عروض "البرلمان" الهزلية مستمرة.. "عبد العال" ينتفض ضد "السادات" بسبب معاشات "العسكريين".. تخبط "رئيس المجلس" يكشف العورات.. ومفكر: دور القوات المسلحة لا يحتاج لإثبات
أثارت الأزمة الأخيرة بين
النائب أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، والدكتور علي عبد العال
رئيس المجلس، حول تطبيق قانون المعاشات العسكرية على العسكريين الذين خرجوا على المعاش، ويشغلون مواقع وظيفية مدنية أخرى، التساؤلات حول الدور الحقيقي للبرلمان،
ولماذا يرى البرلمان نفسه تابعًا إلى السلطة التنفيذية؟.
وكان
"عبدالعال" قد انتفض ضد "السادات" معلنًا عدم رغبة البرلمان في
الإساءة للعلاقة بين الجيش والشعب، وتابعه النواب بالتهليل والتصفيق ابتهاجًا
بكلمات عبدالعال.
البرلمان سبب الأزمات
في
البداية، يقول الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في
تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن انتفاضة دكتور علي عبدالعال رئيس
البرلمان، ضد النائب أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس لمجرد سؤاله عن
آلية تطبيق قانون معاشات العسكريين على من خرج منهم على المعاش ويتقلد وظيفة
بالمجتمع المدني، مدعيًا أن ذلك إساءة إلى علاقة الجيش بالشعب، يوضح كيف يشذ
"عبد العال" عن المنصب الذي يتقلده كرئيس للبرلمان.
وأضاف
"دراج" أن نظرة "عبدالعال" للقوات المسلحة، بمفهوم القداسة
غافلا أنها مؤسسة مثل كل مؤسسات الدولة، وجزء من السلطة التنفيذية للبلاد، يضر
القوات المسلحة ويهدر حقها الوطني وإنجازاتها الحقيقية، بنشره مفاهيم لا تمنحنا أي
قدر من التفاؤل بالمرحلة المقبلة.
وأوضح
"أستاذ العلوم السياسية"، أن طريقة عبدالعال في التعامل مع النواب يوضح
كم ما يقع عليه من ضغوط، فأسلوبه لا يصح أن يصدر عن رئيس مجلس نواب، مضيفًا أن ضعف
آداء البرلمان الحالي سببًا رئيسيًا في الأزمة الاقتصادية الأمنية والاجتماعية
التي تمر بها مصر، مؤكدًا أنه عندما لا يمارس السياسة بجدية تضعف الثقة بالنواب،
وتصبح سلطته آيلة للسقوط والرفض الشعبي.
سياسات "عبدالعال"
تكشف الضعف
ومن جانبه، قال أمين إسكندر، مؤسس حزب الكرامة في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"،
إن الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، ومنذ توليه منصبه، وهو يبدو غير عالم
بحدود مهمته، وطبيعة وظيفته، مشيرًا إلى أن انفعاله في الرد على النائب أنور
السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان عند سؤاله على تطبيق معاشات العسكريين العاملين
بالعمل المدني من عدمه يؤكد ذلك، حيث إن لا غرابة في السؤال على الإطلاق ولكن أراد
افتعال الصورة التي تؤكد وطنيته.
وأضاف
"إسكندر"، أن مثل هذه الأمور، اعتدنا عليها من علي عبدالعال الذي طالب
نواب المجلس في أحد الجلسات بألا يعارضوا سياسيات الحكومة، مؤكدًا أنه لن يسمح
بذلك على الإطلاق.
وأكد
"مؤسس حزب الكرامة"، أن رئيس البرلمان مع مرور الوقت يكشف عن ضعف وعورة
البرلمان، والتي لا تصدر عن أستاذ قانون دستوري كـ"عبدالعال" إلا لتبشر
بعوار في البرلمان ونيته الكاملة في خدمة السلطة التنفيذية على حساب الدور الحقيقي
للبرلمان من رقابة وتشريع وحفظ حقوق المواطن.
دور القوات المسلحة لا يحتاج لإثبات
ويري
جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"،
أنه لا يوجد أحد ينكر دور القوات المسلحة منذ فجر التاريخ، فالجيش المصري جيش
وطني، لا طائفي ولا عرقي ولا ديني، إنما هو جيش شعبي وتشهد له ثورتي 25 يناير، و30
يونيو، ودورهم في إقصاء مبارك والإخوان، إضافة إلى دورهم التنموي والاقتصادي بكل
تأكيد.
وأضاف
الكاتب والمفكر السياسي، أنه ومع الأسف فإن هناك بعض المسئولين يضعون بذورًا لخلاف
بين الجيش والشعب من خلال إساءتهم لهذه العلاقة من خلال تصرفاتهم المشينة، مشيرًا
إلى أن تساؤل النائب أنور السادات رئيس لجنة حقوق عن تطبيق قانون المعاشات على
العسكريين العاملين بالعمل المدني، أمر منطقي ومشروع ولا يسيء على الإطلاق لمؤسسة
لها قيمتها كالقوات المسلحة، ولكن رد فعل رئيس البرلمان علي عبد العال، هو الذي
وضع ضوء غريب على المشهد، الذي لا يصح أن يفتعله رئيس البرلمان المصري.
