"العربية نيوز" يرصد آراء السياسيين حول انتخابات الإخوان الداخلية.. "أبو السعد": صراع على المنصب لمحاكمة الوجوه القديمة.. "الزعفران": عودة الجماعة مستحيلة والشعب لن يقبلها.. و"الكتاتني": تمهد للمصالحة
فى الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، لم تنجح جماعة الإخوان فى ترتيب أوضاعها الداخلية، بل أصبحت الأزمات الداخلية فى صفوف الجماعة تزداد بصوره كبيرة، خاصة في الفترة الأخيرة عندما اشتعل الصراع بين جبهتى محمود عزت ومحمد كمال، حيث قامت لجنة الشباب بإخوان الإسكندرية بإجراء انتخابات لتشكيل مكاتب وهيئات جديدة، الفكرة التى تريد جبهة كمال تعميمها على كافة قطاعات الجمهورية، لانتخاب مرشد عام جديد، يدير أزمة الجماعة الداخلية، سواء بالسير فى طريق المصالحة مع الدولة والعودة مرة أخرى بطريق شرعى للمشاركة فى الحياة السياسية، أو انتهاج العنف والتخلى عن السلمية لعودة الجماعة للحكم مرة أخرى.
عودة الإخوان مستحيلة والشعب لن يقبل ذلك
فى البداية، قال خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن عودة الإخوان مرة أخرى للحياة السياسية، أصبحت شبه مستحيلة، فالشعب لن يقبل بعودة جماعة ذات أجندات تمول من الخارج، تريد أخونة الدولة مرة أخرى، بخلاف انتهاجهم للعنف.
وأضاف الزعفراني، أن هناك أزمة داخل الجماعة وتعاني من تخبط شديد، وهو ما عاود للظهور في انتخاباتها الداخلية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الجماعة تريد توجيه رسالة دعائية، بأنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وتابع القيادى المنشق: "إذا أرادت الجماعة العودة مرة أخرى، والانصياع للمصالحة، يجب أن تفصل الدين عن السياسة، وأن تفكر في إنشاء حزب سياسي ولا تنغلق على نفسها، وتلتزم بما تفرضه عليه الدولة كبقية الأحزاب، ولكنها لن تعود لأنها لا تلتزم".
انتخابات "الإخوان" الداخلية لن تعود بها مرة أخرى
وأوضح طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، لـ"العربية نيوز"، أن إجراء الجماعة لانتخابات الشعب في المحافظات، لا يمكن أن يسفر عن عودتها مرة أخرى، وإنما يمثل حلقة من حلقات الصراع الداخلي بين جبهتيها المتصارعتين على إدارة الأزمة بقيادة محمد كمال من جهة، ومحمود عزت المرشد العام من جهة أخرى.
وأشار "أبو السعد" إلى أن محمد كمال أسس جبهة للإطاحة بمحمود عزت وللانفراد بمنصب المرشد العام، لذا قامت بإجراء انتخابات داخلية، أسفرت عن ميل قطاع الإسكندرية من أصل سبع قطاعات لصالح جبهة محمد كمال، والبقية صبت في صالح المرشد العام.
وأضاف الخبير في شئون الإسلام السياسي، أن المرشد العام سينتصر في هذا الصراع القائم داخل صفوف الجماعة، لأنه يتحكم في مصادر تمويل الجماعة، بالإضافة لثقة القدامى من كبار الجماعة فيه، كما أن القيادة التاريخية لها تأثير نفسي على الشباب قائم على مبدأ الطاعة والولاء للقيادة.
وأكد، أن الجبهتين المتصارعتين يرفضان فكرة انقسام الجماعة، بل كل منهما يخطط للاستحواذ على الجماعة بشكل كامل، مشيرًا إلى أن من يروج لفكرة الصراع بين العنف والسلمية يكذب على المجتمع، الصراع القائم هو محاولة للبحث عن وجه جديد لإدارة العنف من داخل الجماعة.
الإخوان تسعى لترتيب أمورها تمهيدًا للمصالحة
وأكد إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن إجراء الجماعة لانتخابات داخلية، جاء كمحاولة منها للم شمل صفوفها، وأن ذلك سيأخذ منهم وقت أكبر؛ لأن منهج القيادة الجديدة.
وأوضح الكتاتني: "أن الجماعة تسعى لترتيب أمورها تمهيدًا لإتمام المصالحة، استجابة للضغط السعودي على الطرفين الدولة والإخوان".
وأكد القيادى المنشق، أن هناك مؤشرات كبيرة لعقد المصالحة بين الدوله والإخوان، برعاية السعودية، يقودها سعد الجمال، عضو ائتلاف دعم مصر وأسامه الأزهري، مضيفًا إلى أن استقبال الملك سلمان ليوسف القرضاوى، ثم يلتقى بعدها بالغنوشى، دليل كبير على عودة المصالحة مرة أخرى، لأن السعودية تريد أن تقيم مشروع "الحلف السني لمواجهة الحلف الشيعى".