رحيل عبقري الإخراج.. محمد خان.. الذي أحب الهندسة وأبدع في السينما
تلقى الوسط السينمائي اليوم، صدمة من العيار الثقيل برحيل مخرج الواقعية محمد خان في أحد المستشفيات بعد أزمة صحية ألمت به وتقرر أن يتم تشييع جنازته بعد ظهر اليوم، من المسجد الكويتي بالقاهرة.
يعد محمد خان من المخرجين القلائل ممن سلكوا منهج الواقعية في أعمالهم فقدم أفلام سينمائية ترصد الواقع بمره قبل حلوه، ويأتي ذلك في الوقت الذي لم يكن حلم خان أن يكون مخرجا بل كان يرغب في أن يكون مهندسا معماريا لذا فالتحق بالفعل بكلية الهندسة.
وقرر أن يكمل باقي حياته في هذا المجال الذي يحبه على أن تكون مشاهدة الأفلام المصرية والعالمية والبحث عن تفاصيلها من خلال المراجع السينمائية مجرد هواية لم يكن خان يتخيل يوما أن تكون هي مهنته الأساسية ويترك الهندسة جانبا ولكن وفي إحدى مراحله الدراسية بالهندسة خطفته السينما من دون رجعة فتقابل بالصدفة مع أحد الشباب السويسري في إنجلترا ممن يدرسون السينما وجلس معه ليحكي تفاصيل عالمه السينمائي المبهر فخطفت خان هذه الحكايات.
وما بين ليلة وضحاها قرر محمد خان أن يتخلى عن الهندسة التي أحبها من أجل السينما التي وجد نفسه سيبدع فيها وبالفعل التحق بمعهد السينما في إنجلترا لتبدأ رحلته الدراسية مع عالمه الجديد وبمجرد انتهاء دراسته في إنجلترا عاد للقاهرة ليبدأ خان الإخراج على أرض الواقع بعيدا عن النظريات والمراجع التي تلقاها في السينما.
ومن حسن حظه أن يعمل في بدايته تحت إشراف مخرج الروائع صلاح أبوسيف في إحدى شركات الإنتاج فتعلم خان من أبوسيف لكثير وقرر أن ينتهج نهجه في مدرسة الواقعية وعلى الرغم من علاقته الجيدة بأبوسيف إلا أن الجلسة على المكتب في الشركة لم يكن طموح خان فقرر أن يتمرد ويسافر إلى لبنان التي كانت مهتمة بالسينما في حقبة الستينيات وعمل مساعدا للمخرج يوسف معلوف الذي تعلم منه الكثير.
ولكنه من جديد قرر العودة إلى إنجلترا وعمل هناك في الكتابة السينمائية والنقد حتى عاد إلى مصر بعد حوالي ثلاثة أعوام من سفره وتحديدا عام 1977 لتكون التجربة السينمائية الفعلية لخان على أرض مصر عام 1978 بفيلم "ضربة شمس" الذي حقق نجاحا كبيرا فتح شهية محمد خان على مواصلة المشوار.
وقدم بعدها عدد كبير من الأفلام وصل إلى أنه كان أحيانا يقدم فيلمين في العام الواحد ومن أشهر أفلامه "خرج ولم يعد" و"أحلام هند وكاميليا" و"مشوار عمر" و"مستر كاراتيه" و"شقة مصر الجديدة" وكان آخر ما قدمه محمد خان هو فيلم "قبل زحمة الصيف" الذي شارك في مهرجان دبي السينمائي لكنه لم يحصل على أي من الجوائز السينمائية.