سامح عيد لـ"العربية نيوز".. "الإخوان" تفاجأت بانحياز الجيش للشعب بـ"30 يونيو".. الجماعة تخدم الحاكم أحيانًا ويلفظها حال خروجها عن المرغوب.. و"الشاطر" ورطهم في "الرئاسة"
أكد سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، والخبير في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن "الإخوان" جماعة وظيفية، تخدم على الحاكم وتحقق مصالحه بشكل أو بآخر، مشيرًا إلى أن هذه "الجماعة الوظيفية" قد تخرج عن الإطار في وقت من الأوقات، فيتم إقصاؤها، إلا أن الدولة تحتاجها مرة أخرى فتقوم بتوظيفها باختلاف المسميات، مستشهدًا بما حدث أعوام 1984، و1953، وعصر السادات، بجانب فترة حكم مبارك من خلال المكايدة السياسية.
وأضاف عيد أن توظيف المجتمع يعني المجتمع السياسي الناضج الديمقراطي، الذي يضم منظمات مجتمع مدني ونقابات، وعليه فإن الدولة تلجأ إلى الجماعة الوظيفية لسد الثغرات الموجودة لديها وعدم قدرتها علي مواجهة كل هؤلاء منفردة، مرجعًا قدرة الإخوان علي دعم الدولة في ذلك، إلى إمكانياتها المالية والأيدولوجية الكبيرة والتزام أفرادها بقرارات السمع والطاعة، مما يحفظ مصالح الدولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
الإخوان استغلوا دماء أبنائهم في اعتصام رابعة
وأضاف القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"العربية نيوز"، "إنني اعتقد أن مواصلة، وثقة الإخوان في اعتصامي رابعة والنهضة، ترجع إلى حصولهم على بعض الطمأنات والضمانات الخاطئة، من بعض الشخصيات بالداخل، أو الخارج، وجدير بالذكر مشهد تهليل الشارع الربعاوي عند إعلان منصة رابعة أن الأسطول الأمريكي على الشواطئ ليحسم الأمر ويعيد مرسي إلى مكانه".
وتابع عيد، أنه مع تورطهم في الأحداث أثناء الاعتصام، قرروا التثبت ظنا أنهم من الممكن أن يجدوا سبيلا شعبيا استغلالا لترويج الدماء المسال لأبنائهم، كما أن الشارع الربعاوي كان قد أصبح تحت تأثير فصل العقل، والذي يتضح لقناعتهم لخرافات كانت تبث على منصة رابعة كنزول جبريل، وأحلام في المنام عن تأكيد نصر شرعيتهم، وبالتالي فقدت القيادة القدرة على السيطرة على الشارع الإخواني، بل أصبحت تحت تأثيرهم عصبيتهم، حتى أن قيادات الإخوان لم يأخذوا بنصائح "راشد الغنوشي"، و"كاترين أشتون"، بضرورة بحث المفوضات والاكتفاء بحل وسط مع التخلي عن بعض الأمور التي لم يعد لها وجود الآن.
خيرت الشاطر ورط الجماعة في الترشح للرئاسة
وأوضح الخبير بشئون الحركات الإسلامية، في حواره لـ"العربية نيوز" إن الإخوان قد تورطوا في مسألة الرئاسة، فكان مجلس الشوري بالجماعة رافضا لفكرة الترشح إلى الرئاسة.
وأضاف: لكن أعتقد التشجيعات الدولية لخيرت الشاطر، شجعته على التصويت داخل شورى الجماعة، والذي يدل على مهزلة حقيقية، حيث تم إعادة التصويت 3 مرات إلى أن جاءت الكفة بعد التأثير عليها وإقناعها بقبول فكرة الرئاسة، ومع التقدم إلى الرئاسة وقع الإخوان في خية التورط في إدارة ملفات، هم بعيدين كل البعد عن معرفة كيف تدار.
وأشار القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن الشارع لم يكن ناضجًا سياسيًا في ذلك الوقت، وملتهب بشكل كبير يجعله لا يقبل بأي تخاذل تحت أي باب، أو حسن نية، فكانت المواجهة بين الشعب ويد الإخوان السوداء، وأحزاب لا تعرف التفاصيل وكيف تدار الدولة، ومن أين تأتي الأموال، ومن أين تستطيع أن تقيم الفساد، فالثغرات غير معلومة، ومصر كانت تدار بحكم الفرد أو "شلة" الجماعة.
الإخوان تفاجأت بانحياز الجيش للشعب في 30 يونيو
وأكد "عيد" أن تعامل الإخوان مع فكرة تمرد بالحشد والحشد المضاد، وأن الجيش مهما تصاعدت الأحداث لن ينحاز إلي طرف الآخر ضدهم، ولكن سيكون في صفهم، أو على الأقل سيلتزم الحياد، وإن أقصى ما يمكن للأمور أن تصل إليه هو أحداث مثل أحداث الإتحادية، لأن إقرار هذا التصور كان قابلا إلي التنفيذ، لولا أن إنحاز الجيش لمنع الحرب الأهلية، والصدام بين الشعب.
وأضاف عيد أن نقصان أعداد تظاهرات 30 يونيو ليلا، كان من الصعب أن يُمكن تلك الأعداد من الحسم، أو عزل محمد مرسي، ولكن إستشعار الجيش ببوادر الخطر والحرب الأهلية، مع وجود معلومات عن حملات اعتقالات واسعة لنشطاء وسياسيين.
وأوضح أن انحياز الجيش إلى الشعب جاء بعد إقرار ودراسة للواقع، من شعور الجيش بإمكانية تورطهم في حرب مع سوريا، وانزعاجهم لجلوس والدة خالد الإسلامبولي وقادة الإرهاب في احتفالات 6 أكتوبر، والإفراج عن العديد من آخذي الاحكام، كقاتل فرج فودة، إضافة إلى بعض الأمور التي رصدتها المخابرات المصرية من تواصل مع الظواهري، والعديد من قادة الإرهاب، والذين كانوا من الممكن أن يؤدوا بمصر إلى دولة الخميني الدينية القاسية.