البرلمان يتجه إلى الاعتراف بإبادة الأتراك لـ"الأرمن".. مصطفى بكري يتبنى القرار والنواب يتبعونه.. خبراء: التوتر السياسي بين القاهرة وأنقرة السبب.. والعلاقات الشعبية لن تتأثر
خطوة جديدة يخطوها البرلمان
المصرى فى الرد على التدخل التركى فى الشأن المصرى طيلة السنوات الماضية، حيث بدأ
النواب في جمع توقيعاتهم لإصدار قرار من المجلس يقضي بالاعتراف الرسمي بجريمة
الإبادة الجماعية التى قامت بها الدولة العثمانية ضد الأرمن.
وقدم
النائب مصطفى بكري وبعض النواب الآخرين، مشروع الاعتراف رسميًا بجريمة "إبادة
الأرمن"، مطالبين الجهات الدولية، باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة
باعتراف المجتمع الدولى بهذه المذبحة، حيث جاءت إطروحة المشروع في إطار الرد على
تدخل الطرف التركي في شئون مصر الداخلية واتخاذها موقف عدائي منها.
وأكد
خبراء وسياسيون لـ"العربية نيوز"، أن مقترح الاعتراف الرسمي بالإبادة
الجماعية للأرمن يأتي في إطار الضغط السياسي على تركيا في ظل التوتر الشديد بين
القاهرة وأنقرة.
إدانة
البرلمان ردًا على معاداة تركيا لمصر
فى
البداية، علق الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات
السياسية، لـ"العربية نيوز"، على ما قدمه النائب مصطفى بكري و336
نائبًا، فيما يخص الاعتراف بجريمة "إبادة الأرمن"، بإن مصر اختارت هذا
التوقيت ردًا على تدخل تركيا في الشأن الداخلي المصري، وردًا على حلم أردوغان أن
يصبح الإمبراطور العثماني الجديد في المنطقة، وطرح هذه القضية الآن أمر سياسية من
الدرجة الأولى.
وأكد خبير
العلاقات الدولية أن أردوغان يصر على عداء مصر بشكل واضح ومباشر، وقد أخذ العداء
مداه في السنين المتعاقبة الماضية، ولن يأخذ العداء شكل آخر ولن يتغير بإدانة مصر
لمذبحة الأرمن.
وتابع
"اللاوندي" مفسرًا تأخر مصر بإدانة المذبحة من قبل، على أن السياسة هي
لغة المصلحة، فلم يكن من مصلحة مصر إطلاقا الحديث عن أية مذابح حصلت في الخارج،
ولكم الآن أردوغان كشف عن وجهه السافر العدائي في السنين الأخيرة لمصر، فمن مصلحة
مصر الرد عليه ملوحة بعصا الاعتداء في حق الأرمن.
مناوشات
سياسية
وأوضح
الدكتور عثمان محمد عثمان، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، في تصريحات
لـ"العربية نيوز"، إن توجه البرلمان للاعتراف بمذابح الأرمن التى قامت
بها الأمبراطورية العثمانية فى بدايات القرن السابق، ما هى إلا مناوشات سياسية
ردًا على المضايقات والتصريحات التي يقوم بها الجانب التركي، فدائمًا ما تتحدث القيادات
التركية عن الحكومة المصرية بما لايليق.
وأكد
"عثمان"، أن من حق البرلمان مناقشة هذه القضية، وأن تثار من أجل مواجهة
هذه المواقف العدائية من الجانب التركي، مشيرًا إلى أن مصر ليست الدولة الوحيدة،
بل أن هناك بعض الدول الأوروبية تعترف وتدين إبادة تركيا للأرمن، ونتيجة لذلك تأخر
قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الموقف التركي مدان على المستوى
الدولي.
وأضاف
"أستاذ العلوم السياسية"، أن مصر تتحدث وفقا لمعطيات العلاقات السياسية،
وسكوت مصر برهة من الزمن على إدانة هذه الجريمة ليس معناه إنها تقبلتها من قبل
والآن ترفضها وتدينها، لكن التوقيت والمصلحة هى العامل الأساسي، وطالما هو موقف
مدان عالميًا فلا يمنع أن ترفضه مصر وتندد به.
القضية لن تؤثر على العلاقات الشعبية
كما
يرى الدكتور مصطفى زهران الباحث فى الشئون التركية، في تصريحات لـ"العربية
نيوز"، أن محاولة البرلمان الاعتراف بمذابح الدولة العثمانية، عبارة عن
محاربة واضحة لتركيا، لافتا إلى أن معظم الدول حاولت إسقاط تركيا، عن طريق إثارة
قضية هذه المذابح، حيث أقدم عدد منها على الاعتراف بهذه المذابح، مثل ألمانيا وبعض
الدول الأوروبية، ولايزال موقف مصر حتى الآن غير معلن.
وأضاف
"زهران"، أن الاعتراف بالمذابح العثمانية فى حق الأرمن أمر سياسى وبعيد
كل البعد عن الشعوب، لافتا إلى أن العلاقة بين مصر وتركيا متوترة بشكل طبيعى وأن
ذلك الأمر لن يؤثر على علاقة الدولتين المستقبلية.