الأوقاف تضع استراتيجية القضاء على الفكر المتطرف.. الخطبة المكتوبة تحكمها المصلحة الدينية والوطنية.. وحماية شبابنا من الجماعات الإرهابية.. وإعادة صياغة فكر الأئمة
وضعت وزارة الأوقاف، استراتيجية جديدة لتحقيق الفهم المستنير للدين، بالإضافة إلى برامج إعداد وتأهيل الأئمة على مستوى عالمي، يؤدي إلى تصويب مسار الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وإبراز الوجه الحضاري للإسلام في العالم كله.
استراتيجية للقضاء على الفكر المتطرف
في البداية، قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن "وزارة الأوقاف تتبنى استراتيجية للفهم المستنير والقضاء على الفهم السقيم، من خلال برامج مدروسة بدأت بفكرة الكتاب العصري، الذي يعمل إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم على فهمه فهمًا مستنيرًا".
وأكد وزير الأوقاف، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الوزارة، لشرح استراتجية "الخطبة المكتوبة"، أن استراتيجية وزارة الأوقاف، شملت مراكز الثقافة الإسلامية التي تهدف إلى غرس الثقافة الإسلامية الصحيحة، في إطار مناقشة فكرية وعلمية وعقلية، تعمل على إنهاء حالة الاستسلام والجمود الفكري، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تدفع في اتجاه التطرف أو الإرهاب، بجانب برامج تأهيل متقدمة للأئمة والخطباء داخل مصر وخارجها من خلال تطوير أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة.
استراتيجية الفكر المستنير تعتمد الكتاتيب بالمساجد
وأضاف وزير الأوقاف، أنه تم تشكيل لجان علمية متخصصة لتنقية كتب التراث وإعادة قراءتها، وإخراج مختارات منها تتناسب وروح العصر وتغير الزمان والمكان والأحوال، مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية مما هو قطعي الثبوت والدلالة في ضوء قواعد الفهم والاجتهاد الرشيد، لافتًا الى أن الوزارة ستبدأ بتفعيل آليات ثقافية فى المساجد عن طريق تفعيل الدراسة اللا صفية، كما أننا سنعمل على إقامة مجموعة من الندوات لكبار العلماء والمثقفين والأطباء وعلماء النفس والاجتماع، لتشكيل ثقافة عامة بجانب الثقافة الدينية، وإجراء مسابقات مختلفة يشارك فيها الجميع.
وأكد وزير الأوقاف، أن استراتيجية الوزارة، شملت مراكز الثقافة الإسلامية التي تهدف إلى غرس الثقافة الإسلامية الصحيحة، في إطار مناقشة فكرية وعلمية وعقلية، تعمل على إنهاء حالة الاستسلام والجمود الفكري.
وأوضح "جمعة" أن الاستراتيجية العاملة لوزارة الأوقاف في المرحلة المقبلة، تقوم على عدة محاور تبدأ بالاهتمام بالنشء من خلال تفعيل الكٌتاب العصري، بحيث لا نسمح لأية جماعة أو جهة تستغل ما يسمى بكتاتيب غسيل عقول النشء والشباب، لافتًا إلى أن الأمر الثاني من استراتيجية الوزارة، في نشر الفكر المستنير يتمثل في العناية بأمر المراكز الثقافية، فهذا العام توسعنا بواقع مركز في كل محافظة، وهذه مراكز يتم الدراسة فيها لمدة عامين ثم يحصل الطالب على شهادة علمية، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف لن تسمح لأية جمعية أو جماعة بفتح مراكز دينية يتم استغلالها في نشر الفكر المتطرف الإرهابي.
تنقية التراث بداية القضاء على الفكر المتطرف
وأضاف وزير الأوقاف، أن رؤيتنا الاستراتيجية مواجهة الفكر المتطرف ونشر الفكر الصحيح عن الدين، تشمل تنقية التراث من كل ما يمكن فهمه بصور مختلفة تؤدي إلى التشتت والغلو، لافتًا إلى أن هذه الرؤية سيقدمها بعض العلماء المتخصصين عن طريق عقد دروس علمية فى المساجد، وسنبدأ من مسجد السيدة نفيسة بدرس لأحد العلماء، خلال الأسبوع المقبل، مؤكدًا أنه سيتم تشكيل لجنة تختار من كتب التفسير ما يتناسب مع المجتمع وبعيدًا عن الأفكار المتشددة حتى يتم تدريسها في المساجد، لافتًا إلى أن هذا الأمر سيتم بمجالس الإفتاء.
الخطبة المكتوبة مصلحة دينية ووطنية
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، إن "تعميم الخطبة المكتوبة وراءه مصلحة دينية ووطنية"، مضيفا "عندما يتحدث بعض الناس وهم ليسوا على مستوى الفهم المستنير وتوظيف الخطاب الديني لبعض المصالح تكون النتيجة تشويه شكل وصورة الدين"، مؤكدًا أن من يرفض فكرة الخطبة الموحدة المكتوبة، هم أصحاب الفكر المتطرف والمصالح، وبالتالي إذا تم تطبيق فكرة الخطبة المكتوبة، لن يجد أي منفذ لنشر أفكاره ومراعاة مصالحه.
وأكد وزير الأوقاف، أن الوزارة سوف تقف أمام أي إمام أو خطيب يخرج عن نص الخطبة المكتوبة، لافتًا إلى أنه سيتم إلغاء تصريح الخطابة لمن يفعل ذلك، فالوزارة تحتاج إلى إمام على علم مستنير يفهم صحيح الدين، لافتًا إلى أن الإمام المتميز سيكون له الأولوية في مسابقة تعيين الأئمة التي تم الإعلان عنها قبل وقت سابق.
إنهاء تصريح الخطابة لغير الملتزمين بالخطبة المكتوبة
وأشار "جمعة" إلى أن هناك ضوابط تم الاتفاق عليها لإحكام الخطبة المكتوبة، أولها أن تكون شكل الورقة مهذب وغير ملفتة للنظر، لافتًا إلى أن نجاح الخطبة المكتوبة يتوقف على إيمان الخطيب بالفكرة، لافتًا إلى أن الضابط الأهم في الخطبة هو عنصر الوقت، فهو جوهر الموضوع، مؤكدًا أن الوزارة لن تسمح أن يتجاوز أى خطيب عن ضوابط الخطبة، فكل خطيب ليس أمامه سوى الالتزام بقرارات الوزارة أو إلغاء تصريح الخطابة.
وأوضح وزير الأوقاف، أننا نعيد صياغة فكر الأمة فى عرض عناصر الخطبة، من خلال الخطبة المقروءة، فلو تم تحديد موضوع موحد يمكن لكل خطيب أن ينظر إليه من وجهة نظره، وفقًا لعلمه وثقافته والمجتمع الذي يعيش فيه؛ لكن الخطبة المكتوبة سوف تتكون من عناصر محددة وتحتوي على معلومات متحددة لا يمكن الخروج عنها، ويجب الالتزام بها.