ضربة جديدة من "إثيوبيا".. تجميد استيراد 25% من "الدواء المصري".. والحكومة تختبأ خلف ستار "الصمت"..عضو "لجنة الصحة": إسرائيل وقطر وراء القرار.. "غراب": تسعى لقيام حرب تجارية
حمل قرار تجميد استيراد الأدوية المصرية من قبل إثيوبيا تكهنات عدة، بعضها سياسي، ربطها مختصون بأزمة سد النهضة بين الدولتين، وبعضها تقني حددها الجانب الإثيوبي في عدم تحقيق عدة اشتراطات، كعدم وجود محطات مياه مستقلة، والمصانع تقترب من الكتلة السكنية، وأخرى تعمل ماكيناتها منذ 15 عاما دون استبدال، بالإضافة إلى عدم وجود مراكز تكافؤ حيوي معتمدة دوليًا بما يضمن فاعلية وتصنيع عالي الجودة للدواء بالمواصفات الدولية، التي تشترطها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" بضمان مطابقة طرق التصنيع أو المادة الخام أو طرق التخزين للمواصفات القياسية العالمية.
اعتبر بعض الخبراء قرار أديس أبابا بمثابة ناقوس خطر يؤشر لتراجع صناعة الدواء في مصر؛ خاصة أن إثيوبيا تعد إحدى أكبر الدول الإفريقية المستوردة للدواء من مصر، وخسارتها تمثل 25% من موازنة الدواء المحلي.
كلام فارغ
أشار الدكتور جلال غراب الخبير الدوائي، أن موضوع إرسال إثيبويا لجنة للتفتيش على مصانع الدواء "لا قمية له"، مشيرًا إلى أن إثيوبيا هي من تحتاج للسوق المصرية وليس العكس.
وأضاف غراب في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن كلام وزير الصحة حول عدم وجود مادة فعالة في الدواء المصري "كلام فارغ"، لافتًا إلى أن إثيوبيا تسعى لقيام حرب تجارية بمصر مع الدول التي تصدر لها ولكنها لن تنجح بذلك.
وأوضح الخبير الدوائي أن إثيوبيا حتى وإن أصدرت ادعاءات كاذبة هذا لن يؤثر على باقى الدول الإفريقية التي تُصدر مصر لها الدواء، منوهًا بأن منع إثيوبيا الاستيراد يعود لها ولكنه لا يعيب على مستوى إنتاج الدواء بمصر.
وتابع "ما تفعله وراءه مصالح سياسية وعلاقة إثيوبيا بباقي الدول الأفريقية ليس العلاقة القوية التي تسمح لهم بمنع الاستيرد من مصر وهذا يحدث فقط بالدول الخليجية، مشيرًا إلى أن كل دولة قائمة بذاتها وإثيوبيا ليس لها الحق في التدخل، مؤكدًا أن وجود لجان تفتيش على مصانع الدواء، يحدث بجميع الدول طالما تقوم البلد المُصدر بالتصدير لبلد أخرى فمن حق الدولة المستوردة أن ترسل لجان للتحري.
مصر وقعت في الخية
وقال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا اشترطت لإدخال الدواء المصري إليها أن ترسل لجنة تفتيش على 15 مصنعا للأدوية في مصر لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفات الإثيوبية للدواء، وكأن إثيوبيا لها مواصفات وحدها من دون العالم؟
وأشار نور الدين إن مصر "وقعت في الخية" دون أن تنتبه إلى كراهية إثيوبيا وخطتها لإنهاك مصر وإضعافها وسمحت للإثيوبيين بالتفتيش على مصانع الدواء وتفقدها والنتيجة تقرير إثيوبي يهاجم صناعة الدواء في مصر ويرفض دخول الأدوية المصرية إلى الأسواق الإثيوبية.
وتابع: "إثيوبيا سترسل نسخة من هذا التقرير إلى 15 دولة أفريقية تستورد الدواء من مصر لتسيء إلى سمعتنا وتوقف صادراتنا لأن لا أحد في مصر يريد أن يصدق أن إثيوبيا عدو لدود وأنها تنفذ تعليمات استعمارية لإضعاف وإنهاك مصر وما زلنا في مصر تعيش عصر تولية البلهاء لأمور الدولة متسائلًا: من سمح لإثيوبيا بالتفتيش على شركات الدواء المصرية؟
وهل يستطيعون التفتيش على الشركات الأمريكية أو الفرنسية أو حتى المغربية والتونسية؟
إسرائيل وراء قرار إثيوبيا
أكد الدكتور محمد الشورى عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن قرار إثيوبيا بتجميد استيرادها للدواء المصري لن يؤثر على السوق المصرية أبدًا، لافتًا إلى أن مصر لا تركع لأحد وإثيوبيا دولة معادية وتسعى لقطع العلاقات المصرية الإثيوبية وتشوية صورة مصر أمام باقي الدول الأفريقية.
وأضاف الشورى في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن إثيوبيا وراءها قطر وإسرائيل وكل من ساعدها في سد النهضة لتدمير مصر، هم أيضًا وراء تشجيع إثيوبيا لوقف استيرادها مؤكدا أن اقتصاد مصر لن يتأثر إذا امتنعت إثيوبيا عن الاستيراد.
وصرح عضو لجنة الصحة أن ادعاءات إثيوبيا حول الدواء المصري بإنه لا يحتوى على مادة فعالة "ادعاءات باطلة" مشيرًا إلى أن إثيوبيا لن تؤثر بقرارها على علاقات مصر مع باقي الدول الأفريقية، منوهًا بأن السيسي لديه علاقات مع هذه الدول قوية.
وتابع "لجنة الصحة ستجتمع برئيس اللجنة خلال أيام للرد على ما تدعيه إثيوبيا مؤكدًا أن مصر ليس لها أي دواعِ للمهاجمة ونحاول نحل هذه الأزمات بشكل دبلوماسي، موضحًا أن إرسال إثيوبيا لجنة للتفتيش على مصانع الدواء بمصر تقصير واضح جدًا من قبل الحكومة لأن هذا لا يحدث في أي بلد.
