لماذا يتطاول "أقباط المهجر" على مصر.. الكنيسة الأرثوذكسية تبرأت منهم.. عقلاء الوطن يرفضون توجهاتهم.. الاستقواء بأمريكا سر إشعالهم لفتيل الفتنة الطائفية
شهدت الفترة الماضية محاولات عدة لإشعال الفتن الطائفية بين المواطنين، كان آخرها ما دعت إليه أقباط المهجر بتنظيم مظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولتهم الاستقواء بالخارج ضد مصر مستغلين الأحداث الواقعة في الأسبوع الماضي بمحافظة المنيا ذريعة لهم في التطاول على الدولة المصرية واتهمامها بالتقاعس عن حماية مواطنيها الأقباط.
"أقباط المهجر" مصطلح يطلق على المصريين الأقباط المهاجرين خارج مصر، وينحصر في الرابطة القبطية المجمعة بالخارج، يعد أغلب أقباط المهجر إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي ينتمي إليها مايقرب من حوالي خمسة ملايين من الأقباط في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا وبعض الدول الأفريقية الأخرى.
أولى موجات الهجرة
بدأت أولى موجات هجرة الأقباط للخارج بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، ومع صدور قانون التأميم بعد انتزاع بعض أملاكهم سارعوا للهجرة إلى دول أمريكا وأوروبا وكندا، ثم توالت الموجات مع اندلاع أي حادث له صبغة طائفية بمصر أو خارجها ليظهرون على جميع الوسائل الإعلامية بقوة مطالبين بحقوقهم وعدم الاضطهاد الموجه لهم دائما.
الأسباب الرئيسية للهجرة
وهناك ثلاثة أسباب يمكن وضعها ركائز رئيسية لأسباب هجرة المسيحيين، الأول ممثلة بالعامل الاقتصادي وتدهور الحالة المعيشية له، العامل الثاني يتمثل بالتفريق في المعاملة بين المسيحيين وسواهم، والثالث هو تصاعد الحركات الأصولية الإسلامية كما حصل أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات في مصر.
رابطة الأقباط المهاجرين
وبالآونه الآخيره تفاعلت دور"رابطة الأقباط المهاجرين" بالخارج مع جميع الأحداث المعادية للأقباط والفتن الطائفية المفتعلة داخل وخارج مصر والوقائع التي حدثت مؤخرا وبصورة مستمرة في الصعيد من تشويه الصورة الفريدة لتلاحم النسيج المصري منذ قديم الأزل أمام العالم وغضب أقباط المهجر.
ولكن بالوقت الذي حاول فيه أقباط المهجر التظاهر أمام البيت الأبيض للتنديد بما يحدث ضد الأقباط في مصر من أحداث عنف متتابعة، رفضت الكنيسة فكرة الاستقواء بالخارج وتصعيد القضية دوليًا، فضلًا عن رفض عدد من أقباط المهجر بينهم مقيمون بالولايات المتحدة الانضمام لحملة مجدي خليل عضو منظمة التحالف القبطي التي تستهدف حشد الأقباط للتظاهر أمام البيت الأبيض.
الفيلم المسيء للرسول
وفكرة التظاهر والاستقواء بالخارج لم تكن الحالة الأولى التي يثيرها أقباط المهجر، ففي سبتمبر 2012، أنتج عدد من أقباط المهجر فيلمًا مسيئًا للرسول، وعليه أصدرت محكمة جنايات القاهرة في 29 يناير 2013، حكمها بمعاقبة 7 منهم بالإعدام شنقا، وبمعاقبة المتهم الثامن، بالسجن المشدد 5 سنوات، كما تم تنظيم تظاهرة كبرى أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة اعتراضًا على ذلك، واستنكرت الكنيسة المصرية في بيان رسمي تلك الأفعال.
ولا تبدو العلاقة طيبة بين أقباط مصر وأقباط المهجر، إذ تظهر تصريحات القيادات الفكرية والدينية من وقت لآخر حالة الضيق التي يشعر بها الأقباط في مصر من ممارسات أقباط المهجر باعتبارها تسيء إلى الأقباط وتضر أكثر مما تنفع خاصة ما يتعلق بجدلية الاستقواء بالخارج.
لكن الكنيسه الأرثوذكسية رفضت هذه التظاهرات معلنة تأييدها الكامل للرئيس والحكومة المصرية وأنها بانتظار رفع اللجنة الدينية بالبرلمان تقارير صادقة وحقيقية تكشف حجم ما يتعرض له المسيحيون فعليًا على الأرض.