تجديد الخطاب الديني المسيحي.. الفريضة الغائبة عن الكنيسة المصرية.. القضية تحولت إلى المواءمة بدلًا من المصارحة.. ومفكر قبطي: القانون هو الحل
يعد مصطلح تجديد الخطاب الديني من أكثر المصطلحات التي يتم تداولها في وسائل الإعلام وفي المؤتمرات والندوات، حتى تحول الخطاب الديني إلى أبحاث ودراسات، وبات الأمر ضرورة يتحدث عنها المجتمع، وذلك في ظل انتشار الفكر المتطرف وسيادة خطاب متشدد.
ويحصر الكثير تجديد الخطاب الديني في الدين الإسلامي، وأن المؤسسات الدينية الإسلامية هي المعنية فقط بتجديد خطابها، بعد انتشار الجماعات الإرهابية المتطرفة خاصة "داعش"، الأمر الذي يثير تساؤل حول تجديد الخطاب الدينى المسيحى، فلماذا لا يتم ذكر الكنيسة فى قضية تجديد الخطاب الديني حتى يسير الأمر بشكل متوازن؟.
خطاب الدين المسيحي لا يحتاج إلى تجديد
في البداية، يقول الباحث والمفكر القبطي، هاني دنيال، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، إن "الخطاب الديني المسيحي لا توجد به أية مشكلات، ولا يحتاج إلى تجديد أو تطوير"، لافتًا إلى عدم وجود أي رجل دين مسيحي انتقد العقيدة الإسلامية، أو أي أحد من الكتاب المسيحيين انتقد الشريعة والعقيدة الإسلامية، وبالتالي لا يوجد طلب موجه إلى الكنيسة لتطوير الخطاب الديني.
وأكد "دانيال"، أن الفضائيات الخارجية التي تبث الفتنة الطائفية وتشعلها، يوجد بها من هو مسلم ومن هو مسيحي، فالدولة المصرية لا تملك محاسبة هؤلاء أو غلق هذه القنوات.
وأضاف "المفكر القبطي" أن قضية تجديد الخطاب الديني تحولت إلى مواءمة، بدلا من أن تكون مصارحة ومكاشفة للحقيقة، الأمر الذي يمكن أن يعود بنقاط سلبية على المجتمع، فالمواءمة تعطي فرصة للمخطئ أن يتمادى في أخطائه، لافتًا إلى أن الوضع الحالي لا يليق بمصر بعد ثورتين، فالقانون هو المطلب الأول لتجديد الخطاب الديني.
"غير مناسب"
ومن جانبه، أكد القمص يؤانس كمال، عضو بيت العائلة المصرية، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن الخطاب المسيحي خطاب معتدل، وفيه قبول للآخر، مشيرًا إلى أن المسيحية لا يوجد بها مجال لمعاداة أحد، فالدين يحتم على المسيحيين قبول الآخر، كما أن الدين الإسلامي والقرآن، يحتمان على قبول الآخر، لافتًا إلى أن تجديد الخطاب الديني فيه مصلحة للإسلام، كما أن الخطاب الموجه من بعض الشخصيات الآن غير صحيح ويشوه صورة الدين الإسلامي.
وأضاف "كمال"، أن كل فرد في المجتمع يفهم تجديد الخطاب الديني على طريقته الخاصة، لافتًا إلى أن التجديد لا يتناسب مع المسيحية.
وأشار "عضو بيت العائلة المصرية" إلى أن حل المشاكل الطائفية ومواجهة الفكر المتطرف مهمة الدولة، وليس بيت العائلة المصرية، متابعًا: "مهمتنا تتلخص فى تهدئة الأوضاع عند حدوث أي مشكلة أو نزاع طائفي".