تركيا بين مطرقة "أردوغان" وسندان "الجيش".. تسليم الانقلاب للسلاح حمى أنقرة من حرب أهلية.. الخراط: مصير بشار في انتظار الرئيس التركي.. ودراج يتوقع انتخابات رئاسية مبكرة لحسم التكهنات
تحت الرصاص والنار ينظر
العالم أجمع إلى تركيا، نظرة القلق على المصير المدجج بالمخاوف، فبعد محاولة الجيش
التركي الفاشلة أمس الانقلاب على رجب طيب أردوغان الرئيس المسلطن بأمر
مؤيديه، أثارت التساؤلات حول إمكانية خروج أردوغان من تلك المحنة، وهل حقَا نجح في
احتواء تلك العملية، إذا ماذا بعد، هل يخرج أردوغان كأي رئيس جمهورية يعلن
الانتخابات الرئاسية المبكرة حفاظًا على المسار الديمقراطي الذي اكتسبته تركيا منذ
رحيل أتاتورك.
الخبراء
السياسيون تضاربت آرائهم حول هذا الشأن بين من يتوقع أن يكون مصير تركيا مثل مصير
سوريا، ومن يتوقع عدم إقامة الانتخابات ومن يؤيد إقامتها.
مصير سوريا مطروح في
الانقلاب التركي
قال
البرلماني السابق، الدكتور إيهاب الخراط وعضو الهيئة العليا بحزب المصري الديمقراطي
الاجتماعي، إن تركيا من الممكن أن تسير نحو مصير سوريا خلال الأيام المقبلة.
وأضاف
الخراط: "تركيا تختلف عن سوريا لأن المعارضة بالكامل وجميع القوى الوطنية
اصطفت وراء أردوغان، بخلاف سوريا التي انقسمت فيها القوى السياسية بين مؤيد ومعارض
لبشار الأسد، كما أن الجيش التركي منقسم من الداخل بخلاف سوريا".
وطالب
الخراط من أردوغان ضرورة المحافظة على اصطفاف القوى الشعبية وراءه، وأن يبتعد عن
أخونة الدولة خلال الفترة القادمة، مبديًا قلقه على الشعب التركي من وقوعه في صدد
حرب أهلية جراء ما يحدث، وأن الحرب القادمة في تركيا لن تستفيد منها سوى داعش
والتنظيمات الإرهابية.
وأشاد
البرلماني السابق، بالدور الذي لعبته قوى المعرضة التركية ضد تحركات الجيش التركي،
إيمانًا منها بضرورة المحافظة على المسار الديمقراطي الذي يسيرون نحوه.
أردوغان
شعبيته كبيرة
قال
النائب خالد شعبان منسق تحالف 25 -30 البرلماني، إن رجب طيب اردوغان لن يلجأ إلى
تسليح مؤيدوه ضد تحركات الجيش التركي الذي يسعى للإطاحة به من الحكم.
وأكد
شعبان في تصريحاته لـ"العربية نيوز"، أن تسليح مؤيدو أردوغان، سيخلق
مشاكل كبيرة ضده، خاصة إنه ما زال رئيسًا للدولة، مما يجبره على ردع أي أعمال
إرهابية، تسير بدولته إلى مصير لا تحمد عقباه.
وعن
إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في تركيا، أوضح منسق تحالف 25-30 أن أردوغان ذو
شعبية كبيرة، وخبرة سياسية واسعة ولا يحتاج لإقامة انتخابات مبكرة، وأنه يمسك زمام
الأمور ويشد قبضته من جديد، بعد تحركات الجيش ضده أمس.
إجراء انتخابات رئاسية مبكرة
أكد
أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بأنه يتوقع حدوث نوع من القلق
داخل الإدارة التركية، بعد الأحداث الأخيرة التي حاول فيها عدد من القادة العسكرين
الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح
دراج لـ"العربية نيوز" أن الأحداث السياسية المتخبطة داخل تركيا، لن
تستمر طويلا، وتحتاج لبضعة أشهر لإصلاح ما حدث أمس، لافتًا إلى أنه يرى الشعب
التركي على قدر كبير من الوعي بالتجربة الديمقراطية.
ووصف
موقف الأحزاب السياسية المعارضة لأردوغان بـ"الإيجابي" ويدل علي أن
تركيا بها أحزاب مدركة ما يمكن أن يحدث من مصائب جراء تحركات الجيش التركي، ويؤكد
علي أن الأحزاب التركية مؤمنة بالمدنية وبالمسار الديمقراطي.
ومن
ناحية أخرى، توقع أستاذ العلوم السياسية، أن رجب طيب أردغان خلال بضعه اشهر سوف
يعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة حتى يستعيد هيبة الرئاسة مرة أخرى.