عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الغناء والرقص في مواجهة "التفجيرات".. رسائل كأس الأمم الأوروبية إلى العالم والإرهابيين.. كيف واجهت فرنسا التطرف والعنف بالحكمة والقبضة الأمنية المتحضرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قدمت بطولة كأس الأمم الأوربية لكرة القدم، والمقامة في فرنسا درسا للعالم أجمع، وبالأخص العالم العربي، في كيفية التعامل مع الشغب والإرهاب، ونجاح المنظومة الأمنية في تحقيق أهدافها والسيطرة على العنف، فيعتبر استمرار البطولة ونجاحها، وبحضور الجماهير خير رد على كل من نادى بضرورة إلغاء البطولة، أو نقلها من فرنسا إلى أي قطر أوروبي آخر، كما يعتبر ذلك خير رد على الإرهاب بالعمل، والإخلاص في محاربته دون إيقاف عجلة الإنتاج والتنمية.

التفجيرات

بداية تهديد الأمن الفرنسي، وبطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة على أرضها، كان من خلال حادث مركز باتاكالون الفرنسي، والذي راح ضحيته العديد من الأرواح، وفتح المجال أمام التساؤلات عن قدرة البلد الأوروبي الكبير الذي يستضيف البطولة على مواجهة الإرهاب من عدمه، وبالتالي تأمين البطولة من الأساس، فأعلنت حالة الطوارئ في أنحاء فرنسا، وأغلقت البلاد حدودها بعد مقتل عشرات في سلسلة هجمات بالأسلحة والقنابل في باريس، وقالت تقارير إن 100 شخص على الأقل قتلوا في مركز باتاكالون للفنون في وسط باريس، وقتل آخرون فيما وصف بتفجير انتحاري قرب استاد دو فرانس وهجمات بالأسلحة على مطاعم وسط باريس، وأعلن مكتب المدعي العام الفرنسي مقتل 8 متطرفين في الهجمات "بينهم سبعة في تفجيرات انتحارية، ونقلت وكالة فرانس برس عن "مصدر قريب من التحقيقات" إن 128 شخصا على الأقل قتلوا في الهجمات في أنحاء باريس، وأصيب أكثر من 200 أصيبوا بينهم 99 إصابتهم خطيرة، واحتجز مسلحون العديد من الرهائن في المركز قبل اقتحام الشرطة مقر المركز.

الخطر يتجدد

بداية كانت الاشتباكات الواقعة بين جماهير إنجلترا وروسيا في مدينة مارسيليا الفرنسية، وذلك قبل ساعات قليلة من انطلاق مباراة المنتخبين، ضمن منافسات المجموعة الثانية ببطولة أمم أوروبا "يورو 2016"، عقبة كبرى في المواجهة الأمنية والسيطرة على الأمر، حيث ينعرض الأمن القومي الداخلي لأحداث تطرف وعنف، ويزداد الأمر صعوبة لأن المعتدين على أمن البلاد من أبناء جنسيات أجنبية، وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، كانت اشتباكات أخرى، قد وقعت بين جماهير البلدين، ما اضطر قوات الأمن الفرنسية للتدخل بالغاز المسيل للدموع لفضها، كما خطفت بعض جماهير روسيا، 3 مشجعين إنجليز، ما أثار غضب الإنجليز الذين يبحثون عن أي روسي للثأر من اختطاف مواطنيهم.

الدرس الفرنسي للعالم

لم يخرج مسئول أمني يعلن عدم قدرة فرنسا على استضافة البطولة، أو يعلن عن استحالة قيام المبارايات في وجود جمهور، لكن تعامل الأمن مع الموقف بشكل واقعي فعلي عملي فكلما وقعت أحداث شغب بين الجمهورين نجد القوات الفرنسية المتخصصة تحاصر الموقف وتقضي عليه تمام فلا تؤجل المباراة التي تلي الأحداث ولا غيره من الأشياء التي لا تحدث إلا في مصر من تفاقم الأحداث حتى لا يصبح هناك حلا أمام المسئولين إلا إلغاء البطولات والندب على ضحايا بورسعيد والدفاع الجوي. 

إنجازات البطولة

أعطى نجاح البطولة رسالة قوية اللهجة إلى الإرهاب، والإرهابيين من خلال العمل والأمن والتكاتف الشعبي والوطني وراء قيادته، بأن قامت جميع المباريات في مواعيدها دون أي تأخير مع تواجد الجمهور في أرضية الملعب، وتم التعامل المتحضر من قبل الأمن والجماهير.

رسائل أخلاقية

أظهرت البطولة الوجه الآخر للإرهاب والتطرف والعنف، من حب وغناء، وإحتفالات، فنجد دولة مثل أيسلندا تعدادها لا يزيد علي الـ300 ألف مواطن، ويحضر ربع تعداد مواطنيه البطولة، ويرقصون احتفالا بفريقهم رغم الهزيمة، احتراما لدور الرياضة الحقيقي في إحياء الحب والتعاون بين الشعوب، وعدم مجاوزة التنافس الميداني من مكسب وخسارة إلى مرحلة العداء مع الفريق المنتصر.