فتاوى ومواقف شيوخ الأزهر التي هزت عروش المجتمع.. "طنطاوي" أكثرهم إثارة.. "شلتوت" أثار الجدل بآرائه المتعلقة بالمصارف المالية والقروض البنكية.. واعتناق المسيحية لم تفارق "الفحام"
أكثر من 1035 عامًا مرت على إنشاء الجامع الأزهر الشريف، بمصر عام 970م، وبعد أن كان الجامع الأزهر مقصورًا على العبادات الدينية، أصبح جامع الأزهر ملتقى لحلقات العلم، ويعتبر الأزهر أقدم جامعة إسلامية عرفها العالم منذ القرن الرابع الهجرى، وما زالت تمارس دورها التعليمى والفكرى والثقافى حتى الآن، وخلال هذا الفترة تناوب على رئاسة الأزهر الشريف العديد من العلماء والشيوخ الذين أثاروا الجدل حول آرائهم الفقهية والعلمية.
أكثر الشيوخ إثارة للجدل
فيعتبر
الدكتور محمد سيد طنطاوى، من أكثر شيوخ الأزهر الذين أثاروا الجدل خلال فترة توليهم
رئاسة الأزهر الشريف، وتميزت فترة رئاسته بكثير من الجدل والصخب بسبب المواقف
والفتاوى التي كان يصدرها الشيخ الراحل تحت ضغوط نظام الرئيس حسني مبارك الذي أراد
استمرار حكمه تحت غطاء الشرعية الدينية.
وبدأ
الجدل في 2003 عندما أفتى شيخ الأزهر الراحل بإباحة فوائد البنوك متراجعًا عن فتوى
أصدرها عام 1989 عندما كان مفتيًا للجمهورية وفحواها أن التعامل مع فوائد البنوك
"ربا صريح".
وأبرز
الفتاوى مثارًا للجدل تلك المتعلقة بقضايا سياسية مثل تأكيده أن الاستعانة بقوات
أجنبية يجوز شرعًا خلال العدوان على العراق، وأن الفلسطينيين الذين يقومون بتفجير
أنفسهم ضد أهداف مدنية إسرائيلية ليسوا "شهداء".
وتواصلت
الانتقادات لشيخ الأزهر الراحل عام 2008 عندما ظهر في صورة وهو يصافح الرئيس
الإسرائيلي شيمون بيريز، حيث استهجن الكثيرون داخل مصر وخارجها ذلك الموقف بحجة أن
الأزهر أعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، ويفترض أنه من يقود حملة مقاطعة
إسرائيل بسبب جرائمها في حق الفلسطينيين.
وخلال
الهجمة الغربية على الحجاب، واجه الشيخ الراحل أيضًا انتقادات حادة حتى من داخل
الأزهر نفسه، وذلك بعد ما أباح للنساء المسلمات في فرنسا عدم ارتداء الحجاب. وتكرر
نفس الهجوم مؤخرًا فقط عندما منع النقاب في المؤسسات التابعة للأزهر الشريف بحجة أن
ارتداء هذا النوع من الحجاب ليس واجبًا دينيًا وإنما هو تقليد.
محمود شلتوت
ولد إبريل 1893 ببلدة منية بني منصور مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة، بمصر، عين مدرسًا بكلية الشريعة الإسلامية، ثم أستاذا، فوكيلا للكلية، ثم عضوًا في هيئة كبار العلماء عام 1941، ثم عضواً في مجمع اللغة العربية عام 1946، وفي عام 1958 عين شيخًا للأزهر، وساهم في التقريب بين المذاهب الإسلامية، وخاصة بين السنة والشيعة.
لكن فتوى الشيخ شلتوت أحدثت جدلا كبيرًا بين الفقهاء والعلماء؛ ومنها فتواه المتعلقة بالمصارف المالية والقروض البنكية، وحكم الشرع في الأسهم والسندات، والتي أثارت جدلا كبيرًا، كما أثرت فتواه الخاصة بعدم تعارض قوانين الاشتراكية مع الإسلام الكثير من الجدل.
كما أثارت فتواه بشأن نزول سيدنا "عيسى عليه السلام" آخر الزمان، جدلا كبيرا والتي جاء فيها أنه ليس في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة مستند يصلح لتكوين عقيدة يطمئن إليها القلب بأن عيسى رفع بجسمه إلى السماء، وأنه حي إلى الآن فيها، وأنه سينزل منها آخر الزمان إلى الأرض، وأن كل ما تفيده الآيات الواردة في هذا الشأن هو وعد الله عيسى بأنه متوفيه ورافعه إليه وعاصمه من الذين كفروا، وأن هذا الوعد قد تحقق فلم يقتله أعداؤه ولم يصلبوه ولكن وفاه الله أجله ورفعه إليه، وأن من أنكر أن عيسى قد رفع بجسمه إلى السماء وأنه فيها حي إلى الآن وأنه سينزل منها آخر الزمان فإنه لا يكون بذلك منكرا لما ثبت بالدليل القطعي، فلا يخرج عن إسلامه وإيمانه وينبغي ألا يحكم عليه بالردة بل هو مسلم مؤمن ولاشية في إيمانه عند الله.
محمد الفحام "رجل
المسيحية"
ولد
الشيخ محمد محمد الفحام، في 18 سبتمبر 1894، في محافظة الإسكندرية، عمل بالتدريس
في كلية الشريعة عام 1935 حيث درس مادة المنطق، ثم حصل على الدكتوراه في عام 1946،
ثم عمل فور عودته من البعثة مدرسًا بكلية الشريعة، واختير عضوًا في مجمع اللغة العربية
في عام 1972، حتى أصدر الرئيس جمال عبد الناصر، قرارًا جمهوريًا باختياره شيخًا
للجامع الأزهر في 17 سبتمبر 1969م، وظل في منصبه حتى استقال عام 1973 لظروف صحية،
إلى أن توفي في 31 أغسطس عام 1980.
أثير
جدل كبير حول الدكتور محمد الفحام، حول ما إذا كان الشيخ الفحام ترك مشيخة الأزهر
مستقيلًا أم مقالًا؟ فهو أول شيخ يستقيل من الأزهر الشريف، خاصة مع بداية فترة حكم
السادات، والأمر الثانى حول اعتناقه المسيحية بعد شفاء ابنته من مرض عضال عجز
الأطباء عن علاجه، وقد شفيت منه بعد علاجها فى مصحة قبطية بالخارج، لكن الشيخ محمد الفحام أنكر هذه الشائعة التى مازالت تلاحقه حتى الآن.