"التحرش" موضة الأعياد وصداع في رأس الفتيات.. خبراء علم الاجتماع: التبرج وانحراف المادة الإعلامية وراء انتشار الظاهرة.. عالم أزهري: الانحطاط الأخلاقي يرجع لغياب الوازع الديني
على الرغم من التشديدات الأمنية وإصدار عدة أحكام رادعة تجاه المتحرشين، إلا أن التحرش والانحطاط الأخلاقي أصبحا ظاهرة تكثر في المناسبات والأعياد بصفة خاصة، حتى أصبحت تؤرق عديد من الفتيات اللواتي يرغبن فى الخروج والاحتفال بأجواء العيد.
وأكد عدد من خبراء النفس والاجتماع، ورجال الدين، أن ظاهرة "التحرش" في الأعياد المختلفة تزداد في أماكن الزحام والتجمعات التي تكثر بها الفوضي حيث يجد فيها المتحرش التربة الخصبة للانقضاض على فريسته، مؤكدين أن المسئولية تقع علي عاتق الفتيات وليس على الشباب فقط، مشيرين إلى أن للأسرة دور فى توعية أبنائهم لردع تلك الظاهرة.
انحراف المادة الإعلامية وراء التحرش
فى البداية، أكد الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، لـ"العربية نيوز"، أن ظاهرة التحرش تكثر فى محافظة القاهرة، حيث إنها بوطقة تخلط بين جميع الثقافات، مشيرًا إلى أن هناك فئة من المجتمع لديهم قيود يريدوا أن يتخلصوا منها عن طريق التحرش، وتعد تلك الفئة نتوءات اجتماعية غير طبيعة.
وأضاف أبوالحسن أن الضغوطات الاقتصادية سبب فى ظهور ظاهرة التحرش، فضلًا عن انحراف المادة الإعلامية وما تقدمه من أفلام تثير الغريزة، مشددًا على أن الانحراف في المجتمع المصري ليس انحراف جنسي ولكنه خلل نفسي نتيجة عدم الاستقرار الأمني للبلاد.
وأشار أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إلى أن المتحرش ليس رجلًا فقط وإنما هناك نوع من الفتيات "المتحرشات" اللواتي يخاطبن الغريزة عن طريق نظراتها أو ملابسها.
التبرج عامل مساعد على التحرش
وأوضح الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز، أن المتحرش الجنسي منحرف سلوكيًا، مشيرًا إلى إنه بحاجة إلى تقويم للسلوك من خلال وضعة بمؤسسات الأحداث.
وأضاف فخري أن عمليات التحرش تكثر بأماكن الزحام والتجمعات مثل دور السينما والمسارح، حيث الفوضي والتصاق الأشخاص بعضهم ببعض، مؤكدًا أن الأعياد تعد الموسم الرسمي "للتحرش"، لافتًا إلى أنها أرض خصبة للوقوع بالضحية.
وأشار أستاذ علم النفس وتعديل السلوك، إلى أن المراهقين يجدوا فى التحرش نوع من التفاخر فيما بينهم بفحولتهم الذكورية، مضيفًا أن الشباب فى سن المراهقة يلجأوا إلى محاكاة الأفلام والمسلسلات على أرض الواقع.
وشدد على أن التبرج عامل مساعد على التحرش، نظرًا لاختلاف طبيعة البيئة المحيطة والثقافات المتعددة التى ربما تختلف بين ثقافة المتحرش وملابس الضحية.
الشباب مظلوم
واستنكر الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد سابقًا، وأحد علماء الأزهر لـ"العربية نيوز"، وجود ظاهرة التحرش في المجتمع المصري المعروف بتدينه، مؤكدًا أن المادة الإعلامية التي تقدم تعد وسيلة هدم للأخلاق.
وأضاف عبدالعظيم، أن غياب الوازع الديني عامل رئيسي فى وجود الانحراف السلوكي والأخلاقي، مؤكدًا أن الأخلاق هي الضمير الذي يُحكم الإنسان فى أفعاله وأقواله، مشيرًا إلى أن تلك الظاهرة انتشرت فى غياب دور الوزارات المعينة بتوجيه أفكار الشباب مثل وزارة الثقافة، فضلًا عن غياب دور الأسرة فى الاهتمام بأبنائهم، لافتًا إلى أن "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته".
ولفت وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد سابقًا، إلى أن بعض الفتيات تلهب دور رئيسي في وجود ظاهرة التحرش، من خلال مظهرها ولبسها، قائلًا: "الشباب مظلوم".