"العيد فرحة" بنكهة "المقابر".. زيارة الموتى بالمناسبات الأكثر جدلًا.. الإفتاء: تجوز بشروط.. و"سلفي": المصريون ابتدعوا دينًا جديدًا.. و"خبير نفسي": تترجم إلى طمأنينة
"رحمة على الأموات".. يوزع المصريون المخبوزات وأنواع مختلفة من الكعك والبسكوت، على أصوات المقرئين في ساحات المقابر بأنحاء الجمهورية، وذلك في أول أيام عيد الفطر المبارك، وهي عادة تفرد بها أحفاد الفراعنة عن غيرهم، وهو الأمر الذي أثار جدلًا بين رجال الدين والفقهاء، حيث أجاز بعضهم ذلك، ومنع آخرون.
لا حرج فيها
من جهته، قال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن "زيارة الأموات مشروعة ومستحبة في الإسلام، فهي سنة في كل أوقات العام، وهذا نسبة إلى قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة".
وأضاف "عاشور"، أن زيارة القبور يوم العيد فحسب لا حرج فيها، ولكن لو تحول الأمر إلى بكاء وحزن فالزيارة هنا مكروهة، ويمكن أن تذهب إلى الحرمة، لافتًا إلى أن الأفضل أن نستمتع بيوم العيد ويمكن أن نذهب إلى المقابر في يوم آخر.
من جانبها، أباحت دار الإفتاء المصرية زيارة القبور، ولكن بشروط لا تعكر صفو فرحة العيد عن الزائرين وفعل كل ما نهى الله والنبي صلى الله عليه وسلم عنه.
المصريون ابتدعوا دينًا جديدًا
بينما أكد الشيخ محمود لطفي عامر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، لـ"العربية نيوز"، أن مداومة زيارة المصريين للقبور أول أيام العيد "بدعة مستحدثة"، مشيرًا إلى أن هذه العادة المتوارثة من شؤم المعاصي، وتعد دينًا جديدًا.
وأشار رئيس الجمعية، إلى أن عيد الفطر مكافأة من الله عز وجل للمسلمين جزاء صيامهم، نافيًا وجود نص ثابت يحرم أو يبيح زيارة القبور بالمناسبات، مؤكدًا تنافيها مع مقصود الدين وهو إدخال البهجة والسرور في نفوس المسلمين، موضحًا أن زيارة المقابر تحول الأفراح إلى تجديد للأحزان.
وتساءل الداعية السلفي: "هل أُمرنا أن نشارك الأموات في الأعياد؟"، مشيرًا إلى أن المتوفى بين يدي الله ينبغي أن ندعو ونتصدق له، لافتًا إلى أن مسئولية الأزهر الشريف أن يتصدى لهذه "البدع".
زيارة المقابر تترجم إلى طمأنينة وأمان نفسي
وأوضح الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز"، أن "المصريين اعتادوا على زيارة المقابر بالأعياد لاعتقادهم بأن أرواح الموتى تشاركهم فرحتهم، كما اعتقد قدماء المصريين"، مشيرًا إلى أن زيارة القبور في المناسبات تعكس نوعًا من المشاعر الوجدانية المتضاربة.
وأضاف "الشرقاوي"، أن بعض المشاعر تترجم لدى البعض على أنها نوع من الطمأنينة والأمان النفسي، خاصة أن كان المتوفى من المقربين إلى قلب الزائر، لافتًا إلى أن هناك نوعًا آخر يشعر بالكآبة عند زيارته للمقابر نظرًا لوجوده وسط مجموعة من الموتى الذين فارقوا الحياة، خاصة إن لم تكن هناك صلة قوية تربطة بالمتوفى.
وأشار إلى أن السيدات أكثر حرصًا على زيارة موتاهن أول يوم العيد، موضحًا أن النساء إحساسها بالوفاء والإخلاص أكثر من الرجال.