إسرائيل تتوغل في دول حوض النيل.. نتنياهو في زيارة لإفريقيا بعد 22 عامًا.. خبراء: الهدف إضرار الأمن القومي المصري.. و"المياه" عنوان المعركة القادمة
اتجه بنيامين نتنياهو، في جولة رسمية هى الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي، منذ 22 عامًا، للقارة السمراء إفريقيا، حيث كانت آخر زيارة لـ"إسحاق رابين"، بالدار البيضاء في المغرب عام 1994، وبدأت جولة نتنياهو في دول حوض النيل، من أوغندا وكينيا وإثيوبيا وتنتهى برواندا، بهدف توثيق العلاقات التجارية، وإيجاد حلفاء تجاريين إضافيين وهو ما دفع تل أبيب لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع إفريقيا بمنح 50 مليون شيكل للقارة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
"العربية نيوز" يستطلع اراء الخبراء حول تأثير هذه الزيارة على مصر، وهل تهدد الأمن القومى المصرى، وهل تؤثر هذه الزيارة على حق مصر فى قضية المياة مع إثيوبيا، وما هو الدور الذى يجب أن تفعله مصر لتجنب الأضرار السلبية من توغل إسرائيل فى القارة الإفريقية.
توغل تل أبيب في "حوض النيل" يهدد مصر
فى البداية، قال الدكتور أيمن شبانة، المتخصص في الشؤون العربية والإفريقية، في تصريحات لـ"العربية نيوز" إن زيارة نتنياهو إلى دول حوض النيل تأتي في إطار تحقيق 3 أهداف، أولًا تدعيم العلاقات الاقتصادية ما بين الكيان الصهيوني ودول منابع النيل، والتأثير في مواقف دول حوض النيل فيما يخص قضية سد النهضة.
وأكد خبير الشئون العربية والإفريقية، أن هذا التأثير ليس في صالح مصر؛ وهذا مما يجبر مصر بالتوقيع على توصية مد تل أبيب بمياه النيل، وأخيرا الحصول على عضو ومقعد مراقبة في الاتحاد الإفريقي ليكونوا على مقربة من الأحداث، موضحًا أن هذا لا يعني أن الدول الإفريقية ليس لها إرادة وإنما تسعى إلى مصالحها بالمقام الأول.
وأضاف شبانة، أن دائرة دول حوض النيل ترتبط بمصالح الكيان الصهيوني وأهمها، ضرب الأمن المائي والغذائي العربي وتطويق الدول العربية الموجودة بالشمال الإفريقي، كما أن دول حوض النيل من أهم الدول لدى الكهيان الصهيوني لأنها تضم مصر والسودان، وذلك للتأثير على أمنهم، ودول مثل أثيوبيا وروندا.
وأشار إلى أن نتنياهو في زيارة له لإفريقيا منذ 29عاما وجاء مصطحبًا معه رجال أعمال؛ لإنشاء عدد من المراكز المعلوماتية الهدف منها استثمار والمتاجرة مع الدول الإفريقية، موضحا بإن هذا لا يهدد العلاقات مابين مصر وإفريقيا، بل على مصر السعي لتوطيد العلاقات الدبلوماسية بينها وبين دول القارة السمراء.
العالم العربي لا ينظر للمستقبل
الدكتور محمد أبوغدير، أستاذ الإسرائيليات جامعة الأزهر، فى تصريحات الخاصة لـ"العربية نيوز"، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، تهدف إلى تحسين وتطوير العلاقات الإسرائيلية مع الدول الإفريقية.
وقال أبوغدير، إنه لامانع من خلق تعاون مشترك وعلاقات تجارية بين دولة إسرئيل ودول إفريقية، مشيرًا إلى أنه من الضرورى تطوير الفكر اتجاه دولة إسرئيل، معللا أن هذه الدول فقيرة ولابد من التعاون للارتقاء قائلًا "العالم العربي لا ينظر للمستقبل بل ينظر أمامه فقط".
وأكد أستاذ الإسرائيليات، أن زيارة نتنياهو تساعد على زيادة التدخل الاسرائيلى بالمنطقة الإفريقية، موضحا أن دول حوض النيل، والرئيس مبارك، رفضوا مرور مياه النيل داخل إسرئيل مقابل دفع رسوم، لافتا إلى أن زيارة نتنياهو لإثيوبيا لن تؤثر على حصة مصر من مياه النيل.
الكيان الصهيوني يستهدف السيطرة على إفريقيا
الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية لـ"العربية النيوز" إن الكيان الصهوني حصل على تفويض من الأمم المتحده لبدء الاستصلاح في الأراضي الإفريقية، وتطلعت تل أبيب على إحداث تنمية في المنطقة؛ وذلك ليس من أجل سواد عيون الشعب الإفريقي، وإنما لوضع العراقيل أمام مصر، باعتبار مصر عاصمة إفريقيا كما تراها بعض الدول الإفريقية، وتوغل الكيان الصهيوني ليس له معنى غير السيطرة التامة على المنطقة.
وأضاف اللاوندي، أن ما يريده الكيان الصهيوني ما هو إلا إحداث وقيعة بين مصر وبقية الدول الإفريقية، وإشعال حرب بين الدول، فرد مصر على هذا التغلغل يكون عن طريق توطيد العلاقات السياسية، والدبلوماسية والمفاوضات.
وأوضح خبير العلاقات الدولية، بإن المعركة القادمة هى معركة مياه، وبلا شك التداخل الصهيوني مع إثيوبيا، يهدد حصة مصر من مياه نهر النيل.
وأشار سعيد اللاوندي، إلى أن ما تقوم به تل أبيب بخصوص مياه النيل هو ردا على مصر حينما رفضت إعطائهم حصة من مياه ترعة السلام الكائنة في سيناء.