عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

القمة العربية


وسط غياب عربي ملحوظ، وشبه تجاهل من بعض المسئولين العرب "الكبار" واختفاء الملفات "الشائكة" الهامة، خاصة الملف الاقتصادي، بدأت وانتهت، أعمال القمة العربية 27، في العاصمة الموريتانية نواكشوط ، وليس هناك علاقة بين موريتانيا "المظلومة" عربيا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعدم ظهورها كقوة عربية مؤثرة، وبين ضعف المشاركة في القمة العربية، التي انتهت قبل أن تبدأ، وكتبت توصياتها "سابقة التجهيز" قبل أن تبدأ أعمالها، التي ستتحول إلى "مكلمة" عربية كبرى، أشبه بسوق عكاظ، وهي غالبا كلمات برتوكولية "خالية" من المواقف السياسية الاقتصادية "المؤثرة" والتوصيات الفعالة، التي من المفترض أن يكون لها انعكاساتها، على قضايا العمل المشترك، وتعطى حلولا ناجحة وواقعية، أو حتى دواء مرا ، لعلاج أمراض مزمنة عربية منذ سنوات، وأنها قمة "شبه سرية".

فعلى سبيل المثال، السعي أو البدء في قيام سوق عربية مشتركة، كان متداولا سنوات عديدة في مؤتمرات قمة لاحقة، ولكن لم ينفذ حتى الآن، لغياب الإرادة السياسية، والخلافات العربية المعتادة، بل لم يعلن حتى الآن، عن اتحاد جمركي فعال، بل إن منطقة التجارة الحرة العربية، تحتاج إلى تطوير وترميم، وهناك قضايا اقتصادية مؤجلة، على مستوى الققم العربية، لم ولن يبت فيها في القمة الحالية، لغياب بعض ملوك ورؤساء الدول "المؤثرين" في فاعلياتها.

كالعادة.. تتصدر القمة العربية بنواكشوط، ملفات النزاعات في سوريا وليبيا والعراق والأمن في العالم العربي، وتشكيل قوة عربية مشتركة والمبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأكد الوزراء دعمهم لكل ما من شأنه، أن يحل الأزمات التي تهز العالم العربي وخصوصا الأزمات السورية والليبية واليمنية،. ودعوا إلى "حل نهائي" للنزاع العربي الإسرائيلي، وأشادوا بالمبادرتين المصرية والفرنسية بهذا الصدد. كما تبنى الوزراء قرارا "يدين تدخلات إيران فى العالم العربي" في إشارة خصوصا إلى الخلافات بين السعودية وإيران.

وزير الخارجية سامح شكري، قال "يجب هزم الإرهاب، هذه أولوية". ودعا نظيره الموريتاني اسلكو ولد أحمد ايزيد بيه، الدول العربية إلى تنسيق أكبر "مع أفريقيا" للقضاء على هذه الآفة، وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي، أكد أثناء اجتماعات المندوبين الدائمين مؤخرا، أن القادة العرب سيستعرضون "كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية" في إطار "مقاربة مناسبة وتوافقية". 

وموريتانيا ليست من الدول الموقعة لاتفاقية روما التي أسست هذه الهيئة الدولية. وتعقد القمة العربية في نواكشوط للمرة الأولى منذ انضمام هذا البلد إلى الجامعة العربية في 1973، بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافتها في أبريل الفائت كما كان مقررا. كما أنها أول قمة عربية تعقد بعد تولي الأمين العام الجديد للجامعة المصري أحمد أبوالغيط مهامه مطلع يوليو الجاري، خلفا لنبيل العربي. وبعد القمة يتولى الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز رئاسة الجامعة العربية لمدة سنتين.

الملفات الاقتصادية غابت عن القمة العربية، وهناك عدم اهتمام عربي بتلك القمة، رغم انتخاب أمين عام جديد للجامعة العربية ، وأصبحت القضايا العربية المزمنة و"التفكك" العربى "أثقل" من قمة عربية، حتى ولو عقدت، في "عقر" الجامعة نفسها ، وليس في موريتانيا.. الدولة البعيدة عن الأضواء العربية.