كيف نجا أردوغان من الانقلاب ؟.. "المصريين الأحرار" يجيب: "تمثيلية" بنكهة المسلسلات التركية.. "تيار الاستقلال": أمريكا سر بقائه.. "مستقبل وطن": استطاع السيطرة على الشعب
يشهد الرأي العام المحلي والعالمي حالة من الجدل حول المحاولة الفاشلة التى أقدم عليها ضباط بالجيش التركي للانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، فالبعض يرى أن الأخير افتعل تلك الأزمة لإزاحة قيادات من المؤسسة العسكرية، وهناك من يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورًا محوريا في بقاءه في الحكم لأغراض تخدم حلف شمال الأطلسي العسكري "الناتو".
* مسلسل
تركي
فقال
النائب جمال عباس عمر، عضو مجلس النواب، عن حزب "المصريين الأحرار"، إن
ما حدث من محاولة انقلاب الجيش التركي ما هي إلا مسرحية أدارها الرئيس التركي
"رجب طيب أردوغان" للإطاحة بمعارضيه من المؤسسة العسكرية.
وأضاف
عباس في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، شيء لا يصدق أن الجيش لم
يستطع صد الهجمات التي تعرض إليها من قبل جموع الشعب التركي في ميادين تركيا،
مؤكدًا أن جميع الانقلابات التي حدثت في أنقرة نجحت، مذكرًا أن الجيش التركي جيش
قوى وعملاق ولا يمكن أن يظهر ضعفه أمام الرأي العام العربي والعالمي بتلك الطريقة
التي ظهر فيها إعلاميًا.
كما أكد
النائب البرلماني، أن "أردوغان" قام بإخراج المسلسل واستغل معاونه
بطريقة احترافية للتخلص من مُعارضيه في تركيا، كما أن الإعلام الدولي والمحلي نفذ
ما كان يرجوه حرفيًا ألا وهو إثبات أن الشعب التركي يريد إبقاءه في الحكم.
*السر في حزب العدالة والتنمية
من جانبه، قال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا
كانت متوقعة وسبق أن تحدث عنها مركز بحثي أمريكي منذ أكثر من شهر بسبب الخلافات
العميقة بين أردوغان وقطاعات من الجيش التركي والمؤسسات التركية وخاصة مؤسسة
القضاء.
وتوقع
الشهابي استمرار القلاقل في تركيا بسبب رغبة أردوغان الدفينة في إدخال تعديلات على
الدستور التركي تجعل منه سلطان وحاكم ديكتاتور يجمع بين يديه كل الصلاحيات وتخضع
له سلطات الدولة التركية.
كما أكد
أن فشل الانقلاب لا يرجع إلى تأييد الشعب التركي لأردوغان وإنما يرجع في المقام
الأول إلى قوة البناء التنظيمي لحزب العدالة والتنمية وهو أحد أفرع التنظيم الدولي
لجماعة الإخوان التي تتميز بالارتباط العضوي والعقائدي والتنظيم الشديد وتنفيذه
الأوامر بصرف النظر عن تبعاتها عليه.
وقال إن
المحاولة الانقلابية الفاشلة لن تكون لها آثار سلبية على تنظيم الإخوان وتمويله
لأن ببساطة الذي أفشل الانقلاب هو أحد الأفرع التابعة له وهو حزب العدالة
والتنمية، متوقعًا أن يخرج الحزب الحاكم التركي منها أقوى مما كان إذا لم يتصرف
بشكل انتقامي.
*انقلاب الجيش لتحقيق
الديمقراطية الحقيقية
وفي نفس
السياق، قال النائب محمود السيد، عضو مجلس النواب عن قائمة "في حب مصر"،
إن ما قام به الجيش التركي من محاولة لإطاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا
ملامة عليه على الإطلاق.
وأضاف
محمود في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الجيش التركي كان يسعى
لإعادة الديمقراطية الحقيقة لكافة الشعب، مؤكدًا أن سياسات أردوغان كانت
معادية دائمًا لسيادة الدولة المصرية.
كما أكد
النائب البرلماني، أن الجيش كان يريد أن لا يحتكم فصيل بعينه على مقاليد الحكم،
مضيفًا أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لتركيا حقًا في ازدهار إلا أنها ليست
دليلًا على عدم معارضة سياسات أردوغان.
واختتم،
أنه في الآونة الأخيرة استبعدت قيادات من الجيش التركي دون معرفة الأسباب التي أدت
لذلك، مذكرًا أن القوات المسلحة في كافة بلدان العالم ترعى مواطنيها، مشيرًا إلى
أن محاولة الجيش بالإطاحة لأردوغان ليست انقلابًا عسكريًا كما يروج البعض، إنما
انحياز للديمقراطية.
*أمريكا
وراء بقاء أردوغان
أكد
المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من
ساعدت نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من النجاة من انقلاب الجيش التركي.
وأضاف
الفضالي، في تصريحات صحفية اليوم، إلى أن الأنباء تواترت عن قيام طائرات
F16 الموجودة فى قاعدة أنجرليك الأمريكية داخل تركيا على
قصف طائرات حركة الجيش، كما قامت طائرة تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية بنقل
أردوغان ومجموعة من كبار مساعديه إلى مطار إسطنبول لكي يلاقي خطابه، مؤكدًا أن ما
قام به أردوغان بعد ذلك من إجراءات قمعية ووحشية من أجل التخلص من معارضيه،
مستعينًا بذلك بمليشيات جماعة الإخوان التي تعمل معه والتى قامت بذبح أحد الجنود
الأتراك على جسر البسفور، وقامت بالتعدي على الجنود الأتراك بطرق بشعة ووحشية.
وطالب
رئيس تيار الاستقلال الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالخروج والرد على حقيقة الدور
الأمريكي مع نظام أردوغان، مطالبًا أوباما برفع يديه عن النظام التركي القمعي والذي
بات يهدد دول المنطقة كلها.
وأشار
الفضالي إلى أن الوضع فى تركيا لن يستتب بعدما وضع أردوغان شعبه في مواجهة قطاع من
قواته المسلحة، وهو ما سيترك شرخًا فى العلاقة بين الطرفين في الفترة المقبلة، كما
تنبأ بانحصار دور أنقرة في المحيط الإقليمي.
غير صحيح
من
جانبها، قالت النائبة شادية خضير الجمل، عضو مجلس النواب عن حزب "مستقبل
وطن"، إن ما قام به الجيش التركي من محاولة لإطاحة الرئيس رجب طيب أردوغان
خطوة غير صحيحة على الإطلاق.
وأضافت
خضير في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن ما حدث من قبل الجيش التركي
بالتأكيد سيترك أثرًا سلبيًا على الحياة السياسية والاقتصادية، مؤكدة أنه سيكون هناك
صراع داخلي ما بين الشعب ولن يحدث استقرار لحين تلاشي تلك الأزمة الراهنة.
كما
أكدت النائبة البرلمانية، قد استطاع أردوغان السيطرة على الشعب، وفي التوقيت نفسه
جعل صورة الجيش التركي "عار" أمام الرأي العام المحلي والعربي، متسائلة
"إذا حدث هجوم على تركيا من سيتصدى له، الجيش الضعيف؟؟