"سواح في مملكة الكتب".. قصة طموح حسين خليل "الباحث عما يرضي عقله"
سواح في مملكة الكتب ليس بكتاب عادي، ولكنها روح الحياة الشخصية لعم حسين خليل الذي عاش حياته بين أرفف الكتب، قارئًا كل ما تصل إليه عيناه، باحثًا عما يرضي عقله، ويشبع عشقه وشهواه.
عندما تذهب إلى جامعة عين شمس، فإنه من الطبيعي جدًا أن تجده واقفًا في مكتبته الصغيرة، مكتبة "الحرافيش"، بين كمًا ضخمًا من الكتب القديمة والحديثة، الشاملة والمتنوعة في شتى العلوم وأفضلها، فعم حسين ليس بالبائع التاجر الذي يسعى إلى الربح والتربح، إنما هو شخص يعرف ما يعرض ويبيع، يستهدف الإفادة والاستفادة، يعرض للقاريء ما هو مضمون وما يثري عقله وثقافته، يبحث عن الكتاب المفقود، مادام مميزًا حتى يكون بين مجموعة كتبه، لأنه يوقن بأنه في يوم من الأيام سيأتيه قارئا مميزًا يبحث عن ذلك الكتاب.
لم يكتف عم حسين بكونه بائعًا مميزًا، أو قارئًا ذا طابع خاص، ولكنه صمم على أن يكون له كتابًا باسمه ضمن مكتبته، كما صمم أن يكون تراثا خالد ضمن ما عشق من تراث الخالدين، كتب عم حسين "سواح في مملكة الكتب" فكان خير دليل على ما استشفه قارئه عن صديقه صاحب المكتبة، فهو ليس بالبائع ولا القارئ ولا الفاهم، إنما صاحب تجربة غنية غزيرة وفيرة العلم والمعرفة، كثير السفر والترحال، مليئة بالبحث عن الكتاب، مستمعة بلذة الشعر وحلاوة الكلمات.
وصدق عم حسين عندما قال "الكتاب هو الصديق والرفيق الذي ينير الطريق، رفيق السفر وأنيس السهر وفي السماء قمر"، فبالغوص بين دفتي الكتاب نجده يبحر مع عالمه الخاص، ما بين سفر إلى العراق، ووقوف بمعرض الكتاب، وتلذذه بحكايات سور الأزبكية المجيد، وحلم ينادي له ويدعو الجميع بأن تكون مملكة الكتب الكبيرة بساحة الجامعة في عين شمس، الذي يتضح لنا من كلماته عشقا لها ولطلابها، إضافة إلى علاقته الطيبة بالعديد من أساتذتها.
يصنف عم حسين الكتب إلى أجيال ومفكرين، من جيل أفلاطون حتى أحمد خالد توفيق، يحزن كثيرًا على حال القراء، ولكنه واثق في أن القراءة طريق تمنح من يسلكه بصدق، واصفًا الكتب بعالم "كوز الدرة" الذي لا يمكن أن تسير بجواره إلا وتجذبك رائحته إلى الشراء والاقتناء والاعتزاز والقراءة.
فـ"سواح في مكتبة الكتب" كتاب قيم سلس اللغة، بسيط كقلب صاحبه، لا يبين شيئًا إلا أن صاحبه لا يزال يمتلك الكثير.