في الذكرى الثالثة لرحيل ثعلب المخابرات.. عمر سليمان عين حورس حامية مصر
لم يكن مجرد ضابطًا ضمن صفوف القوات المسلحة، سيذكره التاريخ بأنه أقوى رجال المخابرات فى تاريخ مصر، لقب بالصندوق الأسود، وامتلك كل خيوط اللعبة السياسية والمعلوماتية، فهو ليس رجل مخابراتي فحسب، بل له باع فى مطبخ صنع القرار المصري، نتحدث عن اللواء عمر سليمان الرئيس الأسبق للمخابرات العامة المصرية.
في ذكرى وفاته الثالثة تظل حياة اللواء عمرو سليمان، خالدة لا يمكن نسيانها، ومليئة بالأسرار، فكل يوم تتكشف معلومات جديدة عنه ربما لم نكن نعرفها من قبل.
رجل المخابرات الأول
ولد عمرو سليمان عام 1936 بمحافظة قنا بقرية "العويضات"، حتى دخل الكلية الحربية بالقاهرة، لم يحظ بحياة طفولية مثالية فقد توفي والده وهو فى عمر الطفولة، حتى تربى على يد أبناء عمومته بالإسماعيلية.
انضم عمرو سليمان إلى الجيش المصرى عام 1945، ثم حصل على درجة الماجستير فى العلوم السياسية من جامعة القاهرة، بجانب حصوله على ماجستير في العلوم العسكرية، ظل يحمل بالقوات المسلحة حتى تدرج فى مناصب وظيفية متعددة كان أبرزها رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفي 22 يناير 1993 أصبح رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية.
شارك رجل المخابرات الأول فى العديد من الحروب كان أبرزها حرب اليمن، وحرب أكتوبر، بجانب معرفته الكاملة بالملف الفلسطيني، والصراع العربي الإسرائيلى، ففي عام 2008 دفع حركتي حماس وفتح إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما لعب دور في تفكيك أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، كما كان له دور واضح فى عمليات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى اسرائيل، مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي لدى حماس.
ظل اللواء عمر سليمان غير معروف لكثير من المصريين حتى بعد توليه المخابرات الحربية، حتى أصبح نائبًا للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، الأمر الذى جعل الشارع المصرى الشعبى والسياسي يختلف على رأية فى اللواء عمرو سليمان، لكنه استمد قوته بعد أن أعلن تنحى مبارك، وظل هو الرجل المرشح الأول لرئاسة الجمهورية.
تحذيرات وتنبؤات
سليمان لم يكن رجل عسكري فقط بل كان رجل سياسي محنك ودبلوماسي قوى، تنبأ بالعديد من الأحداث قبل ثورة يناير، والتى حدثت بعد ذلك، فقال فى أكثر من حديث فى القناوات العالمية، أن الإخوان المسلمين هم أساس الفوضى محذرا من وصول جماعة الإخوان للسلطة، وأن تيار الاسلام السياسى لو تولى الحكم سوف يثير الفوضى والاضطرابات فى البلاد، وانهم من يدفعون الشباب إلى سوريا وليبيا، وبالفعل بعد أثبتت الأيام أن هذه الآراء كانت صحيحة وحقيقية.
شائعات الوفاة
كانت حياة اللواء عمر سليمان غير عادية وغير مألوفة، وهذا لم يمنع أن تكون وفاته غير عادية أيضًا، فقد أثارت العديد من التساؤلات والملابسات، وكل يوم تظهر معلومات عن أسباب وفاته، حتى تطرق البعض الى إعلان أنه لم يمت حتى الآن.
لكن السفارة المصرية فى واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية، أكدت أن نائب الرئيس الأسبق مبارك، توفى بسبب مرض وراثي في الدم تم اكتشافه خلال أيام قليلة قبل وفاته، وذكر مستشفى «كليفلاند»، الذي كان يتلقى العلاج به، أن الوفاة جاءت نتيجة مضاعفات «الداء النشواني» وهو مرض يؤثر في عدد من الأعضاء داخل جسم الإنسان منها القلب والكلي.