بالفيديو والصور.. "العربية نيوز" يرصد معاناة أهالي تل العقارب.. مواطنون: "لم نشعر بفرحة رمضان ولا العيد".. ورئيس الحي: "دي حركات.. وملهومش حق عندنا"
"السكن" من أبسط حقوق الإنسان في الحياة، لم يحصل بعض أهالي منطقة تطوير "تل العقارب" بحي السيدة زينب، محافظة القاهرة على هذا الحق وأخذوا من الشارع سكنًا لهم، ومن الرصيف مأوى وعيشة كاملة ومكان لافتراش الأثاث الخاص بهم ما يتنافى مع مبادئ الإنسانية، وحق الحصول على مأوى للعيش فيه.
قررت محافظة القاهرة البدء في تطوير منطقة تل العقارب البالغ مساحتها 6 أفدنة، ومن المقرر إقامة 650 وحدة سكنية جديدة بتكلفة تتجاوز 80 مليون جنيه، تسمح بتسكين 3500 نسمة بما يعادل 500 إلى 600 أسرة.
وعلى الرغم من التطوير إلا أنه يأتي على حساب البعض الذين يفترشون أثاثهم بالقرب من منازلهم المزالة بالمنطقة في مشهد أليم مليء بنظرات الحسرة على ما فقدوه من مسكن لهم ولأولادهم.
لذا رصدت كاميرا "العربية نيوز" معاناة أهالي المنطقة وما توصلوا إليه من حلول مع قيادات المحافظة.
ووسط دموع المواطنين وأثاثهم الملقى على الأرض قالت نافلة حسين علي، 60 عامًا، "ضحكوا عليا وخدوا الشقة" موضحة أنها اختارت الحصول على شقة بـ6 أكتوبر ولكن عندما ذهبت إلى الشقة لم تحصل على المفتاح وكانت الصدمة "ملكيش مفاتيح عندنا ورجعت لمكاني هنا ولكن في الشارع".
وأضافت: "أنهم ادعوا أنى لي شقة بالعتبة معبرة أن هذا كذب وافتراء، وأطالب بغرفة في شقة على الأقل بدلا من نومة الشارع مريضة بالقلب ونومة الشارع هتموتني".
"اتحرمنا من إحساسنا برمضان وفرحة العيد" كلام جاء على لسان انتصار خليفة مرجان أحد قاطني تل العقارب في نظرة حسرة وعدم الرضا بالواقع، وقالت انتصار "ذهبنا للشكوى لرئيس الحي ولكن خذلنا وأرسلنا لرئيس المباحث ولكن أيضًا لم نأخذ منه حقنا، ونحن ما بين المباحث ورئاسة الحي إلى الآن".
وتابعت: "دي أخرتها يا ريس نترمي في الشارع" متساءلة هل يرضي مسئول في البلد أن أسرته وأهله وأولاده يترموا في الشارع؟!"، مشيرة إلى زيارة القائم بأعمال محافظ القاهرة لهم ووصفتها بأنه لم يتطلع على الحقيقة بشكل كامل وكأن شيئًا لم يكن ويبقى الحال كما هو عليه.
"ماحدش بلغنا إن فيه إخلاء" هكذا بدأت كريمة السيد محمد القاطنة في حارة الشناوية حديثها معنا، مضيفة أن المسئولين عن الحي قاموا بخيارها إما السكن في مدينة بدر أو في 6 أكتوبر أو الحصول على قيمة إيجارية وقمت باختيار الأخير ولكن لم تحصل حتى الآن على القيمة الإيجارية.
وأشارت كريمة إلى رغبة الحي في سكن 10 أشخاص بشقة 42 مترًا، "فالحي يريد تسكين عائلة أختي المكونة من 4 أفراد وعائلتي 6 أفراد في شقة واحدة"، وتابعت عندما اعترضت على هذا الأمر كان الرد "ملكيش حاجة عندنا".
وأضافت: تعرضت للضرب من جانب المسئولين عن إخلاء المنزل وعملت محضر لإثبات حقي، "لاقيت نفسي في الشارع أنا وولادي".
"رمونى في الشارع" هكذا بدأت سماح سيد حديثها معنا وأضافت "أنا مطلقة منذ ما يقرب 12 عامًا والمطلقات والأرامل لهن الحق من الدرجة الأولى بالسكن ولكن لم يحدث ذلك معنا، بل خيرونا في أول الأمر واخترت أن أحصل على شقة في أكتوبر ومضيت على كده".
وأشارت إلى الاستغناء عن البيت الملك مقابل شقة بالإيجار في أكتوبر على الرغم من ذلك "استحملنا ولكن دون تقدير اترمينا في الشارع".
وتحدثت لكاميرا "العربية نيوز" مواطنة بالمنطقة قائلة "إحنا بنام في الشارع" لدى 3 أطفال وأم مريضة بالكبد، وتوجهت عدة مرات لرئاسة الحي ولكن "لا حياة لمن تنادي".
وطالبت بحقها في الحصول على شقة لها للسكن، ومر شهرين من الإزالة "ولا مسئول سأل فينا"، وتناشد رئيس الجمهورية بالتدخل في الأمر وإنقاذ أهله.
وقمنا بسؤال أحد المسئولين للرد على ما تم بمنطقة التطوير وما سيتم فعله للأهالي.
قال المهندس حسام رأفت رئيس حي السيدة زينب في تصريحات لـ"العربية نيوز" إنه تم الانتهاء من إخلاء 170 منزلا، من 240 منزلًا مقرر هدمهم بمنطقة تل العقارب ونقل عدد 256 أسرة إلى مدينة السادس من أكتوبر.
وأضاف أنه سبق عملية حصر الأسر المستحقة استفتاء تم لكافة القانطين بالمنطقة وتم خيارهم بين الحصول على قيمة إيجارية أو النقل إلى مدينة 6 أكتوبر.
وأوضح رئيس حي السيدة زينب أن عملية الاستفتاء كانت تهدف إلى تحديد الميزانية التي سيتم تخصيصها للشقق وللقيمة الإيجارية التي ستدفع للأسر، مضيفًا أن عملية الحصر تمت بشكل دقيق وللمستحقين فقط.
وكشف رئيس الحي عن وجود أوراق مزورة تقدمت بها بعض الأسر لحصولهم على شقق دون وجه حق وعقوبة ذلك بحسب القانون رقم 33 لسنة 2014 حبس عام كامل مع غرامة 50 ألف جنيه ولكن نكتفي بتحذيرهم.
وعن فرش الأهالي عفشهم وآثاثهم وتصميمهم على المطالبة في أخذ شقق تعويضًا عن هدم منازلهم رد قائلًا "دي حركات.. وملهمش حق عندنا".
واختتم رئيس الحي أن "شركة النيل للإنشاءات" بدأت أعمالها في رفع مخلفات عملية الإزالة، بالمنطقة، تمهيدًا لوضع الأساسات والبدء في تطوير المنطقة.