جابر نصار يرصد 10 فروق بين الشعبين المصري والياباني
استعرض الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، انطباعته حول زيارته لدولة اليابان خلال شهر فبراير الماضي.
وكتب "نصار"، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "اليابان ليست فقط بلد متقدم ولكنه شعب عظيم حقق المعجزات وأقام حضارة حديثة كان الإنسان هو محورها الأساسي، واليابان مجموعة جزر في عرض البحر تحيطها مياه المحيط من كل جانب وتقف الأرض على طبيعة صخرية جامدة تختبئ فيها البراكين والزلازل، ومع ذلك شهدت اليابان أعظم تقدم بشري عرفه العالم حتى الآن، فكل شيء فيها الأفضل سواء زراعة أو تجارة أو صناعة أو استثمار".
وأضاف "رئيس جامعة القاهرة": "اسم اليابان ومنتجاتها لا يحتاج إلى إعلان وإنما يسعى الجميع فى أى مكان فى العالم لشرائه واقتنائه، والسر فى هذه التجربة اليابانية الحديثة المبهرة هو الإنسان الذى أكد أن التنمية الناجحة هى من تقوم على الإنسان وليس الموارد أو الأموال والإمكانيات المادية".
وأشار إلى أن هناك 10 فروق بين الشعبين المصري والياباني، فالشعب اليابانى شعب يعشق العمل ويتفانى في أداء الواجب وهو شعب يعمل كثيرًا ويتكلم قليلاً، بل إن الملاحظة الأساسية في الشوارع والفنادق هو عدم الكلام الكثير، ولذلك يصدق عليهم وعلينا المثل "من قل كلامه كثر عمله"، أما الشعب المصري قوم لايمل من الحديث والثرثرة، فأصبح هذا حالنا، وهم قوم لايملون من العمل ولا يقتربون من الثرثرة والكلام بلا طائل، فأصبح هذا حالهم.
وتابع: "الشعب اليابانى يتقن العمل إلى أقصى درجة ولذلك هكذا صناعتهم وتجارتهم، ونحن قوم لا نتقن العمل إلى أقل درجة ولذلك هذه بضاعتنا ردت إلينا، فهلوة وتخلف وانهيار في كل شيء، وكذلك الانضباط الشديد في كل شيء فى المواعيد والكلام والمظهر حتى يخيل إليك أنك تتعامل مع مخلوقات لا تنتمي إلى هذا العالم".
واستطرد: "كذلك عدم الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب لقد رأيتهم فى أكثر من مكان فى المطاعم والمنازل والفنادق يستحيل أن يتبقى منهم طعاما يستحيل أن يأخذ أكثر مما يحتاج، طبعًا لا أريد أن اذكرك بما يحدث عندنا أن كمية المأكولات التى تهدر كل يوم لدينا يمكن أن تعيش عليها شعوبًا أخرى".
وأوضح: "الإنسان الياباني راقٍ جدًا يحترم الآخر ويمتنع عن إيذائه، من السهل أن تلاحظ وأنت تسير في الشارع أن بجوارك شخصًا يضع كمامة على فمه وأنفه لأنه مصاب بالأنفلونزا وحتى لاينقل المرض للآخرين، وكذلك احترام الحرية الشخصية للآخرين وعدم التدخل في شئونهم، تدينهم، واحترام الإنسان لإنسانيته".
واختتم: "هناك عدم مبالغة فى إهدار ثروات الدولة اليابانية، فبيوت الأغنياء والطبقة المتوسطة بل والفقراء متشابهة، لا تجد من يسكن فى فيلا مائة فدان ومن يسكن فى المقابر أو على هامش الحياة، وكذلك إعلاء مصلحة المجموع على المصلحة الفردية وهذه مسألة واضحة جدًا في الشوارع والسياسة والاقتصاد، وكل شيء، فهو شعب رقيق ومجامل ومبتسم دائمًا وفي غير تكلف ودود محب للغير".
ولقد أثبتت التجربة اليابانية، أن الإنسان هو محور التنمية وهو أهم عوامل نجاحها، وأن أى تنمية لا يكون الإنسان هو محورها تصير إلى فشل ذريع.