إيران تتوغل في أفريقيا.. "نظام الفقيه" يعوض خسارته الدولية بضم أصدقاء جدد.. باحث: تسعى لنشر التشيع بالقارة السمراء.. و"اللاوندي": لا تشكل خطورة على مصر
بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، جولته في دول غرب أفريقيا هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن تستمر 6 أيام بغرض تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول هذه المنطقة.
وأثارت الزيارة ردود أفعال عدد من السياسيين والمختصين بالشأن السياسي، خصوصًا في ظل التحركات المريبة لإيران في المنطقة، ومحاولاتها المستمرة حصار المنطقة العربية.
نشر التشيع في أفريقيا
يؤكد الدكتور جمال عبدالجواد، الباحث السياسي بمركز الأهرام، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن إيران تهتم بأفريقيا، لأنها مكان يحتمل تكوين صداقات به تعويضًا لم تلقاه من رفض غربي.
وأضاف الباحث السياسي بمركز الأهرام، أن "إيران تبذل جهدًا كبيرًا لنشر التشيع في أفريقيا، باختراقها غرب أفريقيا المسلم، فتنشر التشيع كصورة الإسلام الحقيقية، والتي يمكن أن تثمر في بيئة خصبة لأفريقيا، حيث لا يمتلكون القدرة على التأكد من صحيح الدين بالشكل السليم".
وتابع "عبدالجواد"، أن "أفريقيا تعد ساحة جيدة لكل التنفسين، سواء إسرائيل أو إيران أو حتى مصر"، موضحًا أن توغل إيران وإسرائيل بأفريقيا، لا نملك له إلا المتابعة، وإعادة النظر والتدقيق في التخطيط إلى سياسات المستقبل، بناء على ما يتم حدوثه بأفريقيا من قرارات"، مؤكدًا أننا لا نملك منع الآخرين من استغلال أفريقيا وإقامة العلاقات بها، ولكن نملك القدرة على التخطيط المستقبلي للحماية والاستفادة أيضًا.
سوق ومتنفس للتنمية الإيرانية
ومن جانبه، أوضح أشرف البيومي، الكاتب والمفكر السياسي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن جولة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، منذ يوم الأحد إلى أفريقيا والمستمرة 6 أيام لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، لا يمكننا التنبؤ من خلالها بأي شيء يضر مصر والعالم العربي.
وأضاف "البيومي" أن أفريقيا في الوضع الحالي هي الملاذ لكل البلدان الساعية إلى الربح الاقتصادي والتجاري، واستثمار وتوريد المنتجات، كما أن خيرات البلدان الأفريقية عامل جذب جيد لكل البلدان بما فيها مصر، والتي تسعى إلى تحسين العلاقات الأفريقية وفتح آفاق وأسواق مستقبلية يمكنها انتشالنا من تدني أوضاعنا الاقتصادية.
وأوضح الكاتب والمفكر السياسي، أن إيران بلد توسعي، وفي ظل ما تعانيه من رفض بالشرق الأوسط أو الغرب، تبقى أفريقيا متنفسًا وملاذًا طيبًا لها، ولمشروعاتها التنموية.
لا تشكل خطورة على مصر
بينما
قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات
الاستراتيجية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن "زيارة وزير الخارجية
الإيراني، محمد جواد ظريف، والتي بدأت منذ الأحد الماضي، وقيامه بجولة إلى أفريقيا
تستمر 6 أيام، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، أمر عادي للغاية، ولا يحمل أي
خطورة على الإطلاق".
وأضاف
خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن زيارة إيران مثلها مثل زيارتي أوباما
الرئيس الأمريكي، ونتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي من قبل، وكلها زيارات واعية، إلا أن أفريقيا قارة بكر، يجب الاستثمار بها والاستفادة منها.
وتابع
"اللاوندي"، أنه على المستوي الإيراني فإن العلاقة بريئة ولا تحمل أي
مصلحة دون المصالح الاقتصادية والسياسية العادية، فتوثيق العلاقات يفتح المجال
بالمستقبل، لفتح أسواق عدة بأكثر من قطر أفريقي، موضحًا أنه من حق كل الدول البحث عن
مصالحها الشخصية، نافيًا أن تكون الزيارة بغرض نشر الفكر الشيعي أو الإضرار
بالسنة في المنطقة، راجعًا توقعه إلى أن أفريقيا هي مستقبل العالم بالمستقبل لما
تحمل من خيرات وثروات.