2 يوليو 2013.. اضطراب في صفوف الثوار.. عزل النائب العام وخطاب الشرعية الأبرز.. والشحن يعود من جديد في نفوس المصريين
حالة من التوجس والخوف، وفقدان الأمل والحيرة، فهل حقا يمكن أن نثور، ونواجه الإخوان؟، هل سيقف الجيش معنا، أو يتنحي مرسي، كيف الوضع اليوم؟، وكيف غدًا؟، لماذا تقل الأعداد؟، هل ننتصر وتنجح الثورة؟
كلها تساءلات طرحت في 2 يوليو عام 2013، في الوقت الذي بدأت فيه الشكوك في التسرب إلي نفوس المواطنين، خصوصًا مع تناقص الأعداد نوعا ما، كطبيعة أي ثورة، تمر بمراحل من الثقة وانعدامها، إلى أن يشاء الله فيفتح أبواب رحمته للحق فينكشف، والباطل أن ينهزم.
عزل النائب العام
أصدرت محكمة النقض حكمًا ببطلان تعيين النائب العام طلعت عبد الله، الذي شغل المنصب بعد عزل مرسي لعبدالمجيد محمود، وظن الإخوان أنه بعد تلك الواقعة ربما يهدأ الشارع الثائر، ويثق في الإخوان مرة أخري، إذا لبيت بعد طلباته.
أحداث بين السرايات
وقعت اشتباكات في محيط جامعة القاهرة، بين أنصار المعزول محمد مرسي، ومواطنين من أهل المنطقة، وبتبادل الضرب، والعراك تصاعدت الأحداث، واستخدمت الأعيرة النارية، إلي أن تدخلت الداخلية بهجمة ليلية علي اعتصام النهضة في محاولة منها لكبح جماح الجماعة الثائرة، بسلاحها علي أهل المنطقة، واستمرت الاحداث إلى صباح اليوم التالي، والتي أدت إلى مقتل 22 شخصًا متفرقي الهوية.
الشرعية ثمنها حياتي
انتظر الشعب المصري خطاب رئيسه آنذاك، كلقاء أخير، فهل شعر مرسي بالشعب الذي يحكمه، واحتقان البلد التي يديرها، فهل يستحق حقًا لفظ الرئيس الذي يراعي شعبه، وأسباب غضبه فيخرج بحلول لآلامه وأوجاعه، أو حتى يتنحى تمامًا عن إدارة شئون البلاد مادام غير كفء لذلك، ولكنه صمم أن يعادي شعبه معلنًا أن الشرعية الدستورية له، والقانون، والانتخابات تحميه، وأن من يدعو إلى فكرة التظاهر يرغب في تشتيت البلد، وتدميرها، بأفكار ممولة، وموجهة، وغير نبيلة، فأوصله تصميمه إلى مزبلة التاريخ، وزيادة الرفض الشعبي، والدعوات إلى مزيد من الحشد.
وكان خطاب المعزول محمد مرسي يتمحور حول أنه فكرة الثورة تعتبر فكرة مرفوضة من الأساس، فشرعيته الدستورية تحفظ وجوده، وأن أي محاولة للخروج عليه تعتبر أمر يرفضه القانون، ويحاكم عليه، فالشرعية تقتضي أن يتم عزله فقط، من خلال الطرق الشرعية أما الميدان فهو جزء من الفوضي، مكررًا كلمة "الشرعية" حتي شعر المواطن أن الخطاب عبارة عن هذه الكلمة مضاف إليها بعد الأشياء التي لا قيمة لها، حينها قرر الشارع أن يستكمل طريقه في السعي نحو عزل الرئيس بشرعيته.