ذوو الإعاقة.. وقلب الرئيس
شعارات رنانة.. هتافات حنجورية.. قد نظن أن مرددها نيلسون مانديلا، ولكن المفاجأة تكون في التنفيذ أو العمل بها حتى من مطلقها، ولا تكون إلا صفرًا على اليسار.
لا تتعجبوا كثيرًا لأن هذا وضع كثيرين ممن يعلنون تبنيهم لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، هناك جمعيات ومؤسسات خاصة وحكومية وغير ذلك من أشخاص يتابعون القضية عن قصد لرعاية مصالحهم والتخفي وراء الشعارات الرنانة التي حين نراها، نشعر كأننا نتواجد في عالم آخر.
ما يحدث على أرض الواقع يكون عكس ذلك تماما، هناك تلاعب بمشاعر واحتياجات ذوي الإعاقة، واللعب على الجانب الإنساني، لتحقيق أكبر مكاسب حقيقية من وراء ذوي الإعاقة البالغ عددهم أكثر من 13 مليون مواطن لهم حقوق وعليهم واجبات.
بعد انتهاء خارطة الطريق من استفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية، وانتخاب البرلمان.
أين ذوي الإعاقة من حسبات الحكومة؟ هل نحن نوضع في الحسبان أم نحن فئة ليس لها حول ولا قوة؟ مجرد فئة يستعان بها فقط لإظهار أن الدولة تحترم أبناءها، ولكن ما خفي كان أعظم.
أين وعود مؤسسة الرئاسة بأن يكون ذوو الإعاقة شركاء في الحياة العامة؟ نرجو دمجنا كما أشار سيادة الرئيس في مداخلته مع أسامة كمال.
أين توفيق أوضاع المجلس القومي لشئون الإعاقة؟ وهو المجلس الذي ليس له قيمة حقيقية تفيد وتضيف لذوي الإعاقة.
حتى قانون 5% لا يتم تطبيقه بشكل سليم، رغم احتياج ذوي الإعاقة له، كما أنه يوجد تلاعب فيه، هذا بالإضافة إلى أن العديد من الشركات الخاصة والحكومية لا تستوفي النسبة القانونية في العمل، كما أنهم لا يكلفون الأشخاص ذوي الاعاقة بعمل واضح، أيضًا يعطونهم مقابل ماديًا ضئيلاً.
هل تعلم سيادة الرئيس أن ذوي الإعاقة يعانون من التهميش الواضح والصريح في كل شيء بكافة مناحي الحياة؟ ولا يستعين بنا صانعو القرار إلا أن احتاجوا لنا كديكور لتجميل الصورة.
ولنرى ما حدث في السبعينيات في اليابان عندما خرجت سيدة كفيفة من منزلها لتستقل القطار، ولأن محطات القطارات وقتها لم تكن مجهزة للمكفوفين سقطت المرأة تحت القضبان، والشعب الياباني أعلن الحداد العام عليها، وطالبوا أولاً بإقالة الحكومة ثم وضع خطة متكاملة وشاملة على مستوى اليابان لخدمة ذوي الإعاقة، وليس للمكفوفين فقط.
اليوم في اليابان يخرج ذوو الإعاقة ويستقلون المترو أو القطار بدون أدنى مساعدة من أي شخص، وما يحدث في بلادنا عكس ذلك تمامًا.
يجب التخلص من الشعارات الرنانة والهتافات التي ليس لها قيمة في حياتنا، نحتاج إلى المسئول الذي يحترم ذوي الإعاقة، ويضعهم في الحسبان وليس المسئول الذي ينظر لذوي الإعاقة كأنهم كائنات ليس لها قيمة.
كثيرًا طالبنا سيادة الرئيس بأن يكون هناك مستشار لك منا، يشعر بنا وبأحلامنا وطموحاتنا ويعي مشاكلنا ويسهر على حلها.