وداعًا الديون القطرية.. الدوحة تتسلم آخر دفعات وديعتها.. الشعب يدفع ثمن أخطاء الإخوان.. "اللاوندي": الخطوة تعكس التزام مصر.. وأستاذ اقتصاد: شيء جيد وسط الأزمات
قام البنك المركزي المصري، بسداد مبلغ مليار دولار لصالح دولة قطر، حيث يعد المبلغ آخر الديون المستحقة على مصر لها.
وكانت الدوحة قد اشترت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، سندات طرحتها مصر ببورصة أيرلندا بقيمة 5.5 مليار دولار على مرحلتين بفائدة تراوحت بين 3 و4.5 في المائة، وتسدد الفائدة كل ستة أشهر.
وبعد قيام ثورة الـ30 من يونيو، وإزاحة الشعب لحكم جماعة الإخوان الإرهابية، طالبت قطر مصر بالوديعة بعد سقوط حلفائها في القاهرة، حيث انتظمت مصر في سداد مبالغ تلك الوديعة والتي انتهت آخر دفعاتها اليوم.
وبعث سداد مصر لهذه الوديعة والتزامها بعدة رسائل للخارج أبرزها: حرص الإدارة المصرية على الوفاء بتعهداتها في الوقت المناسب، إلى جانب التأكيد على أن الاقتصاد المصري لا يزال متماسكًا على الرغم من الأزمات التي تحيط به، كما تؤكد على أن مصر قد تحررت نهائيًا من أي قيود تربطها بقطر.
تعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني
أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن سداد مصر لآخر دفعة من أموال قطر التى أعطتها لمصر في عهد الإخوان، لتمكين الجماعة من الحكم، يدل على أن مصر دولة تلتزم بما عليها، وأن الذى يحكم هو الشعب، مشيرًا إلى أن سداد القرض يزيد الثقة في الاقتصاد المصرى بلا أدنى شك.
وأضاف "اللاوندي" أنه رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة الذي واجهت مصر من ارتفاع سعر الدولار، استطاعت أن تسدد القرض في موعده، لتؤكد أنها قادرة على الوفاء بالتزامتها وأن وضعها الاقتصادي يتحسن.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن سداد مصر للديون يبعث عدة رسائل سياسة، أهمها الانتهاء من حكم الإخوان بشكل كلي، وأن الذى استفاد من الأموال هو الشعب وأن الذى سددها هو الشعب أيضًا، والشعب هو الباقي، مؤكدًا أن قطر كانت تريد أن تكون رأس حربة بأموالها فى استقلال الوطن، والتحرر من أيدى جماعة اغتصبت الوطن وباعته.
وأوضح أن سداد مصر لآخر دفعة فى القرض يؤكد للقاصى والدانى عدم انبطاح مصر أمام أى اقتصاد قوي، حتى وإن كانت ظروف مصر صعبة مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الوضع لن يستمر وسيتغير، مشيرًا إلى أن العمل بنظام الوقود سينتهى قريبًا، وأن السعودية وغيرها من الدول التى يعتمد اقتصادها على مصدر الوقود ستمد يدها للقاصى والدانى، حيث سيصبح مصدر اقتصادها لن يساوى شيئًا.
قطر لا تشكل خطرًا على مصر
وأوضح اللواء أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن سداد مصر لديونها والقروض المستحقة عليها فى التوقيتات المطلوبة، خطوة إيجابية للاقتصاد المصري، ودليل على أنه يتعافى وفي طريقه للنمو والازدهار في عهد الرئيس السيسي.
وأضاف "العوضي" أن العلاقة بين مصر وقطر ليست جيدة، بسبب تدخل الأخيرة في الشأن الداخلي المصري، وتحالفها مع الإخوان ضد مصلحة الوطن.
وأكد عضو مجلس النواب، أن دولة بحجم قطر لا يمكن أن تشكل خطرًا على مصر ولا على الشعب المصري، مؤكدًا ثقل وريادة مصر في المنطقة، قائلًا: "مصر لها ثقلها بتاريخها وحضاراتها ومواقفها من قبل سداد الديون"، مضيفًا: "قطر لن تستطيع الضغط على الشعب المصري ولا الدولة المصرية مرة أخرى".
وأشار أن الظروف الاقتصادية التى مرت بها مصر كانت صعبة، وأنها ستخرج من هذه المحن أقوى وأفضل مما كانت عليه فى السابق.
خطوة جيدة وسط الأزمات
وأكد الدكتور مصطفى كامل، أستاذ الاقتصاد السياسي ورئيس مركز شركاء التنمية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز، أن قيام البنك المركزى بسداد آخر ديون مستحقة لصالح قطر على مصر، ربما يعيد الثقة في الاقتصاد المصري ولكن ليس بدرجة كبيرة.
وأشار "كامل"، إلى أن الدولة تعاني من ركود فى القطاع السياحي، والصناعي، والصادرات والواردات، مؤكدًا أن هناك عجز فى الموازنة العامة بقدر10%.
وأضاف أن عبور خطوة مثل هذه فى ظل كل هذه الأزمات الاقتصادية، سوف يعيد المصداقية في انتعاش الاقتصاد بعد فترة.