الدرس لم ينتهِ يا "أردوغان".. مصطفى زهران: الخليفة يغير سياساته تجاه الدول العربية.. خبير: الانقلاب مؤشر خطير على انقسام الجيش في أنقرة
على الرغم من توتر العلاقات
الدولية بين تركيا ودول الخليج العربي، أعرب مجموعة من رؤساء الدول العربية، عن
تضامنهم مع الحكومة التركية، وإدانتهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة التى قام بها
مجموعة من قوات الجيش التركي ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، وبهذا الموقف تكون أثبتت
دول الخليج العربي حسن نواياها تجاه "تركيا"، ومن المعروف أن لكل فعل رد
فعل مساوي له في المقدار، فهل بعد الموقف الذى اتخذته الدول العربية ستتغير خريطة
التعامل بين تركيا والعالم؟.
واختلف
الخبراء حول هذا الشأن؛ البعض أكد أن هذا الانقلاب درسًا لأردوغان وسيغير خريطة
التعامل مع الدول الأخرى، بينما يرى البعض أن هذا السيناريو من تأليف أردوغان؛ لمواجهة المعارضة التى تواجهه فى نواحى تركيا.
يعزز من
تعاونه مع القطر العربي
فى
البداية يؤكد مصطفى زهران، الباحث فى الشئون التركية، لـ"العربية نيوز"،
أن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ستتغير نحو الدول العربية، خاصة بعد
الانقلاب العسكري ضده من قبل بعض قوات الجيش التركي، موضحًا أنه سيعزز من وجوده
العربي والإسلامي ويتغاضى عن الجانب الغربي.
وأضاف
"زهران"، أن "أردوغان" وجد تضامنًا شعبيًا كبيرًا لم يتوقعه من قبل
دول الخليج العربي، ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، فى ذات الوقت الذى لم يقف بجانبه
الجانب الغربي بالشكل اللائق، إضافة إلى المباركة الغريبة للأحداث"، مشيرًا إلى أن
الانقلاب بتركيا جاء فى صالح تعزيز العلاقات العربية وإعادة هيكلتها.
وأوضح
"الباحث فى الشئون التركية"، أن مواجهة الانقلاب العسكري ضد
"أردوغان" جاءت بوفاق سياسي بينه وبين الأحزاب السياسية، ومن ثم لم تعطيه إحساس القوة والانفراد بالسلطة.
سيناريو الانقلاب العسكري من
تأليف "أردوغان"
بينما يرى الدكتور عثمان محمد عثمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"العربية
نيوز"، إن الأحداث الأخيرة فى تركيا أسفرت عن مجموعة من المؤشرات، فيرى البعض أن السيناريو بالكامل من اختراع أردوغان ليكون حجة لمواجهة المعارضة التى
تواجهه فى نواحى تركيا، موضحًا أن بعد ما يسمى بالإنقلاب تم القبض على عدد من
القضاة المعارضين للنظام.
وأضاف
"عثمان"، أن تركيا مضطرة أن تعيد النظر مرة أخرى فى علاقاتها مع الدول
المؤثرة بالمنطقة مثل السعودية ومصر، خاصة بعد الانقلاب العسكري على النظام
السياسي التركي.
وأوضح
أستاذ العلوم السياسية، أن تكون العلاقات بين تركيا والدول العربية، تعاونية وليست
علاقات تنافس أو صراع، مشيرًا إلى أن أول هذه المبادئ فى العلاقات الدولية أن
تتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد الأخرى، إضافة إلى إعادة النظر فى
الملف الداخلي، مؤكدًا أن الانقلاب مؤشر أن هناك جزءًا من المجتمع التركي، وخاصة
بالقوات المسلحة غير راضٍ على سياسة "أردوغان".
تأييد
النظام التركي لـ"داعش" وراء الانقلاب
الدكتور
إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ"العربية نيوز"،
إن الانقلاب العسكري ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعد درسًا له ولجميع ذوي
الصلة من السياسيين الأتراك، مشيرًا إلى أن كبت الحريات وحقوق الإنسان يعد أحد
الأسباب التى دفعت فصيل من القوات التركية للقيام بالانقلاب ضد "أردوغان.
وأضاف
"بدر الدين"، أن تركيا ستنشغل بإعادة السياسات على المستوى الداخلي
والدولي، والتى يمكن أن تكون سببًا فى حدوث انقلابات أخرى، مشيرًا إلى أن تلك
السياسات ستبدأ بعدم التدخل فى الشأن المصري الداخلي، كتمهيد لتحسن العلاقات
المصرية التركية، فضلًا عن التدخل فى الشأن السوري، إضافة إلى أنها ستكف عن
تأييدها للتنظيم الإرهابي "داعش" فى الفترة المقبلة.