منتصر الزيات في حواره لـ"العربية نيوز".. النقابة ليست عزبة لشطب اسمي منها.. "النقيب" يستخدم فزاعة الإخوان لقلب المحامين ضدي.. والشباب ذاكرتهم ضعيفة
"لا تصدقوه أو تقتربوا منه، إنه الإخواني الموالي للجماعات الإسلامية، بل هو من يشكل لبهم وهو محامي الجماعة الإرهابية"، تلك الاتهامات التي تلاحق دائمًا منتصر الزيات، منسق تحالف "اتحادنا كرامة"، الذي يدعو لسحب الثقة من سامح عاشور، نقيب المحامين الحالي.
لماذا قمت بتدشين تحالف "اتحادنا كرامة" بعد انتخابات نقابة المحامين؟
كانت الفكرة أن نحول الشعار الانتخابي الذي خضت به الانتخابات الماضية نقيبًا إلى منهج عمل وتيار مؤثر داخل نقابة المحامين، هذا التيار يعيد المبادئ التي انطفأت السنوات الماضية في ظل وجود سامح عاشور نقيبًا، أهمها أن نخلع رداءنا الحزبي خارج نقابة المحامين وأن نعمل نقابيًا بعيدًا عن انتماءاتنا السياسية، أردنا تكوين جماعة ضغط داخل نقابة المحامين لا يستطيع عاشور أن يستخدم ضدها فزاعة الإخوان، لأننا محامون من مختلف التيارات الفكرية والسياسية يجمعنا الانتماء النقابي والرغبة في الإصلاح.
لن يتغير من الأمر شيء، فصاحب العقيدة يواصل طريقه في مقاومة الفساد، وأنا شخصيًا لم أدع لهذه الجمعية وانا مجرد "عسكري" خلف من دعوا إليها علام وعثمان والياس، ومنهجي أنا أشارك في أي عمل يتوافق مع أهدافي، والنبي "صلى الله عليه وسلم"، علمنا عدم اليأس بقوله "لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها إن استطاع أن يغرسها"، ولا بد أن تكون هناك دائمًا طائفة تقل أو تكثر تدعو إلى الخير وتنطق بالحق "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، لست مسئولاً عن تحقيق نتائج لكني مطالب أمام ربي وضميري والأجيال القادمة، عن بذل جهد والصدع بالحق ومقاومة الفساد.
لم أدعو لهذه حتى أدعو لغيرها، وكل شيء يتقرر في حينه، لكني أجزم أنني لن أصمت أو أستسلم.
قدمت بلاغات للنائب العام، ومن حقي وحق المجتمع أن أسأل ما هو مصير تلك البلاغات.
تفسيرك لهجوم عاشور عليك عقب الانتخابات مباشرة، وتأكيده على أن من يتبعك هم جماعة الإخوان؟
هذه بضاعة المفلس، هو مزور فكلامه تزوير وفعله تزوير، الفارس يواجه مباشرة في الموضوع نحن نختلف حول سياسات نقابية، لكنه يصطنع خلفه من يكرهون الإخوان ليصطفوا خلفه في فزاعة من صنعه لغرض انتخابي يغطي به فشله، وماعادت تنطلي هذه الخزعبلات التي يروجها بدليل حصولي على ما يزيد عن 17000 صوت في نتيجة مطعون على صحتها ولو أنصار الإخوان في نقابة المحامين 170000 يبقى حقهم أنهم يكونون موجودين.
هل ترى أن هناك نية لشطب اسمك من النقابة إن فشلت العمومية الطارئة؟
من ذا الذي يشطبني؟ ليست عزبة.
مبادئ لن تتغير من أجل مناصب، أدافع عن كل المظلومين في بلادي، هذا ما أفعله طوال ثلاثين عامًا مضت، أختلف مع الإخوان سياسيًا، لكني مع حقهم في محاكمات عادلة ومنصفة، لن أهاجم الإخوان لأرضي أحدًا في السلطة لن أفعلها أبدًا.
لماذا لم تتبرأ من جماعة الإخوان حتى الآن؟
لم أفعل ذلك؟ ولحساب من؟ أنا لم أكن عضوًا بتلك الجماعة الكبيرة حتى أتبرأ منها، ومع اختلافي معهم أحترمهم وأحترم كفاحهم عبر السنين، أختلف معهم نعم، لكن أقدر عطاءهم، ومن منا معصوم من الخطأ.
هل رفع أحد معارضيك ضدك دعوى قضائية؟
كل المعارضين لي أصدقاء، لأن لساني عفيف ولا أقدح في أي منهم حتى مع حدة الهجوم على شخصي.
كم عدد الأعضاء الذين تضمن طرحهم الثقة عن سامح عاشور؟
جمعيهم لا أستثني منهم أحدًا أبدًا.
تفسيرك لحرب التصريحات الدائرة بينك وبين سامح عاشور النقيب الحالي؟
سامح عاشور صديقي، ليس بيني وبينه شيء شخصي، فأنا لا أهاجم عاشور أبدًا، وإنما أنتقد سياساته التي يتبعها في إدارة النقابة، فأنا دافعت عن عاشور بعد واقعة شرائط الفيديو الخاصة بالجنس والتحرش، وقلت وقتها لا تغتالوا نقيب المحامين أدبيًا، ولكنه هو يهاجمني شخصيًا، ويقوم بضربي تحت الحزام.
دائمًا أضرب المثال بالراحل النقابي الكبير أحمد الخواجة، كان وثيق الصلة بالسلطة، ووثيق السلطة بالمحامين أيضًا، فكان يوظف علاقته بالسلطة لخدمة المحامين، ولكن سامح عاشور لا يدافع عن المحامين الذين يتعرضون للإهانة، وتنامي ظاهرة العدوان ضدهم، وأن ذلك يتضح في عدم دفاعه عن المحامين الذين يتعرضون للإهانات، مؤكدًا أنه لا يحرض ضد الشرطة أو النيابة أو القضاء ولا يلوم عليهم باعتبارهم الجهات التي يتمثل أمامها المحامي، ولكني ألوم نقيب المحامين، لأنه لا يحفظ كرامة أعضاء النقابة، فأنا لما اعتقلت عام 1986 ورفض زكي بدر الإفراج عني، أرسل أحمد الخواجه بيانًا صحفيًا يحذر فيه من الإضراب العام بجميع محاكم مصر إن لم يتم الإفراج عني خلال الـ48 ساعة، فهو نقيب عظيم، وكان هذا لزكي بدر وزير الداخلية آنذاك، وتم الإفراج عني قبل أن تنتهي مهلة الإنذار، فسامح عاشور، لديه انبطاح في سياساته، مراعاة لعلاقاته الخاصة، على حساب المحامي، طالبت منه عمل تعديل تشريعي أو نص يلزم حضور المحامي، أمام محاضر جمع الاستدلال، كى يتمتع المحامي بحصانة، قائلا: "لا يرضى أحد أن ينتظر المحامي أمام مكتب وكيل النائب العام، بينما يستطيع أمين الشرطة أن يدخل على الوكيل دون استئذان مع احترامي لأمناء الشرطة".
سامح عاشور قال في إفطار الغربية "من يتطاول على المحامين سنقطع يده"؟
عاشور قال في حفل إفطار نقابة المنصورة الفرعية، إن "من يتطاول على المحامين سنقطع
يده، ولكنه لم يفعل شيئًا"، عاشور قال في حفل إفطار المنصورة هذا الكلام، وبعدها حدثت
أزمة أبوكبير وتلتها أزمة الغربية، وتم "مد الإيد" على المحامين، ولم يقطع سامح
عاشور أي أيادٍ، وبالمناسبة أنا اول من قال للمحامين خلال حملتي الانتخابية "اللي
هيمد إيده على المحامين هنقطعها".
هل
مازالت هناك أضرار تلاحقك بسبب دفاعك عن الإخوان؟
أيًا
كانت الأضرار التي تلحق بي، فأنا لن أتوانى في الدفاع عن المحبوسين من جماعة الإخوان،
فأي مواطن مختلف مع النظام السياسي، ويحاكم سوف أدافع عنه، فطالما أنه تحت
المحاكمة فهو بريء، فالقاصي والداني يعرف أني مختلف مع الإخوان المسلمين سياسيًا،
وكنت أنتقدهم انتقادًا شديدًا حال وجودهم في الحكم، ولكن سامح عاشور يلعب على أن
ذاكرة المحامين وذاكرة الشباب ضعيفة، ومعاذ الله، أن أقول هذا الكلام، كي أتبرأ من
الجماعة، ولكنها حقيقة أنني مختلف سياسيًا مع الإخوان.
لماذا
لا يلجأ شباب الحركات السياسية إليك في المحاكمة عنهم؟
رغم
أني خارج تلك الحسابات السياسية، فأنا أدافع عن الجميع، فدافعت عن طلعت السادات
ومرتضى منصور وأيمن نور، ودافعت عن علاء عبدالفتاح في قضية ماسبيرو أمام القضاء
العسكري، ولكن هناك من يحرض الشباب، وهذا يختلف أننا في التيار الإسلامي كنا نقبل
دفاع نبيل الهلالي وأحمد سيف الإسلام، الإخوان لا يطلبون الآن منتصر الزيات، فهم
من المحسوب لهم لجوءهم لجميع التيارات السياسية، مثل عبدالحليم مندور ورجائي عطية.
ماذا
تتوقع عن مصيرك إن فشلت العمومية الطارئة في يوليو؟
سامح
عاشور يريد شخصنة مسألة الجمعية العمومية القادمة بيني وبينه، رغم أني لست الداعي
لتلك العمومية الطارئة، عاشور يتجه لشخصنة سحب الثقة، ويريد استخدام فزاعة الإخوان
التي يقال إني أنتمي إليها والترويج لذلك، ويريد أن يرجح كفة فريق غير ناجح وفاسد
في إدارته لنقابة المحامين، حقيقة الأمر أنني لست الداعي إلى جمعية سحب الثقة
والداعي إليها، الأستاذ عبدالحليم علام، نقيب الإسكندرية السابق، ومحمد عثمان، نقيب
شمال القاهرة السابق، وانضم إليهم إبراهيم إلياس، وشكلوا فيما بينهم الجبهة
القومية لإنقاذ نقابة المحامين"، وليس هناك ما يمنع كي أقول أني دعوت للجمعية
العمومية إن كنت الداعي بالفعل لها، أنا "العسكري" في تلك الجبهة، ولست
مرشحًا لمنصب النقيب، أنا أقاتل من أجل النقابة فقط.