هل يدفع اللاجئون العرب فاتورة الإرهاب في أوروبا؟.. كامل: حظر استقبالهم أولى خطوات الغرب لحماية مواطنيهم.. الهلباوي: حكوماتنا فشلت في مقاومة الفيروس الداعشي
شهدت
الدول الأوروبية مؤخرا عددًا من العمليات الإرهابية، التي جعلتها تسبح في بحيرة من
دماء المواطنين الأبرياء، لتسود حالة من الاستياء والتشدد الأمني بها، ويتحول
الأمر بعد الترحاب بهم إلى رفض تواجدهم وإنهاء استقبال المزيد منهم، وفي الوقت
الذي يلوّح فيه الرئيس باراك أوباما برفض مشروع قرار يمنع دخول اللاجئين السوريين
إلى الأراضي الأمريكية، وبعد نجاح حملة اليمين المتطرف ضد اللاجئين في فرنسا، يعيش
اللاجئون حالة من الترقب في أوروبا.
حظر استقبال اللاجئين
فى
البداية قال الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة،
لـ"العربية نيوز"، إن المجتمعات الأوروبية في الوقت الحالي غير مستعدة
لاستقبال المزيد من اللاجئين العرب، وجميع الإجراءات الأمنية المتخذة بدول الغرب
تتحفظ على استقبال اللاجئين أو التعاملات المباشرة معهم للتقليل من حدة الهجات
الإرهابية المفتعلة من الجانب العربي تجاه الدول الأوروبية.
وأضاف
أستاذ العلوم السياسية، أن مفهوم اللاجئين "هم من يهربون من بلادهم والحروب
القائمة داخلها إلى بلدان أخرى للسعي وراء المعيشة الآمنة"، لذلك يكونوا هم
أول من يسعى للأمان الداخلي للدولة المتواجد بها وجميع الإجراءات المتخذة ضدهم
تعسفية لا تليق بالعرب ووقفاهم المستمرة مع الغير.
وأشار
كامل إلى أن هناك دعوات مطالبة بطرد اللاجئين باعتبارهم سبب في دخول الإرهاب إلى
هذه الدول، لتتضاعف بذلك معاناة هؤلاء اللاجئين الذين خرجوا من بلادهم هربًا من
الإرهاب ليجدوه يلاحقهم في الدول الأوروبية.
العرب
فشلوا في مقاومة الفيروس الداعشي
وأضاف
الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق بجماعة الإخوان أن الأعمال الإرهابية التي
تحدث من قبل بعض المسلمين لتشويه الدين الإسلامي وكره الغرب بالإسلام تحمل الكثير
من المعاني الممنهجة لخروج اللاجئين العرب من جميع الدول الأوروبية وتعاملهم بصورة
غير لائقة لتفشي هذه الهجمات الداعشية.
وأضاف
القيادي المنشق بجماعة الإخوان الإرهابية أن العرب فشلوا في مقاومة الفيرس الداعشي
والأعمال الإرهابية المنسوبة إليه، والآن اللاجئين هم من يدفعون حصيلة هذه الأعمال
الإرهابية، وربط أي عمل إرهابي باللاجئين الهاربين من بلادهم إلى أوروبا نتيجة
الأعمال الإرهابية بحثًا عن الأمان.
وتابع
الهلباوي: أننا نريد فتح جميع السفارات في دول المنطقة أبوابها لاستقبال طلبات
اللاجئين، بطريقة تليق بكرامتهم وبأدنى حقوقهم الإنسانية.
اللاجئون
العرب سيدفعون الثمن
وأكد
اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية، أن زيادة الهجمات
الإرهابية في الفترات السابقة بالدول الأوروبية تنعكس بالسلب على اللاجئين العرب
من كافة أنحاء الشرق الأوسط، وتوضع لهم قيود مشددة في التعاملات من قبل الحكومات
والشعب الأوروبي لتجنب المزيد من الهجمات الأرهابية.
وأضاف
مدير المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية أن المواقف السياسية تتفاوات من بلد إلى
أخرى، وهناك العديد من الجماعات المدافعة عن حق اللاجئين في جميع البلاد مطالبين
بعدم انتساب الهجمات الإرهابية المفتعلة إليهم مع إعطائهم حق المعايشة الكاملة
والاحتفاظ بحقوقهم الإنسانية دون النظر للدين والعقيدة والقومية.
وأشار
سليمان إلى أن الشعوب الأوروبية بها مايكفي من نضوج فكري ووعي سياسي لعدم انجرافها
وراء خلط الأوراق والفصل بين مرتكبي الهجمات الإرهابية لتشوية الصورة الدينية
انتشار الفكر الداعشي وبين اللاجئين العرب السلمين وغير حاملين عداء ممنهج للغرب.