الذهب يحقق أعلى مكاسب للأسبوع السادس على التوالي.. هبوط اليورو والإسترليني وضعف الدولار سبب الارتفاع.. عودة الأسعار إلى سابق عهدها في 2015 أصبح حلمًا يستحيل تحقيقه
أكد رجب حامد، الرئيس التنفيذى لشركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة، في تقرير صادر، أمس الأحد، عن المجموعة أن الذهب استمر فى الصعود للأسبوع السادس على التوالى ملامسًا قمة جديدة عند مستوى 1375 دولارًا لم نراها منذ أكثر من سنتين ومستهدفا حاجز 1400 دولار خلال الأسابيع القادمة مدعوما بأجواء الأسواق العالمية الحالية والتى قد تختلف فى اهدافها ولكنها توحدت فى بحثها عن الملاذ الآمن سواء الاسواق الآسيوية التى تعانى من ضعف النمو الاقتصادى فى الفترة الأخيرة أو الأسواق الأوربية التى تتخبط من صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربى وتنظيم السوق الأوروبى مع هذه السيناريو الجديد والصعب السيطرة عليه فى أسابيع أو شهور لأنه سوف يحتاج سنوات لإعادة استقرار الوضع فى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن الأسواق الأمريكية التى زادت من صعوبة الموقف من خلال ضعف الدولار وانخفاض بورصات الأسهم سواء الدو جونز أو الناسداك او إس أند بى أنها تأثرت بشدة من بيانات سوق العمل الأمريكى عن شهر يونيو والتى صدرت ظهر الجمعه وخيبت آمال المستثمرين لأنها كانت بمثابة الشعره الأخيرة للحد من ارتفاعات أسعار الذهب ولكن غالبًا ما تكون الرياح عكس توقعات المستثمرين وكانت البيانات سلبية فى تأثيرها اكثر من إيجابية أرقامها لأنها بدت لحظة الصدرو إيجابية وتمخضت عن 287 ألف وظيفة مستحدثة ونسبة بطالة 4.9% ومع صدورها هبط الذهب أكثر من 20 دولارًا ليصل إلى مستوى 1336 دولارًا وكذلك الفضة انحدرت إلى 19.20 دولار.
ولكن كما كان الهبوط حاد وسريع كانت العودة أحد وأسرع، حيث صعد الذهب بقوة إلى مستوى يفوق مستوى الافتتاح ملامسا مستوى 1375 دولارًا للأونصة كأعلى مستوى تشهده بورصات الذهب منذ أكثر من سنتين مستفيدا من عودة المستثمرين لحيازة الذهب بجانب استمرار الصناديق الاستثمارية فى شراء المعدن الأصفر وعدم اللجوء إلى عمليات جنى الأرباح وارتفعت توقعات أغلب الجهات الاستشارية للأسعار فى الفترة القادمة فمثلا بنك أوف أمريكا رفع توقعاته للذهب إلى 1500 دولار للأونصة والفضة 30 دولار للأونصة وهذا ليس بالمستحيل فى ظل تحليل الوضع الحالى الذى ضعفت فيه توقعات رفع سعر الفائدة للفيدرالى الأمريكى لضعف البيانات الاقتصادية للأسواق الأمريكية وقد يكون التفاؤل برفعها مع نهاية العام فى ديسمبر أو الربع الأول من عام 2017 وبالمثل تازيم الأوضاع فى الأسواق الأوروبية سيكون داعم أقوى لحيازة المعدن الأصفر.
الكثير يتأمل تصحيح الذهب فى الفترة القادمة لإعادة الشراء لأن انتظار عودة الأسعار إلى سابق عهدها خلال عام 2015 أصبح حلمًا ومستحيل تحقيقه ومستوى 1300 دولار قد يكون محطات شراء جيدة إذا صحح الذهب عندها ومهما بلغت عمليات البيع وجنى الأرباح فلن تذهب بالأسعار بعيدا لعدة أسباب أهمها قوة الشراء الفعلى الذى يتمناه الأفراد والشركات بل والحكومات والشاهد على هذا ارتفاع حيازة البنوك المركزية للعديد من الدول خلال شهر مايو ويونيو وأصبحت السيولة لها وجهه واحدة هى المعدن الاصفر الذهب تحرك فى نطاق واسع خلال الأسبوع الماضى تجاوز 40 دولارًا، حيث هبط للقاع عند مستوى 1334 دولارًا للأونصة ولامس القمة عند مستوى 1376 دولارًا للأونصة وممكن أن يتكرر هذا السيناريو كثيرا خلال الأيام القادمة وسوف يستفيد منه المضاربون والتداولات الإلكترونية لأنهم سيحرصون على البيع مع كل قمة يصلها الذهب وإعادة الشراء عند أقرب دعم للأسعار وفارق 30 أو40 دولارًا أسبوعيا للأونصة الواحدة قد يجذب الكثير من المستثمرين بالأسواق الأخرى كالأسهم والعملات والعقار إلى المضاربة فى الذهب والحافز الأكبر على هذا مقارنة هذه التحركات فى الفضة لأنها أكبر فى أرباحها وأسرع للمضاربين.
الفضة صاحبت الذهب فى الصعود والاستقرار فى بداية الاسبوع على ارتفاعات قياسية ما بين 20.50 إلى 20.80 دولار مستفيده من تازيم الأسواق ومدعومة من التداولات الإلكترونية وهبطت بحدة ظهر الجمعة إلى 19.20 دولار مع صدور بيانات سوق العمل الأمريكى عن شهر يونيو وساهم فى حده الهبوط عمليات البيع وجنى الأرباح وأنهت تداولات الأسبوع الماضى فوق مستوى 20 دولارًا، ونتوقع أن تستمر الفضة فى تجاوز مقاومات جديدة خلال الفترة القادمة وليس ببعيد أن نرى مقاومة 23 دولار للأونصة والبعض يتوقع أن تستهدف الفضة قمة 30 دولارًا قبل نهاية العام.
باقي المعادن الثمينة اتجهت نحو الصعود من بداية الأسبوع ولم تتأثر كثيرًا بالبيانات الأمريكية وظهر جليًا حرص الجميع على الشراء وحيازتها وأقفل البلاتنيوم على مستوى 1098 دولارًا بارتفاع 34 دولارًا عن أسعار الافتتاح وبالمثل أنهى البلاديوم أسعاره عند مستوى 619 دولارًا للأونصة بارتفاع 8 دولارات عن سعر الافتتاح.
الأسواق المحلية اتسمت حالتها بالهدوء فى بداية الأسبوع فى انتظار المزيد من الأخبار المؤثرة على الأسواق وزادت عمليات الشراء نهاية الأسبوع رغم ارتفاع الأسعار وساعد على الانتعاش حرص الجميع على الشراء كعادة الأسواق العربية أيام الأعياد والظاهرة التى تستحق الإشادة أن الكثير حرص على تحويل أموال العيادى إلى سبائك ذهبية ومشغولات نظرًا لحرص الجميع على الاستفادة بهذه الأموال فى استثمارات ناجحة وبلغ كيلو الذهب 13250 دينارًا لأول مرة منذ عام 2014 وتجاوز جرام 21 سعر 11 دينارًا وجرام 22 سعر 12 دينارًا وتجاوزت الليرة الرشادية مبلغ 90 دينارًا بينما وصل كيلو الفضة مبلغ 200 دينار.