"رزق النصاب على الطماع".. فلاح بني سويف يسقط ضحاياه برسائل "sms".. مصدر أمني يكشف طرق المحتالين في اصطياد زبائنهم.. وخبير قانوني: العقوبة تصل للمؤبد
رزق النصاب على الطماع، "ذلك المثل القديم ينطبق تمامًا على حال عشرات المواطنين الذين سقطوا ضحية لنصابين الآثار، والذين استطاعوا جمع مبالغ ضخمة منهم بحيلة ذكية من خلال إرسال رسائل نصية بطريقة عشوائية تفيد حيازة آثار، والرغبة فى تصريفها ليدفعهم الفضول والطمع فى التواصل مع هولاء حتى يقعوا فريسة لهم.
البداية
كشفت واقعة القبض على أخطر نصاب فى الإتجار بالآثار ببنى سويف عن الطريقة التى يستخدمها هؤلاء المحتالين.
حيث بدأت الواقعة، بإخطار تلقاه اللواء محمود العشيرى مدير أمن بنى سويف، من اللواء خلف حسين مدير البحث الجنائى، بورود معلومات لوحدة مباحث مركز شرطة ناصر بقيام "على.ع.ح" 41 سنة بالاتجار فى الآثار والعملات المعدنية، وإرسال رسائل لأرقام عشوائية تفيد بحيازته لآثار يريد ترويجها.
وعلى الفور شكلت وحدة مباحث مركز شرطة ناصر عدة أكمنة أمنية، وتمكنوا من ضبط المتهم داخل منزله. وعثر بحوزته على فرد خرطوش محلى الصنع، وتمثال خشبى كبير الحجم، و6 قطع تماثيل ذهبية اللون يشتبه فى أثريتها، بالإضافة إلى عملات معدنية، ورسائل على تليفونه المحمول مرسلة لأرقام عشوائية منها رسائل صريحة تفيد امتلاكه آثار، ورسائل غير صريحة مثل "ارجع يا محمد أبوك لقى آثار".
وأمر المستشار تأمر الخطيب المحامى العام لنيابات بنى سويف، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق لضبطه وبحوزته تماثيل وعملات معدنية وندبت لجنة من وزارة الآثار لمعاينة مدى أثرية التماثيل والعملات المعدنية أو أنها مزورة وغير حقيقية.
مصدر أمني يكشف طرق المحتالين
وكشف مصدر أمنى، أن هذه الحيلة ليست جديدة حيث يستخدمها النصابون والمحتالون فى الإيقاع بضحاياهم من خلال اختيار أرقام عشوائية وإرسال رسائل مثل "ارجع يا محمد أبوك لقى آثار ومنتظرينك علشان تبيعها"، و"انزل البلد ضرورى عمك لقى تماثيل ذهب وحجارة وكتاب شوف راجل أمين يصرفهم"، وعندما يرد الطرف الآخر عليه يتقدم إليه بالاعتذار، معللا أن الرسالة تم إرسالها عن طريق الخطأ؛ ولكن الفضول والطمع يدفع البعض للتواصل وتبدأ عملية التواصل حيث يتفق الاثنان على تقسيم الآثار عند الظفر بها، يتواصل اللص معهم تليفونيًا ويطلب منهم مبلغا من المال مقابل استخراج محتويات المقبرة.
وبعد الاتفاق يتطور الأمر إلى إرسال مندوب يحصل المبلغ ويسافر معهم إلى محافظة من المحافظات بحجة استخراج المقبرة، ومن خلال معاينة مقبرة وهمية وعندها يتركهم المندوب المحتال بأي حجة تكون في أغلبها قضاء بعض المشاوير، أو السماح له بوقت من الراحة، على وعد العودة ويلوذ بالفرار بعد الحصول على أموالهم.
قانونى يكشف العقوبة
من جانبه، قال الدكتور الخطيب محمد الخبير القانونى، إن عقوبة الاتجار بالآثار تتراوح ما بين 15 سنة تصل إلى المؤبد ولكن الثغرات القانونية تسهل خروج متجرى الآثار من القضايا.
وأضاف "الخطيب"، أن نَصّ القانون المصري في المادة رقم (1) من قانون حماية الآثار رقم (117) لسنة 1983م على أنه يعتبر أَثَرًا كلُّ عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة، أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ، وخلال العصور التاريخية المتعاقبة، حتى ما قبل مائة عام، متى كانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية، باعتباره مظهرًا من مظاهر الحضارات المختلفة التي قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها، وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها.
وأشار إلى أن المادة 43 و44 من قانون حماية الآثار المصرية المعدل لسنة 2010، بعقوبة السجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه على كل من قام بسرقة أو حيازة أثر أو جمع آثار بقصد التهريب، أو القيام بأعمال حفر بقصد الحصول على الآثار دون ترخيص.