذ.

وتساءل "منسق ائتلاف أقباط مصر"، عن سر اعتبار بناء كنيسة أزمه وتحتاج إلى أوامر وقرارات سيادية؟، لافتًا إلى أنه من المفترض مناقشة قانون دور العباده في البرلمان، لكن دور النواب الأقباط غير مجدٍ، مشددًا على رفضه للتظاهرات التي تمت ضد الرئيس أمام البيت الأبيض منذ أيام.

سرعة إصدار التشريعات القانونية
وقال هاني دانيال، الباحث والمفكر القبطي، في تصريحات لـ "العربية نيوز"، إن "لقاء الرئيس السيسي بالبابا تواضروس لن تكون له أية فائده إلا إذا كانت هناك نية حقيقية لحل المشاكل التي يعاني منها الأقباط في مصر".

وأكد المفكر القبطي، أن على مجلس الشعب، أن يتعامل بسرعة وشفافية مع المطالب التشريعية والقانونية، ولابد أن يسأل الحكومة على أدائها، لافتًا إلى أن غياب القانون وعدم محاسبة المقصر، سيتيح للإرهابيين التطاول والتمادي وتكرار اعتداءاتهم.