هل تجوز صلاة العيد للنساء بجوار الرجال؟.. الإفتاء: ينبغي الفصل بينهم.. وأزهريون: للضرورة فقط والفصل أولى.. ولا حرج إذا كان من المحارم
صلاة العيدين، تمثل بهجة وسرور لدى كافة المسلمين صلاة مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله "قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما، يوم النحر، ويوم الفطر"، وهى سنة مؤكدة يؤديها الجميع من "نساء وأطفال ورجال" لشكر لله تعالى وابتغاء رضوانه.
في العام الماضي، انتشرت العديد من الصور التى أثارت غضب الكثيرين، لاختلاط الرجال بالنساء في صفوف الصلاة، بجوار وخلف بعضهم، الأمر الذي يختلف الكثير من علماء الشرع على حكمه ومشروعيته وأحدثت جدلًا كبيرًا في الكثير من الأقوال.
ويبقى السؤال هل تبطل الصلاة للنساء إذا اصطفت بمحازاة الرجال؟ حائرًا بين علماء الدين.
ينبغي الفصل في البداية قالت دار الإفتاء المصرية في بيان لها، إن يوم الفطر من أعياد الإسلام العظيمة؛ فإنه يأتي بعد شعيرة الصوم في شهر رمضان المبارك، فإذا أتم الصائمون عبادتهم اجتمعوا في العيد يشكرون الله تعالى ويكبرونه على ما هداهم ووفقهم؛ كما قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]، وهو يوم الجائزة؛ يفرح فيه الصائمون بقبول الله لطاعتهم، ويبكرون لصلاة العيد، بعد أن أدَّوْا زكاة فطرهم، ونالوا ثواب صيامهم، وحازوا من الله تعالى الرحمة والمغفرة والعتق من النيران في شهر رمضان.
وأضافت "دار الإفتاء"، أنه ينبغي الفصل بين الرجال والنساء في صلاة العيد، وكذلك في سائر الصلوات؛ درءًا للفتنة، وهذا ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما وقوف النساء بجانب الرجال فإنه يجعل صلاتهم مكروهة بل تبطل صلاة الرجل إذا صلى بجانب المرأة عند الحنفية، ولذا سار العمل على أن صلاة الرجال في تكون أماكن مخصصة لهم وصلاة النساء في أماكن أخرى خصصت لهنَّ، أو على أَنْ يكون بينهما فاصل أو حاجز.
الصفوف الأخيرة أفضلوأكد الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى في الأزهر، أن من السنة أن تشهد المرأة صلاة العيد، فهي من الأمور المحببة وليس المكروهة، موضحًا أنه حتى ولو كان لديها أي عذر يمنعها عن تأدية الصلاة فلا تصلى ولكنها تشهد الصلاة فقط.
وأضاف "النجار" في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن من الأسس الصحيحة للصلاة أن يحرصن على الصلاة في الخلاء، وأن يقمن الصلاة في الصفوف الأخيرة والأفضل تقدم الصفوف الأولى الرجال والشباب.
وأوضح عضو لجنة فتوى الأزهر، أنه غير محبب أن تصلى النساء بمحازاة الرجال، ولكنه لا يبطل الصلاة، لافتًا إلى أنه لا مانع من صلاة الرجل بجانب المرأة طالما كان من ذي المحارم، مؤكدًا أن صفوف مؤخرة النساء أولى من أولها وذلك تجنبًا للفتنة وسد الثغرات عن الشيطان.
يجوز صلاة النساء إلى جانب الرجال في العيدوأوضح الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد سابقًا، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن صلاة العيد شرعت للفرحة وللابتهاج وتوزيع جائزة المولى عز وجل على عبادة فى صبيحة هذا اليوم المبارك.
وأضاف "عبد العظيم" أن خروج المرأة لصلاة العيد "سنة"، ولا مانع من خروجها طالما التزمت الملابس الشرعية والاحتشام، مؤكدًا أنه لابد أن يراعى ترتيب الصفوف للرجال أولًا ثم الشباب ثم النساء.
وأشار وكيل وزارة الأوقاف السابق، إلى أنه لا حرج فى اصطفاف النساء بجانب الرجال فى الصلاة إذا كان الأمر اضطراريًا، لافتًا إلى أنه لابد أن يكونوا فقط من ذوى المحارم، مؤكدًا أن هذا اليوم عظيم والجميع يخرج فيه ليبتغي فضل الله سبحانه وتعالى.
