"الخطبة المكتوبة".. تؤجج نار الصراع بين الإمام والوزير.. مراحل الخلاف بدأت بالقوافل الدعوية وتصاريح الخطابة.. و"تجديد الخطاب الديني" شاهد على الأزمة
المؤسسات الدينية تشهد حالة من الخلافات وتباين الأراء ووجهات النظر غير مسبوقة بين مشيخة الأزهر، ووزارة الأوقاف الجهه التنفيذيه، بعد حالة من الهدوء عاشت فيه المؤسسات الدينية بعد انتهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
فالخلافات التى حرص الجانبان على إخفائها عن الإعلام، ظهرت مؤخرا بعد أن قررت وزارة الأوقاف الانفراد بقرار الخطبة المكتوبة دون مراجعة الأزهر الشريف، إلا أن جاء قرار الأزهر برفض الخطبة المكتوبة عن طريق هيئة كبار العلماء التي يترأسها الدكتور أحمد الطيب لتزيل الستار عن الخلافات السابقة بينه وبين وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
فقرار هيئة كبار العلماء سطر فصلا جديدا فى الصدام بين الأزهر والأوقاف، خاصة بعد أن قرر وزير الأوقاف الاستمرار فى تطبيق قرار الخطبة المكتوبة مخالفا قرار هئية كبار العلماء وضاربا بقرارتها عرض الحائط، لكن مراحل الصراع بين وزير الأوقاف ومشيخة الأزهر ظهر بوادره قديمًا.
تصاريح الخطابة
تعتبر أزمة تصاريح الخطابة من أبرز الخلافات التى سجلت صراعا بين الأزهر والأوقاف، منذ عام ونصف تقريبا حين قررت وزارة الاوقاف منح تصريح الخطابة لبعض من قادة التيار السلفى، خاصة وأن وزارة الأوقاف أكدت ان هذا القرار بمعرفة شيخ الأزهر، إلا أن كان الرد سريعا من الأزهر حيث أكد الأزهر أن الدكتور أحمد الطيب ليس له علاقه بها القرار.
كما رد الأزهر في بيان رسمي وقتها، أن الأزهر ليس له علاقه مطلقا بهذا الأمر ولم يتم إتخاذ رأى الأزهر فيه، وأن "المشيخة" تستطيع منح التراخيص دون وساطة وزارة الأوقاف، بصفته المنوط بالدعوة الإسلامية بنص الدستور.
تجديد الخطاب الديني
منذ أن دعى الرئيس عبدالفتاح السيسى المؤسسات الدينية الى تجديد الخطاب الدينى، لمن نجد إلا صراعًا بين الأزهر والاوقاف من أجل تحمل المسئولية الكاملة فى تجديد الخطاب الدينى دون النظر إلى العمل التعاونى التكاملى بين المؤسستين، لكن النتيجة فى النهاية لم يتم اتخاذ أى قرارات أو حتى خطوات إلى الأمام من أجل تجديد الخطاب الدينى، والانتهاء من زمن الفكر المتطرف الإرهابي.
فلم تخرج خطوات المؤسسستين فى قضية تجديد الخطاب الدينى سوى عن الندوات وتحضير المؤتمرات الإعلامية التى يتحدث فيها العلماء عن فكرة التجديد، وتأثير الخطاب الإرهابية على المجتمع والدولة، بعيدا عن أرض الواقع، لتكون النمحصلة في النهاية مرور الوقت دون أي تجديد للخطاب الدينى، خاصة وإن كل مؤسسة تلقى بظلالها على المؤسسة الأخرى.
القوافل الدعوية
شكل الاختصاص فى تسيير عمليات القوافل الدعوبة أزمة بين الأزهر والاوقاف، الأمر الذى أدى إلى قطيعة بين الجهتين بسبب القوافل الدعوية فى المحافظات حتى توقف النشاط الدعوى المشترك بينهم بشكل ملحوظ، فرغم إطلاق العديد من مبادرات والقوافل حتى تعود العلاقة بينهم كما كانت فى السابق إلا أنها لم تتواجد بالشكل المطلوب.
غياب شيخ الأزهر
كل هذه المواقف دعمها غياب الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب عن حضور المحافل والمؤتمرات الدينية المشتركة بين الأوقاف والأزهر، فكانت مشيخة الأزهر تكتفى بتوكيل أحد وكلاء شيخ الأزهر للحضور بدلا منه.