"مقهى الفيشاوي".. أصالة تاريخ حي الحسين.. وشاهد على صفحات الماضي العتيق
فى ظل الأزمة الاقتصادية والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، يظل مقهى "الفيشاوي" بمنطقة الحسين بالقاهرة الأكثر تميزًا لتجمع العديد من الفئات العمريه المختلفة، وجلب السياحة بشهر رمضان وغيره لوجود الكثير من روحانيات الشهر به ولحفاظه على بعض مقتطفات التاريخ، ذلك المكان الذي يتجسد به تاريخ مصر الإسلامية القديمة بكل ما تحمله من طقوس ومعاني، وبتفوقه بحماية التراث الشعبي القديم والأصالة والجلسات المزدحمه التي تقام به، ومن أبرز رواد مضيفه "الفيشاوي" الروائي الكبير "نجيب محفوظ".
رحلات "الفيشاوي"
قبل نحو 250 عامًا، كان هناك رجل يدعى الفيشاوي، الذي بدأ عمله بتقديم القهوة فقط إلى أصدقائه والزائرين لمنطقة الحسين في زقاق حي خان الخليلي في القاهرة مساء كل يوم بعد صلاة العشاء، حتى أصبحت تعرف باسم "قهوة الفيشاوي"، يعتبر هذا المقهى تاريخ غني لكونه يحظى بشعبية كبيرة بين النخبة المصرية، وهناك شارع خان الخليلي الذي يمكن أن يكون مكانا مربكا للغاية بسبب الزحام.
يقع المقهى على شارع ضيق من سوق خان الخليلي في القاهرة، يبدو المقهى مبدعا وملفتا للنظر مع حلول الظلام، إذ تشاهد تلبيسة المشربية الخشبية والجدران المغرة الصفراء، ويتم تقديم مشروبات لذيذة ساخنة في أقداح زرقاء داكنة تأتي في صواني ذهبية كبيرة وتصب في أكواب مزخرفة، في حين تظهر الثريات الضخمة والمرايا مؤطرة في الخشب، ما يمثل روعة بصرية للمصورين والسياح العرب والأجانب.
أول ما يشد انتباه الشخص داخل المقهى، غرفة صغيرة أشبه بمتحف وأثر معماري، اعتاد الجلوس بها الأديب نجيب محفوظ والعندليب عبد الحليم حافظ، تحوي بداخلها مرآة ثلاثية فريدة وساعة حائط كبيرة، يرجع تاريخها إلى العصر التركي، إلى جانب راديو أثري قديم جدا، بالإضافة إلى نجفة ضخمة يرجع تاريخها إلى عام 1800م، تزين هذه الغرفة، ولا يستطيع أحد دخول الغرفة أو الجلوس بها، إلا لمن اعتاد التردد عليها، وتميز عن غيره.. أمثال عمرو موسى والعندليب ومحفوظ.
رواد مقهى الفيشاوي
أحد رواد المقهى الروائي الكبير الراحل "نجيب محفوظ" الحائز على جائزة نوبل، حيث تردد على المقهى الكثير المثقفين والفنانين والأدباء وعباقرة الفن والسينما، أمثال ويوسف إدريس وعبدالحليم حافظ وبيرم التونسي وصلاح جاهين وصلاح عبدالصبور، إضافة إلى أهل الفن والسياسة، مثل سعد زغلول وأم كلثوم وعمرو موسى.
تاريخ المقهي
يعد مقهي الفيشاوي الأكثر شهرة في العالم العربي، ويمثل أسلوبًا اجتماعيًا تقليديًا من الاسترخاء مع الأصدقاء والزملاء، داخل محور مزدحم كثيرًا بالزائرين في منطقة القاهرة الإسلامية والمؤسسات التاريخية، مثل سوق خان الخليلي والمسجد الأكثر شعبية سيدنا الحسين بن علي والأزهر.
المقهى جلب شهرته من الأديب الراحل نجيب محفوظ، حيث كتب أجزاء من ثلاثيته الحائزة على جائزة نوبل في الغرفة الخلفية للمقهى، وأيضًا من جلوس الشاعر الغنائي أحمد رامي الذي كتب أغاني مازال العالم يذكرها للراحلة أم كلثوم، وغيرهم من الشخصيات التي أثرت في التاريخ الثقافي والفني.