بعد زيارة وزير الخارجية لإسرائيل.. هل يكون حج الأقباط إلى القدس أمرًا طبيعيًا؟.. مفكرين: الأمر متوقف على الكنيسة.. وقرار المنع كان سياسيًا.. وآخرون: زيارة المسيحيين لبيت المقدس تطبيع مع تل أبيب
بين الحين والآخر تشهد قضية زيارة الأقباط إلى القدس، حالة من الشد والجذب، بعد أن منعتها الكنيسة الأرثوذكسية بموجب قرار المجمع المقدس عام 1980 والذى حظر الزيارة بسبب وقوع دير السلطان القبطى فى يد الرهبان الأحباش وتعنت الحكومة الإسرائيلية فى تسليمه للكنيسة المصرية صاحبة الحق فيه.
ومن يبحث فى قرار الكنيسة الأرثوذكسية سيجد أن هذا القرار كان متعلقًا بظروف سياسية تعلقت بوقت معين كان فيه خلاف حاد بين البابا شنودة صاحب القرار والرئيس السادات صاحب اتفاقية السلام مع إسرائيل.
لكن بمجرد أن ذهب وزير الخارجية سامح شكرى فى زيارة الى تل أبيب ظهرت بعض التساؤلات الخاصة بفتح الباب أمام مراجعة قرار البابا شنودة نفسه رغم ما أظهره البابا تواضروس من محاولة لعدم كسر القرار.
التقارب السياسي مع إسرائيل
يفتح باب الحج إلى القدس
المفكر
القبطى هانى دنيال يرى أن قضية حج الأقباط إلى مدينة القدس ليس مرتبطًا بعلاقة
الدولة بإسرائيل، فهي لا تعارض ذهاب المسيحيين إلى فلسطين، مؤكدا أن الرئيس
الفلسطينى يطالب بالحضور العربي والمصري فى فلسطين من أجل دعم قضيتها.
وأكد
المفكر القبطى لـ"العربية نيوز" أن التقارب السياسى الأخير بين مصر
وإسرائيل يمكن أن يشجع الأقباط على الذهاب إلى القدس، لكنه سيتوقف على مدة تعامل
وسائل الإعلام مع القضية بكل أطرافها، بجانب تعامل الأوساط السياسية مع القضية.
وأشار دنيال
إلى أن عدم ذهاب الأقباط إلى القدس يعود الى قرار البابا شنودة الثالث بسبب ظروف
المنطقة العربية فى نهاية حكم الرئيس السادات، خلال الفترة الأخيرة كان الأقباط
يذهبون الى فلسطين بشكل منفرد، لافتًا إلى أن الدول المصرية لا تمنع ذلك.
الوقت مناسب لفتح حج الأقباط
إلى القدس
وأكد
المفكر القبطى كمال زاخر، إنه يمكننا فتح باب الحج للأقباط، إلى القدس، بشكل رسمي،
وذلك فى ظل تقارب العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية
سامح شكرى، لإسرائيل.
وأضاف
زاخر في تصريح خاص لـ "العربية نيوز" أن قرار منع الأقباط من الذهاب الى
القدس ليس قرارًا دينيا بقدر ما كان محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لكى
تحصل الكنيسة على أحقيتها فى دير السلطان، لافتًا إلى أن الزيارة من الناحية
الشعبية تتم بشكل متفاوت.
حج الأقباط إلى القدس تطبيع
مع إسرائيل
بينما رأى
الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسى، أنه يرفض زيارة الأقباط الى القدس فى
ظل وجود الاحتلال الإسرائيلى، مؤكدًا أن التقارب المصرى الإسرائيلي لن يحل أزمة حج
الأقباط إلى القدس: "ولو حدث ذلك بمثابة تطبيع مع الكيان الصهيونى".
وأضاف
المفكر السياسى، في تصريح خاص لـ "العربية نيوز" أن قرار منع الأقباط من
الحج إلى القدس كان بسبب دعم القضية الفلسطينية من الأساس، لافتًا إلى أن منع الحج
إلى القدس ليس موقفًا دينيًا على الإطلاق، ولكنه موقف سياسي ارتبط بفترة زمنية
محددة.