"أوائل الثانوية".. شمس تغيم بعد "التخرج".. عميد "تربية جنوب الوادي": "الـ99% ليس دليلًا على التميز".. باحث تربوي: الطلبة يفتقرون للثقافة والإبداع
كل عام تحتفي مصر بنوابغ الثانوية العامة فتحضر لهم الاستضافات وتسلط عليهم عدسات الكاميرات وتجرى معهم الحوارات، فبعد الحديث عن مجهودهم الشاق في عام الثانوية ورغباتهم فى أي كلية يريدون الالتحاق بها، يسقطوا فى بئر النسيان دون أن نراهم فى مناصب أو نستغل قدراتهم وتفوقهم.
وتباينت أراء خبراء التعليم حيث يروا أن التحفيظ وتعبئة الطالب من حل نماذج مكثفة ليدلوا بإجاباته، لافتًين إلى أن نظام الثانوية العامة مخالف للتقاليد والأساليب العلمية والتعليمية الصحيحة وهو مد الدراسة لعام والامتحان في نهاية العام، وأن أوائل الطلبة في مصر يفتقروا إلى الإبداع، والدولة غير مستعدة للإنفاق على التعليم
"99.9%" لا تدل على التميز الفكري
قال الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية بجامعة جنوب الوادي، إن امتحانات الجامعة تقيس قدرات الطالب فهي نظرية وشفوية وواقعية فإذا نظرنا إلى نتائج طب في الدفعة السابقة سنجد أن نصف الدفعة مجتاز الامتحانات بتفوق والنصف الآخر راسب أو دور ثاني يرجع الأمر لنظام الجامعة.
وأوضح عميد كلية التربية أن المشكلة على نظام الثانوية في التحفيظ وتعبئة الطالب من حل نماذج مكثفة ليدلوا بإجاباته، لافتًا إلى أن نظام الثانوية العامة مخالف للتقاليد والأساليب العلمية والتعليمية الصحيحة وهو مد الدراسة لعام والامتحان في نهاية العام.
وتابع رجب أن الـ99.9% ليست علامة للجودة فطالب الثانوية يحقن بمنشطات تعليمية طوال العام فهولاء عرفوا طريقهم للنجاح لكن الجامعه أكثر اختلافا من الثانوية، فكلية الزراعة تقبل من 60% ويتخرج فيها علماء وباحثون يدرسون للطلاب بالخارج.
وأوضح أن فجوة ما بين التعليم وسوق العمل بسبب عدم توفير القطاع الحكومي لوظائف وبحث القطاع الخاص عن المكسب المادي في توفير النفقات دون التأهيل العلمي المناسب.
لا يوجد رؤية لتطويره
كما أرجع الدكتور حسني السيد أستاذ المناهج بوزارة التربية والتعليم والخبير التربوي، أسباب تدهور التعليم المصري إلى أن الكليات لاتهتم بنوابغ الثانوية ويتم إذابتهم وتفتيت إبداعهم وقدراتهم في الكلية، مشيرة إلى أن يجب مراعاة الفروق الفردية والإبداعات الخاصة وتنمية قدراتها.
وأوضح السيد أن عملية الحفظ تبدأ من التذكر ثم الفهم والتطبيق ثم التحليل ومن ثم الإبداع، لافتا أن من أرادوا إلغاء فكرة الحفظ كان مقصده هدم حفظ القرآن الكريم، فنحن نرى أن طلاب الهندسة والطب يحفظون معادلاتهم ومعلوماتهم. كما أن اليابان تستعين بالحفظ في مناهجها ولذلك هي متقدمة.
وشدد الخبير التربوي على أن الدولة ينقصها الرؤية فلابد من وجود رؤية للتعليم وليس وزير للتعليم، فالدولة لم تستفيد بوجود الآلاف التي تلتحق بالكليات دون فائدة، مضيفا ان وزراء التعليم يسيرون في سلسلة التآمر، فالفساد في كل الوزرات والوزراء تأتي لتدير الفساد.
أكد الدكتور كمال مغيث، الباحث التربوى بالمركز القومى للبحوث لـ"العربية نيوز"، أن الطلبة في مصر وعلى رأسهم الأوائل، يفتقرون إلى الثقافة والإبداع، ويعتمدون كل الاعتماد على ملكتي الحفظ والتذكر، موضحًا بأنهم تمرنوا على تلك الملكتين جيدا، فهم قادرون على الحصول على الدرجات المرتفعة في إطار الحفظ والتذكر فحسب.
وأوضح مغيث، أن تعليم الدولة رخيص، والدولة بدورها غير مستعدة للإنفاق على التعليم، وغير مستعدة للإنفاق على دورات تطوير إمكانيات المعلمين، ولا تعتبره من أولويتها.
وأشار الباحث التربوي إلى أن الدولة غير حريصة على تعيين الخريجين بالتالي فهى غير حريصة على حصول الطلبة على مهارات عمل حقيقية، وبالإضافة إلى إنه لا يوجد مجالات عمل من الأساس.