"لبيب": تطبيع تركيا مع إسرائيل محفزات لعودة علاقاتها بمصر
قال صلاح لبيب، الباحث السياسي في العلاقات الدولية بالمركز العربي للدراسات الإنسانية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز": إننا أمام ثلاثة ملفات تطبيع منفصله، وكل ملف له أسباب خاصة للانفصال، فقطع العلاقات بين تركيا وروسيا كان بسبب سقوط الطائرة الروسية، والأزمة بين تركيا وإسرائيل تعلقت باعتداء الأخيرة على أسطول الحرية التركي، وقطع العلاقات بين مصر وتركيا تتعلق أسبابه بالتدخل التركي في الشأن الداخلي المصري، مشيرًا إلى أن أنقرة كانت تتعرض لعزلة نسبية فى المنطقة، بسبب تدهور علاقاتها الخارجية.
وأضاف، لبيب، أن الملف العالق بين تركيا ومصر ينحصر في التدخل في الشأن المصري بدعم المعارضة، والسماح لوسائل إعلامية معارضة للحكومة المصرية تبث من الداخل التركي، مشيرًا إلى أن التسوية التى سعت إليها تركيا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، تعد محفزات لعودة العلاقات، وتساهم فى المزيد من التصالح بين مصر وتركيا، مضيفًا أنه لم يتم الإعلان عن شروط واضحة من الجانب المصرى للمصالحة مع تركيا، موضحًا أن روسيا أعلنت شروط معلنة للمصالحة تمثلت في الاعتذار، والتعويض، وإيجاد المذنبين وتقديمهم إلى العدالة، كما قدمت تركيا شروط معلنة للجانب الإسرائيلي تتعلق بالاعتذار، وتعويض المدنيين التركيين، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.
وتابع، أن الحكومتين المصرية والتركية تتحدث في شئون عامة، ولم يتحدثوا في بنود واضحة وصريحة مثل وقف وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الحديث عن استمرار انقطاع العلاقات مرتبط بوجود أردوغان فى السلطة شئ غير منطقي، حيث إن العلاقات الدولية متغيرة، ولا توجد النظرة الحادة الشخصية، وأن الدول تسعى نحو مصلحتها، فمن الصعب استمرار انقطاع العلاقات خاصة أن أردوغان ستنتهي ولايته بعد خمس سنوات مشيرًا إلى تقارب وجهات النظر بين تركيا ومصر في الملف الفلسطيني.
وأكد، الباحث في العلاقات الدولية، أن هناك مبادرة ثلاثية، تضم مصر وتركيا والسعودية، نحو تسوية القضية الفلسطينية، وسوف تطرحها المملكة خلال قمة السلام العربية القادمة في بيروت، موضحًا أن هذه المبادرة ستعمل على تنشيط الأوضاع الإقتصادية، وترك المقاومة الفلسطينية، متابعًا أن هذه التسوية لن تحقق أهدافها، خاصة أن إسرائيل تتكلم عن مشروع لتبادل الأراضي بينها وبين مصر وفلسطين، وأن كل أهدافها إخراج الفلسطنيين من أرضهم، مضيفًا أن حكومة نتنياهو هي حكومة متطرفة يمينية، فهي أشبه بحكومة البغدادى في تطرفها.