ما دلالات لقاء نادر بكار بـ"تسيبي ليفني" عضو الكنيست.. هل يسعى "النور" لوراثة "تنظيم الإخوان" عالميًا؟.. خبراء: يسعون إلى السلطة على قدم وساق
أثار لقاء نادر بكار عضو حزب النور السلفي بعضو الكنيست تسيبي ليفني في الولايات المتحدة الأمريكية، العديد من التساؤلات حول دواعي لقائته السرية، وعن الدور اللذي يلعبه الحزب من وراء الستار، ومابين إنكار مسؤولي حزب النور، وتأكيد وكالات الأنباء الإعلامية العبرية عن صحة اللقاء، يتبين وجود مصالح مشتركة، وتفاهمات بين التيار السلفي الذي يحاول أن يظهر بشكل معتدل متقبل لقواعد اللعبة الديمقراطية، والساسة الأوروبيين والإسرائيلين.
وكان نادر بكار، التقى بتسيبي ليفني، في 16 أبريل الماضي بجامعة هارفرد في إنجلترا، بناء على طلبه تنسيق مقابلة مغلقة مع الوزيرة الإسرائيلية السابقة داخل الجامعة، وتحدث معها عن قوة حزب النور وشعبيته، وأنه كان سببًا رئيسيًا في نجاح الإخوان بعد ثورة 25 يناير، وأن الحزب يسعى للسلطة، ويشارك في جميع الاستحقاقات الانتخابية، وله ممثلان في البرلمان الحالي.
الإنكار لا يفيد
في
البداية يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في
تصريحات لـ"العربية نيوز"، إن "حرص نادر بكار، عضو حزب النور
السلفي، على جعل لقاء تسيبي ليفني، وزيرة خارجية الكيان الصهيوني سابقًا بطريقة
سرية، أمر مبهم يدعو إلى التساؤل حول ماهية دوافع اللقاء".
وأضاف
نافعة، أن بكار ارتكب خطأ جسيمًا بهذا اللقاء؛ خصوصًا بعد محاولاته الإنكار، بينما
أكدت وكالات الأنباء العبرية صحته وسريته.
وراثة "الإخوان"
ومن جانبه
قال زهدي الشامي عضو التيار الديمقراطي، في تصريحات لـ"العربية نيوز"،
إن لقاء نادر بكار السري بعضو الكنيست الإسرائيلي تسيبي ليفني، ينم عن عدة لقاءات
تمت في السر بين التيار السلفي والكيان الصهيوني، كما يدل على تفاهمات ومعاملات
بين الغرب والتيار السلفي، إلى جانب وجود محاولات؛ لإظهار حزب النور كبديل للإخوان
على الساحة السياسية، حيث إنهما بالفعل "وجهان لعملة واحدة"، وهدفهما متقارب.
وأكد
الشامي، أن حزب النور يحاول أن يلعب دورًا سياسيًا، ويسعى جاهدًا إلى الوصول
للسلطة، ومحاولة إظهار التيار الإسلامي على الساحة السياسية، معلنًا تسامحه وقبوله
بدولة إسرائيل، والسلام الدائم معها، مضيفًا أن التيار السلفي له علاقة قوية
بالمملكة العربية السعودية، والتي بدورها منخرطة في التعامل مع الجانب الصهيوني.
وأشار عضو
التيار الديمقراطي إلى أن حزب النور بعد وصوله ومشاركته في السلطة لم يتقدم بطلب
طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، أو قطع العلاقات مع تل أبيب، كما كان يطالب من
قبل، عندما كان ضمن صفوف المعارضة.
يسعى إلى السلطة على
قدم وساق
كما
يرى الدكتور حسن أبوطالب، مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام،
في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن "التيار السلفي يطرح نفسه
بديلا للإخوان المسلمين بعد 30 يونيو، متمثلا في رداء التيار المعتدل، الذي يقبل
بالدولة والدستور".
ونوه
أبوطالب بأن التيار السلفي يسعى إلى السلطة على قدم وساق، موضحًا أن نادر بكار
حينما سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية تحت ستار الدراسة، التقى العديد من
السياسيين الأوروبيين، ليخبرهم بأن حزب النور يقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية.
وأضاف
مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن الرسالة التي كان يحاول
أن يمررها نادر بكار من خلال زيارته للوزيرة الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني،
وللمسئولين الإسرائيليين، أن حزب النور من الأحزاب الإسلامية المعتدلة، وهذا ما
يغري دائمًا السياسيين الأوروبيين بالتعامل مع هذه القوى التي تعلن أنها إسلامية
معتدلة وتقبل بالعمل الديمقراطي، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي تنكر مسئولو حزب النور
وبكار نفسه من هذه الزيارة، والتهوين من دواعيها وتبعاتها.