هل تؤثر صور "إذلال" المجندين الأتراك على مصر والشعوب العربية؟.. اللجان الإلكترونية الإخوانية تروج للحدث.. وخبراء: الشعب يزداد فخرًا بقواته المسلحة
أثارت مشاهد اعتداء بعض عناصر الشعب التركي علي جنود الجيش التركي المشارك، في محاول الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي تظهر جنود الجيش عرايا، خاضعين لمدنيين يقومون بجلدهم وإذلالهم، آراء متفاوتة على صفحات التواصل الاجتماعي، فرآها البعض منفرة، وروجتها باستمتاع وسعادة الجماعات الإرهابية والدواعش.
التفاعل الإخواني
تناقل شباب الإخوان، صورًا ومقاطع الفيديو التي تظهر قوة الشعب التركي، وإذلاله إلى عدد من عناصر الجيش القائم بمحاولة الانقلاب، ذاكرين أن هذا السلوك هو السلوك الأمثل الذي افتقدته الجماعة في تعاملها مع الجيش المصري، أثناء ثورة الـ30 من يونيو، واصفين إياه بالـ"انقلاب العسكري"، كما أضاف البعض معلنا تفاؤله أنه كما تم تناقل الأفكار بالتتابع في ثورات الربيع العربي، فإن مثل هذا التعامل مع الجيوش سينتقل إلى مصر، والشعوب العربية في التعامل مع جيوشهم.
إذلال الجنود الأتراك يقود إلى انقلاب حقيقي
في البداية يقول الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ ورئيس قسم علم النفس السياسي بجامعة عين شمس، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، إن "الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر عناصر الجيش التركي في حالة ضعف واستكانة، وتمثيل الشعب بهم والاعتداء عليهم ضربًا لمحاولتهم الانقلاب على الرئيس أردوغان، تعطي انطباعًا إيجابيًا للشعب المصري، وتعمل على تماسك صفوفه".
وأضاف "الشرقاوي" أن الجيش المصري يقدر دوره في حماية الوطن وسلامة أراضيه، ويرضخ لقرارات الشعب إن كانت في صالح الوطن، مدللًا على ذلك كما حدث بثورة الـ30 من يونيو، متابعًا أن ذلك يوضح الفرق بين الجيش المصري والقوات التركية، والتي تزيد من ثقتنا واعتزازنا بأبنائنا "خير أجناد الأرض".
وأكد "أستاذ علم النفس السياسي"، أن المؤشرات جميعها تسير نحو انقلاب حقيقي سوف يتحقق، فأردوغان تحول بعد الأحداث من شخص مستبد إلى شخص أكثر استبدادًا، كاسرًا كل الحواجز الديمقراطية.
وأوضح أن هذه الصور والتي يروجها شباب الجماعات الإرهابية والدواعش، كوسيلة لنقل تأثيراتها النفسية داخل صفوف الجماعات، لا تمثل إدراكًا حقيقًا للمشهد، فكل شخص يدرك المشهد على حسب أهوائه، فنرى الأمور نسبية لما نحمله من ثقافات وقناعات تؤثر على توجيه اختياراتنا ومفاهيمنا.
واختتم بأنه "يكفينا رؤية صور الشعب المصري المحتفل مع جيشه بالثورة في 30 يونيو، وصور الشعب التركي الذي يعري جيشه ويكشف عن سوآته".
لن يؤثر على التعامل مع الجيش المصري
وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن نشر وكالة الأناضول التركية، فيديو اعتقال الشرطة لقيادات الجيش المتورطين في محاولة الانقلاب، بمثابة إذلال للقوات المسلحة التركية ما قد يدفعها للانتقام.
وأكد أستاذ علم الاجتماع، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن هذا لا يؤثر على عزيمة وروح الجيش المصري، لأنه عند قيام الجيش بانقلاب سيكون لديه خطة محكومة ومدروسة حتى لا يقع فى أخطاء ويفشل الانقلاب.
وأشار "صادق" إلى أن تلك الصور التي ظهر بها الجيش التركي ضعيفًا وغير قادر على الحكم، سيؤثر بالسلب على مكانة تركيا في منظمة حلف الناتو.
أستاذ اجتماع سياسي
يحلل شماتة "الإرهابيين" في الجنود الأتراك
وأوضح
الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، في تصريحات
لـ"العربية نيوز"، أن تفاعل شباب الجماعات الإرهابية في مصر، وسعادتهم
بالصور ومقاطع الفيديو التي تظهر قسوة بعض أفراد الشعب التركي على الجنود
المشاركين في محاولة الانقلاب على الرئيس رجب أردوغان، يرجع إلى فقدانهم الأمل في
تحقيق ما كانوا يتمنون حدوثه على أرض مصر.
وأضاف
"زايد"، إن إدراك شباب الجماعات الإرهابية للمشهد على صورته الحالية،
وشماتتهم في الجنود الأتراك، يعد نوعًا من "ميكانيزم التعويض" لحالة
النقص، وعدم قدرتهم على فعل مثيلاتها مع جنود الجيش المصري، وذلك إن دل على شيء،
فإنه يدل على وحشية تصوراتهم، ودناءة معتقداتهم.
وأشار
"أستاذ علم الاجتماع السياسي" إلى أن مثل هذه الأفكار لا يمكن مقارنتها بفكرة
الثورات التي قام بها الشعب المصري، فالأفكار الحسنة ترى قبولا وأرضية خصبة للنماء
على أرض مصر، والأفكار الخبيثة تلقى نفورًا واسعًا.