محطات في حياة "عم جاهين".. صاحب الرباعيات وراسم البهجة
"الشوارع حواديت، حواديت الحب فيها.. وحوادايت عفاريت، اسمعى يا حلوة لما أضحك، الشارع ده كنا ساكنين فيه زمان، كل يوم يضيق زيادة عن ما كان، أصبح الآن بعد ما كبرنا عليه، زى بطن الأم مالناش فيه مكان، الشارع ده رحنا فيه المدرسة، اللى باقى منه باقى، واللى مش باقى اتنسى، كنسوه الكناسين بالمكنسة، يجى دور لحظة أسى، أنا برضه كمان نسيت، الشارع ده أوّله بساتين، وآخره حيطة سد، ليا فيه قصة غرام، ما حكتش عنها لأى حد، من طرف واحد.. وكنت سعيد أوى، بس حراس الشوارع حطوا للحدوتة حد، الشارع ده شفتك إنتى ماشية فيه، لابسة جيب.. وبلوزة وردى، وعاملة ديل حصان وجيه، اتجاهك فى اتجاهى.. مشينا ليه، والشارع دا زحام وتيه، بس لازم نستميت، والشوارع حواديت، حواديت الحب فيها، وحواديت عفاريت، واضحكى يا حلوة لما أسمّعك".
كيف يمكننا الحديث عن العيد، وبهجته، دون الحديث عن أحد صناع البهجة في التاريخ المصري الحديث، وواحد من رموز الفن، والأدب، والفكر الحديث المعاصر، الذي ورغم تقلب حياته بين سعادة وشقاء، يبقى أحد أكثر الفنانين، أو الأدباء الذين صنعوا الضحكة من كلماتهم، "بين موت وموت.. بين النيران والنيران. ع الحبل ماشيين الشجاع والجبان. عجبي عَلادي حياة.. ويا للعجب. إزاي أَنا - يا تخين - بقيت بهلوان. عجبي إنه محمد صلاح الدين بن بهجت بن أحمد حلمي جاهين
أنا كنت شيء وصبحت شيء ثم شــيء. شوف ربنا.. قادر على كل شـــــــيء. هز الشجر شواشيه ووشوشني قال: لابد ما يموت شيء عشان يحيا شيء. عجبي
عم جاهين ولد في القاهرة، وفيها توفي، ولكن تقاذفته الأهواء فزار عددًا من البلاد الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وموسكو، تعلم القراءة والكتابة في بيت أبيه، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وكان لانشغاله بالفن والتصوير والشعر أثر في تأخره الدراسي. حصل على عدد من الدورات في الفنون الجميلة بالقاهرة وخلال جولاته في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
أنا شاب لكن عمري ألف عام. وحيد لكن بين ضلوعي زحام. خايف ولكن خوفي مني أنا. أخرس ولكن قلبي مليان كلام. وعجبي.
عمل صحفيًا منذ عام 1952، وعين رسامًا للكاريكاتير بمؤسسة روز اليوسف عام 1955، وكان أحد مؤسسي مجلة "صباح الخير"، ثم انضمّ إلى صحيفة الأهرام عام 1964، وتركها ليرأس تحرير مجلة "صباح الخير" عام 1966، وفي عام 1968 عاد إلى "الأهرام"، وعُيّن مسؤولًا عن ثقافة الطفل بوزارة الثقافة عام 1962، إضافة إلى ممارسته للإنتاج الفني؛ حيث أنتج عددًا من الأفلام للتلفزيون المصري، كما كتب الأغنية والسيناريو والحوار، ومارس التمثيل السينمائي، وكان عضوًا مؤسسًا لجمعية الفنانين التشكيليين، ومجلة الكاريكاتير.
"أنا قلبي كان شخشيخة أصبح جرسا.. جلجلت بيه صحيو الخدم والحرس.. أنا المهرج.. قومتوا ليه... خوفتوا ليه.. لا أنا في إيدي سيف ولا تحت مني فرس.. وعجبي.
يعدّ الصوت المثقف والأقوى شعريًا وفنيًا لحكم ثورة يوليو وما تمثله من مبادئ، فقد حمل هذه المبادئ كما قيل شعرًا، وحملها عبدالحليم حافظ صوتًا وغناء، وكان من أبرز أصوات الشعر العامي والزجل بعد بيرم التونسي.
كانت له معاركه الأدبية والفنية مع المخالفين له في العديد من مجالات الإصلاح الاجتماعي والسياسي، فقد أثارت أغانيه ورسومه الكثير من الجدل الثقافي العام في مصر والأقطار العربية.
"يا أهلا بالمعارك.. بنارها نستبارك.. يا بخت مين يشارك ونرجع منصورين.. ملايين الشعب.. تدق الكعب.. تقول كلنا جاهزين".
له عدد من المجموعات الشعرية بالعامية المصرية منها قصاقيص ورق، أوراق سبتمبرية، رباعيات "صلاح جاهين"، كلمة سلام، موال عشان القنال - القمر والطين، وقد جمعت هذه الأعمال في مجموعتين: "أشعار العامية المصرية - أشعار صلاح جاهين" - الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1992، و"الأعمال الكاملة"، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة 1995، ونشرت له جريدتا الأهرام، وصباح الخير، وغيرهما من الجرائد المصرية والعربية العديد من القصائد.
"في يوم صحيت شاعر براحة وصفا. الهم زال والحزن راح واختفي. خدني العجب وسألت روحي سؤال. أنا مت؟ ولا وصلت للفلسفة. عجبي".
له العديد من المؤلفات في مجالات المسرح، والأوبريت وأدب الرحلات: "الليلة الكبيرة" 1960، "صياغة مصرية لمسرحيتي إنسان ستشوان الطيب" 1967، "دائرة الطباشير القوقازية" 1969 لبرخت، "قاهر الأباليس"، "زهرة من موسكو"، وهي من أدب الرحلات، إضافة إلى العديد من المقالات والمنوعات والأغاني.
كما كتب أغانى شهيرة كثيرة مثل: بأن عليا حبه لنجاة الصغيرة فى فيلم (غريبة) عام 1957
وأنا هنا يابن الحلال لصباح فى فيلم (العتبة الخضرا) عام 1959
الفيلسوف قاعد بيفكر سيبوه.. لا تعملوه سلطان ولا تصلبوه.. متعرفوش أن الفلاسفة ياهوه.. اللي يقولوه يرجعوا يكدبوه.. وعجبي".