هل نحن على الطريق؟
أصدقكم القول ونحن وسط احتفالات مرور ثلاثة أعوام على ثورة الثلاثين من يونيو، بأن أهداف الثورة مازالت شعارًا يرفع بلا تحقيق، فمازالت الحناجر تصدح بشعاراتها حتى الآن بلا جدوى، ولم يتحقق من أهداف الثورة غير الشعار الرابع الذي ضم إليها بعد ثلاثية أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير وهو الاستقلال الوطني، وهو الهدف الأسهل من وجهة نظري، ونتيجة لأن الرئيس الذي اخترناه ينتمي لمؤسسة تجعل من الوطن هدفًا وغاية، ترفض التبعية وتعلي قيمة الاستقلال رغم كل الصعاب، أما ثلاثية العيش والحرية والعدالة الاجتماعية فهي أحلام مؤجلة إلى حين، رغم أننا على الدرب سائرون، وهو تأخير لا يتحمله النظام الحالي بقدر ما يرجع لصعوبة تحقيق تلك الأهداف في وقت قصير، فحتى الزرع يحتاج لوقت لينمو فتطرح أوراقه ثمارها، فلم تعد ثورة الحالمين بنيل أهدافها والذين هدرت بهم الميادين طوال أمواج الثورة المتتالية بذهب يهبط على رؤوسهم بغير كد وتعب، وتغيير يحدث بغير نية حقيقية لكل فرد أن يتغير هو أولا.
قامت الثورة ولم تهدأ بعد حتى تحقيق أهدافها - هكذا نأمل، والثورة قادرة على تعديل مساراتها دائمًا والعودة للطريق من جديد، فما ظنه البعض إجهاضًا للثورة بوصول جماعة دينية فاشية للحكم، كان بعثًا جديدًا للثورة أن تعود تزكي النفوس وتعيد الحماس لأهدافها التي لا يختلف عليها وطني أو محب لبلاده ولأهله، تبقى الشعارات إذا كما الثورة متقدة في النفوس تحتاج إلى أن تتحول لخطط ليبدأ التنفيذ، إدارة تحسن التخطيط ولديها ملكة التنفيذ، تؤمن بالحرية التي لا يقيدها شيء غير وعي الفرد بحدود حريته، وتجعل كرامة المواطن بديلاً عن الهون والضعف الذي ساد البلاد فأسقط مع الصرخة الأولى أنظمته، عيش بلا مرارة وحرية مسئولة وكرامة بلا مهانة.