عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"كابوس الثانوية العامة" يطارد "شباب النيل".. القلق والخوف والاكتئاب يقتل الطلاب.. طبيب نفسي: "شبح" يجب التخلص منه.. وأستاذ علم اجتماع: يؤدي إلى الانتحار

طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة - أرشيفية

يعاني الكثير من طلاب الثانوية العامة، من حالة من القلق والتوتر، بسبب الضغوط التي تحاصرهم سواء خلال تحصيلهم للمادة العلمية وخوفهم على مستقبلهم، أو من خلال الأجواء المشحونة في منازلهم والتي تدفع أسرهم من منطلق حرصهم على مستقبلهم إلى فرض قيود استثنائية عليهم، تزيد من حالة الرعب التي يعيشونها، كما زادت الظروف غير المستقرة للامتحانات هذا العام وأزمة التسريبات في زيادة تلك الأحمال.

وتتسبب الحالة الصعبة والتي قد تشبه الحرب النفسية في إصابة طلاب الثانوية العامة باكتئاب إلى جانب عزوفهم تحت تلك الضغوط إلى ترك المادة العلمية والتمرد على كل القيود التي تفرض عليهم.

وترصد "العربية نيوز" في سياق التقرير التالي آراء خبراء الصحة النفسية في تلك الأزمة التي تطال عددًا كبيرًا من شباب مصر:

شبح "الثانوية" يجب التخلص منه:-
في البداية يري الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة لـ"العربية نيوز"، أن ضغوط الثانوية العامة خلال هذا العام، ترجع لزيادة تسريب الامتحانات وتأجيل البعض لوقت آخر وتراكم مذاكرة طول العام لامتحان واحد يفصل في مستقبلهم ومصيرهم، فشبح الثانوية العامة نظام يطارد جميع الطلاب وعلى الوزارة التخلص منه.

وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الأهل عليهم الدور الأكبر، للتقليل من حدة الخوف واليأس التي تصطحب أولادهم خلال الامتحانات، لتجنب ظاهرة الانتحار المنتشرة بين الطلاب خلال هذه المرحلة.

وأشار "عبدالمحسن" إلى أن الوزارة عليها وضع خطط جديدة لنظام الثانوية العامة، وأضاف أن امتحانات القدرات لتحديد مستوى الطلاب العقلية والفكرية لتمهيدهم لوظائف تناسب كل طالب وتغطية لاحتياجات سوق العمل الذي لا يوازي منظومة التعليم في الوقت الحالي.

"نظام عقيم" يؤدي إلى الانتحار
ومن جانبه، أكد الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة لـ"العربية نيوز"، أن أسباب الانتحار لا يمكن أن تكون أسبابًا موضوعية أو مقبولة، فهي لحظات ندم لرؤية معكوسة لا تدري ماذا سيحدث بعد، ويأتي نظام الثانوية العامة الحالي الذي يعد من الأنظمة العقيمة والتي تؤدي بشكل كبير إلى زيادة انتشار هذه الظاهرة.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن الأنظمة العقيمة التي تختزل العام الدراسي بالامتحانات فقط كتحديد مصير الطالب على هذه الفتره فقط وغير مدركين أبعاد هذه الأمور، لابد أن يوضع نظام أكثر سلاسة وأقل تعقيدًا للطالب الذي يعتمد على المهارات والأفكار وتنمية الموهبة بداخل كل منهم بعيدًا عن التمركز بكليات وتخصصات محددة لا تفيد سوق العمل بشيء غير بالتراكم وقلة التوظيف.

وأشار "أبوالحسن" إلى أن نشر أخبار الثانوية العامة بالصحف والمجلات وإعلانات التليفزيون، حاملة مصطلحات مثل "هاجس الثانوية.. وناقوس الخطر.. وشبح الامتحانات" وغيرها تؤدي إلى زيادة مخاوف الطلاب واصطحابهم لحالات اكتئاب تستمر لنهايه الامتحانات وحتى ظهور النتيجة.

ضغوط الامتحانات تسبب الاكتئاب
وقال الدكتور سعيد عبدالعظيم، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة لـ"العربية نيوز"، إن امتحانات الثانوية العامة كابوس كل بيت مصري خلال فترة الدراسة، فهو ليس بجديد، ووزارة "التربية والتعليم" لم تعد بها تربية ولا تنتج شيئًا من التعليم، وجميع من يتنمون لهذه الوزارة يحتاجون لثورة مضادة لإبادة هذا النظام الفلسفي غير الممنهج.

وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعه القاهرة، أن تركيز جميع امتحانات الثانوية العامة فى امتحان واحد بنهاية العام، يعمل على كثرة الضغوط النفسية مع زيادة حالات الاكتئاب الشديدة، الذي يمكن أن تؤدى بحياة الكثير إلى الانتحار، لزيادة حدة الإعلانات المشاعة المخيفة التي تدور حول الامتحانات وتحديد مصير الطلاب بالقبول أو الرفض من الكليات، ويخلق شخصيات مهزوزة وضعيفة لن تقدر مع مقاومة الصعوبات.

وأشار "عبدالعظيم" إلى أن الثانوية لدي الطلاب يعد "ميزان عدل" وهذه الميزة الوحيدة بهذا النظام لعدم تواجد به رشاوى أو مصالح شخصية مثل باقي المؤسسات المتواجدة، ولكن المفهوم الخاطئ المشاع أن التعليم "تلقين" يحفظ ويسمع خلال الامتحانات، ولكن التعليم هو من يؤهل إلى سوق العمل، ويلبي احتياجاته.