ختان الإناث في أعين رجال الدين.. أزهريون: الرأي للطب ومن الأولى "تركه".. وليس واجبًا شرعيًا.. مفكر قبطي: عادة يهودية توارثها المصريون
تعتبر مصر من أكثر الدول العربية الذى ينتشر فيها ختان الإناث انتشارًا كبيرًا رغم تجريم القانون لمن يقوم بهذه العملية، ورغم العمليات التوعوية التى تقوم بها الدولة من أجل منع هذه العادة المجتمعية، وعندما يتم الحديث عن ختان الإناث تتجه الأنظار إلى الرأى الدينى فى هذه المسألة، الدين سمع بهذه العملية أم أنها مجرد عادة مجتمعية.
"العربية نيوز" استطلع رأى رجال الدين الإسلامى والدين المسيحى حول مدى شرعية ختان الإناث وهل الدين أقر بها أم أنها عادة توارثتها الأجيال.
الرأي للطب في مسألة
"ختان الإناث"
فى
البداية قال الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى في الأزهر، بتصريحات
خاصة لـ"العربية نيوز"، إن قضية ختان الإناث قضية قديمة، مشيرًا إلى
استنكاره لإعادة تداولها بالبرلمان مرة أخرى، موضحًا أنه كلما هدأت وسكنت عادت مرة
أخرى، لكي تفرض نفسها على الساحة، وكأننا سنقضي عمر الدنيا في بحث هل ختان الإناث
حلال أم حرام؟.
وأضاف
"النجار"، أن مجمع البحوث الإسلامية، ودار الإفتاء المصرية، قد استُقرا
على أن الختان عادة قديمة، وأن الشرع عندما جاء أمر بتهذيبها لا استئصالها، وأن
الاستئصال لو كان فيه فائدة ما ادخر النبي من أمره شيئا، وذلك ما جعله يقول
"أشمي" ولا تقطعي.
وأشار
"عضو لجنة الفتوى بالأزهر" إلى أنه ما دام الأطباء قد حذروا من الختان
من الناحية الطبية والنفسية، وأن الأبحاث أثبتت أن الختان له أضرار على من يقوم
بفعله فإن من الأولى "تركه".
"ختان الإناث" ليس واجبًا شرعيًا
وأكد
الشيخ محمود لطفي عامر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، في تصريحات
لـ"العربية نيوز"، أن ختان الإناث ليس واجبًا شرعيًا، مشيرًا إلى أن
الختان "مكرمة" للنساء.
وأضاف
"عامر"، أن وصفة الختان المشروعة للنساء هى "الإشمام" الواردة
بالأحاديث الإسلامية، موضحًا أن الإشمام هو أخذ اليسير، ويكون بقطع جزء من الجلدة
التي تشبه عرف الديك ولا تؤخذ كلها، مؤكدًا أن الختان بتلك الطريقة لن يسبب أي أذى
للفتاة.
وأشار
"رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية"، إلى أنه لا يجوز تطبيق الختان على
الطريقة الأفريقية والفرعونية، مشيرًا إلى أنه يجب معاقبة من يُختن الإناث حسب كل من الطريقتين، عقوبة "دية العضو"، كما جاء بالنصوص الشرعية.
وحول ما
يقال عن إن الختان يعتبر تهكمًا على خلقة الله، أكد أن الختان من الأمور التعبدية
وليست الدنياوية، لافتًا إلى أن الله فرض الختان على "الذكور" برغم
قدرته على خلقهم مختونين.
مفكر قبطي: "ختان
الإناث" عادة يهودية
وأوضح
المفكر القبطى كمال زاخر، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن ختان
الإناث عادة يهودية، وليست مسيحية، كما أنها تعود أيضًا إلى العصر الفرعوني
وتوارثها المصريون إلى يومنا هذا، مؤكدًا أن "المسيحية" بريئة من تلك
العادة.
وأشار
"زاخر" إلى أن الدين المسيحي يجرم أى اعتداء على الجسد، لافتا إلى أنه
شدد على احترام الجسد وتكريمه، مضيفًا أن عمليات الختان تقام دون موافقة صاحبها
وهذا ما يؤكد أنها عادة اجتماعية من الدرجة الأولى وليس لها علاقة بالدين.
وتابع
"المفكر القبطي": "فى الدول الأوروبية لم يتطرقوا مطلقًا إلى هذا
الأمر، فلم يكن لديهم عمليات الختان سواء للذكور أو الإناث دون وجود أزمة، وهذا
دليل أنها شأن اجتماعي، وموروث شعبي".
"ختان الإناث" تقليد إثيوبي
وفى السياق
ذاته أكد شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط العامة، في تصريحات لـ"العربية
نيوز" أن ختان الرجال موجود فى الديانة المسيحية والديانات السماوية، مشيرًا
إلى أن السيد المسيح ختن، والإسلام أيضًا أمر بالشيء نفسه للرجال، لافتا إلى أن
هذه العادة ترجع إلى الديانة اليهودية.
وأضاف
"دوس" أن الديانات تؤكد طهارة الرجال، وهو أمر لا مشكلة فيه، ولكن
بالنسبة لختان الإناث فهو عادة أفريقية، آتية من إثيوبيا بالتحديد، ولكنها ليس لها
مرجع فى الديانات السماوية، مضيفا أنه مؤيد لفكرة تغليظ العقوبة ضد أطباء الختان،
بسبب حدوث بعض حالات الوفاة نتيجة هذه الجريمة.
وأشار
"رئيس هيئة الأقباط العامة" إلى أنه وعلى الرغم من وجود عمليات الختان
على نطاق شعبي، مما يوفر فرصة للصدام بين الأهالي والقانون، إلى أن الدولة يجب أن
تتمكن من القضاء على هذه الظاهرة غير الإنسانية.