عاجل
الخميس 07 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

وزير الأوقاف خلال الخطبة "المكتوبة ": المال الحرام سم قاتل للمجتمع.. وتدمير للنفس في الدنيا والآخرة.. والغش وأخذ أجر العامل والرشوة والاختلاس أبرز صور السرقة

 وزير الاوقاف محمد
وزير الاوقاف محمد مختار جمعة

جدل كبير بين أوساط الشارع المصري، عقب تطبيق قرار وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، بتنفيذ الخطبة المكتوبة والموحدة في بر مصر، حيث ترصد "العربية نيوز" ما قاله جمعة على منبر عمرو بن العاص خلال خطبته المكتوبة، إنه لا يمكن لعاقل أن يجادل في أن المال الحرام سم قاتل، وأنه مدمر لصاحبه في الدنيا والآخرة، وأنه نار تحرق جوف من يأكله، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا".

وقد نهى الإسلام عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهيًا قاطعًا لا لبس فيه، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا".

أكل الحرام هلاك
فأكل الحرام قتل للنفس وإهلاك وتدمير لها في الدنيا والآخرة، فهو في الدنيا وبال على صاحبه في صحته وفي أولاده وفي عرضه وفي أمواله، "وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى".

وآكل الحرام لا تستجاب له دعوة، فقد ذكر نبينا "صلى الله عليه وسلم" الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَكْسَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ".

صور من المال الحرام
واستعرض وزير الأوقاف، خلال خطبتة المكتوبة صورًا من أكل المال الحرام، وهي أكل المال الحرام الناتج عن الغش سواء أكان غشًّا في الكم أم في النوع، ففي الكم بتطفيف الكيل أو الميزان أو المقياس، أم كان غشًّا في النوع سواء أكان غذاءً أم دواءً أم أدواتٍ أم آلاتٍ إنتاجيةٍ أو خدمية، فمن يبيع طعامًا ضارًّا بالصحة أو لحمًا غير حلال على أنه لحم حلال، أو يبيع شيئًا فاسدًا على أنه صحيح فهو غاشٌّ لنفسه وللمجتمع، والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول "من غشنا فليس منا" وليعلم أنه إن أفلت من عقاب الناس في الدنيا فلن يفلت من عقاب الله لا في الدنيا ولا في الآخرة.

الصورة الثانية
أكد وزير الأوقاف، أن الصورة الثانية من صور أكل المال الحرام هى الرشوة والاختلاس وكل ألوان المحاباة والمجاملة وما يدخل في باب إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فالفساد المالي لا يقف عند حدود قبول الرشوة أو الاختلاس، إنما يشمل استغلال النفوذ وتربيح الغير أو تنفيعه أو إفادته بأي لون من ألوان النفع المادي أو المعنوي، فكل ما يحدث من ذلك هو عين الفساد، فإن استفاد القائم على أمر من وراء عمله هذا أي استفادة مادية أو معنوية تترجم إلى مادية فهو آكل للسحت، وقد لعن نبينا "صلى الله عليه وسلم" الراشي والمرتشي والرائش أي الوسيط الذي يسعى بينهما".

الصورة الثالثة
وأضاف جمعة" أن الصورة الثالثة من أكل المال الحرام، أخذ الأجر على عمل لم يقم به الإنسان ولم يفِ بحقه ولم يتقنه ولم يعطه وقته، فبعض الناس قد يظن أن احتياله على الغياب من عمله أو هروبه منه أو عدم الوفاء بحقه أمرًا سهلًا، وهنا نؤكد أن العقد شريعة المتعاقدين، فكما أن صاحب العمل إذا أكل حق العامل فإنه يدخل في دائرة غضب الله، وسخطه، حيث يقول نبينا "صلى الله عليه وسلم" " ثلاثةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رجُلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثمَنَهُ، ورجُلٌ استأْجَرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِهِ أجْرَهُ".