رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يثير جدلاً حول مبررات غزو العراق.. وخبراء يؤكدون إجرام لندن في حق بغداد.. وتصريحات "بلير" تمثيلية سيئة الإخراج
آلاف المجازر ارتكبت بأيدي قوات احتلال بريطانيا بالعراق لم تُنس، واغتيالات أشهرها لن ينساها التاريخ إعدام "صدام حسين"، بجانب العديد من الأعمال التدميرية التي قامت بها طيلة السنوات الماضية بأراضي العراق المحتلة.
وبعد مرور أكثر من 10 أعوام، أعلن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، في تصريحات صحفية، بعد نشر تقرير لجنة التحقيق البريطانية، أنه ما زال واثقًا من أن العالم بلا صدام حسين أصبح ولا يزال مكانًا أفضل.
وأصر على أن نظام صدام كان يتصرف بصورة غير قابلة للتنبؤ، إذ كانت تصرفاته تهدد بعواقب كارثية، ليترك وراء حديثة العديد من التساؤلات، وما خلف تلك الاعترافات التى قيلت فى ذاك التوقيت؟
إجرام بريطانيا
الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية لـ "العربية نيوز" أكد أن "اعتراف توني بلير مسئوليته عن غزو العراق، يؤكد أن بريطانيا دخلت الحرب بأوامر من أمريكا، حيث استغلتها لخبرتها في التعامل مع العرب"، مؤكدًا أنها أجرمت بحق الشعوب العربية وخصوصًا العراق.
وأضاف "زهران"، أنه لابد من تقديم كل من شارك في حرب العراق للمحكمة الجنائية، منوهًا بأن إعلان بلير في هذا التوقيت هدفه توصيل رسالة مغزاها، أن بريطانيا تريد التأكيد على أنها سيد المنطقة وليس من حق أحد الاعتراض، وأيضًا رسالة تخويفية لكل الذين يريدون الخروج عن العصمة الأمريكية.
وتابع: "اعتراف توني بلير غير مجدٍ لأن القوانين الغربية، تقول إن الاعتراف بعد مدة طويلة تعفية المسئولية مطالبًا بضرورة تقديمهم لمحاكمات جنائية دولية لانهم قاموا بإحداث آلاف المجازر في العراق".
صنيعة الإرهاب
أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ "العربية نيوز"، أن "تقديرات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، الخاطئة جراء غزو العراق، هي من صنعت الإرهاب في العالم كله"، موضحًا أن احتلال الشعوب وتخريبها لن يكون له نهاية سعيدة.
وأضاف "نافعة"، أن المسئولية الجنائية في غزو العراق، موزعة على أمريكا وبريطانيا، وأيضًا السياسيين العراقيين الذين صرحوا بأن "صدام" يمتلك أسلحة نووية لغزو العراق، ملفتًا إلى أن التقرير وتصريحات بلير، اليوم، في ملعب الحكومة العراقية، وعليها أن تستغله بشكل إيجابي أو أن يمر بدون فائدة.
تمثيلية سيئة الإخراج
أوضح
الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ "العربية
نبوز"، أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، تونى بلير، لن تعيد الماضي
ولن تصلح ما تم تخريبه بالعراق، مشيرًا إلى أن تلك التصريحات تمثيلية سيئة الإخراج.
وأضاف
الخبير السياسي، أنه يجب على الحكومة العراقية، المطالبة بمحاسبة المتورطين في
الغزو، وأن تستغل التقرير الذى أصدرته لجنة التحقيق اليوم لصالحها، موضحًا أن بلير
يتحمل المسؤلية الجنائية والقانونية، خاصة أن التقرير أثبت أن الأسس القانونيه
لتدخل بريطانيا في العراق غير مرضية.
وتابع،
إن لم تكن هناك جدوى من المحاكمه الجنائية، يجب على الحكومه البريطانية أن تطالب
بالتعويض، لإعادة الدولة والنظام العام على الأقل، لأن العراق الآن أصبح بلا دولة،
مضيفًا: "على العالم المطالبة بمحاكمة المتورطين، إذا كانوا يريدون تحقيق
السلام العالمي".